الدفاع عن النفس بالكلام
يُعتبر استخدام الكلمات كوسيلة للدفاع عن النفس من الأساليب الفعّالة والذكية في التواصل مع الآخرين. إنها تُمكّن الأفراد من التعبير عن أفكارهم وآرائهم بشكلٍ يتسم بالحوار البنّاء، خاصة في ظل وجود أشخاص قد يكونون عدائيين أو متسلطين في مجالات العمل أو بين الأصدقاء أو في دوائر اجتماعية أخرى.
أسس الدفاع عن النفس بالكلام
تتوفر أمام الشخص عدة طرق للدفاع عن نفسه، لكن يُعتبر الدفاع بالكلمات من الأكثر تأثيرًا متى ما استُخدم بطريقة مدروسة وصحيحة، بعيدًا عن إيذاء النفس أو الإساءة للآخرين من خلال الكلمات الجارحة. ولإتقان هذه المهارة، من الضروري توافر مجموعة من العوامل الأساسية، ومنها:
الحفاظ على الهدوء
تُعتبر القدرة على المحافظة على الهدوء من الأساسيات التي لا غنى عنها في الدفاع عن النفس. فالهدوء يُساعد في تحقيق التوازن وينقّي الأفراد من الردود العفوية أو الانفعالية. في مواقف التوتر، قد يشعر الفرد برغبة في الرد بسرعة، لكن من المهم أخذ لحظة للتفكير. على سبيل المثال، العد العكسي في مثل هذه المواقف قد يساعد في استعادة الهدوء وتوليد أفكار سليمة للتعبير بأسلوب قوي ولائق.
اختيار الكلمات المناسبة
عند مواجهة موقف يتطلب الدفاع عن النفس، يجب الحرص على اختيار الكلمات الصحيحة. فمثلًا، في حالة التعرض لعنف لفظي، يجب الاستعانة بألفاظ قوية ومؤثرة دون اللجوء إلى التجريح أو الاذي.
يوجد العديد من الخيارات المتاحة من الكلمات التي يمكن استخدامها، وينبغي مراعاة الاختيار وفقًا للمكان والموقف والأشخاص المعنيين. فيما يلي بعض الخصائص العامة التي يجب أن تتميز بها هذه الكلمات:
- يجب أن تكون الكلمات خالية من أي نوع من السب أو الشتم.
- ينبغي أن يبتعد الشخص عن نقد شخصية الفرد والتركيز على نقد الآراء أو المواقف فحسب.
- من المهم استخدام عبارات مباشرة وحاسمة.
الاحتفاظ بالرد إلى وقت لاحق والاعتماد على التصرفات السلوكية
توجد حالات عديدة تُعتبر فيها الإهانات اللفظية غير مباشرة، وقد لا تستدعي ردود فعل عنيفة. في مثل هذه الحالة، يُفضل أن يتجنب الفرد الرد السريع وبدلاً من ذلك، يمكنه استخدام لغة العيون أو المغادرة من المكان. وبالتالي، يمكنه تحمل الرد في وقت لاحق عندما يشعر بأنه مستعد لذلك.