وقت ذبح الأضحية بالنسبة للمرأة
إن وقت ذبح الأضحية مرتبط بوقت محدد يبدأ وينتهي، وهو وقت واسع لتيسير الأمور على المسلمين. لا يجوز ذبح الأضحية قبل بداية الوقت، كما لا يجوز انتهاء الوقت دون ذبحها. هذه الأحكام تنطبق على الرجال والنساء على السواء، وفقًا للتفاصيل التالية:
- بداية وقت الذبح
يبدأ وقت ذبح الأضحية بعد أداء سكان المنطقة لصلاة العيد والانتهاء منها، وذلك بناءً على حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “صلى النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم النحر، ثم خطب، ثم ذبح، فقال: من ذبح قبل أن يصلي، فليذبح أخرى مكانها، ومن لم يذبح، فليذبح باسم الله”. وبذلك، فإن أول وقت للذبح بالنسبة لأهل البلد هو بعد أن يصلي الإمام ويخطب في يوم النحر، مع الأخذ في الاعتبار تقدير الوقت لمن لم يتمكن من الصلاة.
تباينت آراء العلماء حول حكم الذبح إذا تأخر الإمام في صلاة العيد لفترة طويلة. فقد اشترط بعضهم أن لا يضحي المضحي حتى ينتهي الإمام من صلاة العيد، في حين اعتبر آخرون أن هذه العبادة مرتبطة بوقت محدد، مشيرين إلى أن نهاية الفترة ترتبط بوقت معين، مما يجعلها مشابهة للصيام.
استشهد أصحاب الرأي الأول بحديث البراء بن عازب: “إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر، من فعله فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل، فإنما هو لحم قدمه لأهله، ليس من النسك في شيء”. من جهة أخرى، خالف أبو حنيفة هذين الرأيين، معتبرًا أن بداية الوقت هو وقت الفجر الثاني، حيث أنه بمثابة بداية يوم النحر، لذلك فإن وقته كأوقات الأيام الأخرى.
- نهاية وقت الذبح
تنوعت آراء العلماء في تحديد نهاية وقت الأضحية. فقد اعتبر البعض أنها تمتد حتى ثاني أيام التشريق، أي يوم العيد يليه يومان آخران. بينما رأى آخرون أن الوقت يمتد ليشمل ثالث أيام التشريق، وبالتالي يمكن ذبح الأضحية في يوم العيد وثلاثة أيام بعده. في حين قال عدد أقل من العلماء بأن الأضحية لا تجزئ إلا في يوم العيد، بينما ذكرت بعض الأقوال النادرة أن الوقت يمتد لشهر محرم.
حضور المرأة لذبح أضحيته
يمكن للمرأة حضور عملية ذبح أضحيته، وذلك استنادًا إلى سماح الرسول صلى الله عليه وسلم لابنته فاطمة بالحضور أثناء ذبح أضحيته، حيث قال لها: “يا فاطمة قومي إلى أضحتك فاشهديها، فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك”. واستنادًا إلى قول ابن عباس: “احضروا إذا ذبحتم، فإنه يغفر لكم عند أول قطرة من دمها”.
أحقية المرأة في الذبح بنفسها
يمكن للمرأة أن تذبح الشاة إذا كانت قادرة على ذلك، شريطة أن تتبع شروط الذبح الشرعية؛ مثل البلوغ، العقل، ونية الذبح، وقطع الحلقوم والمريء، وكل ما ينص عليه الفقهاء. وقد أُشير عن بعض الأئمة مثل مالك والشافعي بكراهيتهم لذبح المرأة، إلا أن المشهور لديهم هو جواز ذلك.
