الثبات على الحق
تتجلى الحاجة الملحة لتوجيه المسلمين وإرشادهم حول كيفية التعامل مع الفتن والمواقف الصعبة، وسبل الثبات على الحق الواضح.
نشهد أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد أبلغ الأمانة وأدى الرسالة وكمل دين الله، تاركًا أمته على الحق الواضح، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك ولا يتنكبها إلا ضال. وبذلك، ينبغي للمسلم أن يكون على وعي بأمره، ملزمًا بسلوك طريق الحق دون انحراف مهما تغيرت الظروف والأحوال. فما هي طرق الثبات على الحق في حياتنا المعاصرة؟
وسائل الثبات على الحق
هناك وسائل يجب على المسلمين التمسك بها لتعزيز ثباتهم على الحق، ومن هذه الوسائل ما يلي:
التمسك بالكتاب والسنة
قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين في خطبة الوداع من العديد من الأمور، بما في ذلك التفرق، قائلاً: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض). كما دعا إلى الاعتصام بالكتاب والسنة النبوية الشريفة، حيث قال: (تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما أبداً، كتاب الله وسنة نبيه).
إن من أهم ما يساعد المسلم على الثبات على الحق هو التمسك بالكتاب والسنة. ويتطلب التمسك بهما العديد من الأمور، مثل تطبيق أحكامهما، واتباع هديهما، والحكم بين الناس وفقًا لهما، والابتعاد عن البدع والأفكار الشاذة عن منهج أهل السنة والجماعة. فكل ذلك كفيل بأن يجعل المسلم ثابتًا على الحق مهما واجه من الابتلاءات أو الفتن.
التمسك بهدي السلف الصالح
من الأمور التي تعزز ثبات المسلم على الحق في زماننا الحاضر، الاطلاع على حياة السلف الصالح وكيف كانوا ثابتين على الحق في مختلف الظروف. لذلك، وصفهم الله تعالى بصفات عالية وأخلاق مثالية. قال تعالى: (من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً). ولذلك، فقد استحقوا أن يكونوا خيرة البشر بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم. إن الاقتداء بهم والسير على نهجهم يعين الفرد على الثبات على الحق بعون الله تعالى.
التواصي بالحق
يتعين على المسلمين الحرص على خلق ثقافة التواصي بالحق، كما قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر). ويكون التواصي بالحق بين المسلمين من خلال تكاتفهم، ليكونوا كيد واحدة في نصح بعضهم البعض، ومنع المنكر، وأمر المعروف، مما يعزز من قدرتهم على الثبات على الحق.