اختلافات بين نظام الحكم القائم على قلة من الأفراد ونظام الحكم النخبوي

الفرق بين الأوليغارشية والأرستقراطية من حيث المفهوم

الأرستقراطية، وهي مفهوم يوناني يشير إلى “حكم الأفضل”، ترجع التسمية إلى الأرستقراطيين الذين يمثلون طبقة بارزة في المجتمع. هذه الطبقة العليا تتمتع بالسلطة والنفوذ ومؤهلة لتولي الحكم، وكانت تعتبر نموذجاً مفضلاً للحكم مقارنة بالنظام الملكي.

وبشكل عام، تعبر الأرستقراطية عن وجود السلطة في أيدي المواطنين الأكثر تأهيلاً وتعليماً من بين النبلاء. وتقوم القيم والمبادئ التي يتوارثها هؤلاء الأفراد على الاعتقاد بأن هذه الفئة تمتلك الأخلاق الحسنة والفكر المتفوق، مما يدفعهم لاتخاذ قرارات تصب في مصلحة الوطن والمواطنين.

على الجانب الآخر، يشير مصطلح الأوليغارشية إلى “حكم القلة”. في هذا النظام، يتم تقسيم المجتمع إلى أغنياء وفقراء، حيث تُعتبر النخبة الغنية والمتميزة هي القلة التي تدير الحكم. وتعود هذه الصفوة إلى الثروة أو التعليم أو السيطرة على الموارد، أو من خلال انتمائهم لعائلات معينة. وبهذا، تُعتبر الأوليغارشية نظام حكم يحتفظ فيه عدد قليل من الناس بالسلطة، وغالباً ما يرتبط بالاستبداد.

الفرق بين الأوليغارشية والأرستقراطية من حيث الأصل

توجد اختلافات ملحوظة في أصل هذين النظامين. فإنّ الأرستقراطية تستند إلى مفهوم “حكم الأفضل”، بينما تنبع الأوليغارشية من مفهوم “حكم القليل”. وبالتالي، فهي تعتبر مشتقة من الأرستقراطية، ولكن مع اختلافات جوهرية.

الفرق بين الأوليغارشية والأرستقراطية من حيث التوارث

فيما يتعلق بالتوارث، تُعتبر الأرستقراطية نظاماً يورث فيه الحكم والسلطة عبر الأجيال داخل الأسر، بينما وجود التوارث في الأوليغارشية ليس شرطاً أساسياً.

الفرق بين الأوليغارشية والأرستقراطية من حيث الارتباط

تختلف الأنظمة من حيث ارتباطها بأشكال الحكم الأخرى؛ فالأرستقراطية ترتبط بالمملكة من خلال المقارنة الإيجابية، في حين ترتبط الأوليغارشية بالاستبداد والقمع.

الفرق بين الأوليغارشية والأرستقراطية من حيث الدول المطبقة لكل نظام

فيما يلي بعض الدول التي اعتمدت حكوماتها نظام الأرستقراطية في الماضي، والدول ذات الأنظمة الأوليغارشية حالياً:

الدول الكبرى التي كانت تحت أنظمة أرستقراطية تشمل:

  • روسيا
  • فرنسا
  • بريطانيا
  • الصين

الدول التي تمتلك حكومات أوليغارشية في الوقت الحالي تشمل:

  • الصين
  • إيران
  • كوريا الشمالية
  • روسيا
  • أوكرانيا
  • تركيا

الأوليغارشية والأرستقراطية في العصر الحديث

بصفة عامة، استُبدل نظامي الحكم الأرستقراطي والأوليغارشي بالنظام الديمقراطي، الذي يُعد الأكثر شيوعًا على مستوى العالم اليوم. ومع ذلك، لم تختف النخبة الأرستقراطية تمامًا، بل تم تقليص نفوذها في بعض البلدان ليقتصر دورها على الشرف فقط، بينما في دول أخرى لا تزال الطبقة النبيلة تمارس الحكم وتتمتع بنفوذ وقوة كبيرة.

أما بالنسبة للأوليغارشية، فإنه يصعب القول بأن هذا النظام ما زال موجودًا بشكل صريح. غير أن هناك العديد من الأمثلة التي تشير إلى وجود فئة قليلة من الناس تحتفظ بالقوة والنفوذ، مما يتيح لها السيطرة على الحكم والإدارة، بينما يتم تهميش باقي السكان.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *