الحرير
يُعتبر الحرير من أجود أنواع الأقمشة، وهو رمز للترف والرفاهية، حيث يتميز بملمسه الناعم وفخامته، فضلاً عن قوة نسيجه. يُناسب الحرير جميع فصول السنة، إذ يوفر الدفء في الشتاء والبرودة في الصيف. وقد ورد ذكره في القرآن الكريم كلباس لأهل الجنة، حيث يُعتبر حرير الدنيا أقل قيمة مقارنةً بحرير الجنة ونعومته. من بين أنواع الحرير هناك السندس والإستبرق، فما هو الفرق بينهما؟
أصل الحرير
الحرير هو سائل لزج تُنتجه يرقة دودة القز، حيث تقوم هذه اليرقة بلفّ السائل حول نفسها. عند ملامسة السائل للهواء، يتحول إلى خيوط حرير معروفة. يتم لاحقًا جمع هذه الخيوط من قبل المختصين وتحويلها إلى أقمشة حريرية متنوعة. يوجد نوعان رئيسيان من الحرير، الأول هو الحرير البري وهو الفاخر والطبيعي، والثاني هو الحرير المستزرع الذي يتم إنتاجه من خلال تربية ديدان القز في ظروف مناسبة.
الفرق بين السندس والإستبرق
السندس والإستبرق يُعتبران من أرقى أنواع الحرير، حيث يُستخدم كل منهما كلباس لأهل الجنة. السندس هو ديباج فاخر وناعم وشفاف يمتاز ببريقه الأخّاذ، بينما يعتبر الإستبرق ديباجًا سميكًا وغليظًا لا يُشف ولا يُصف، ويُعتبر جميلًا وله بريقٌ لافت. الكلمة “ديباج” تشير إلى نوع من الحرير المنسوج، بينما تُعد كلمتا “سندس” و”استبرق” من أصل فارسي. يُرتدى السندس مباشرة على الجسم، بينما يتم ارتداء الإستبرق فوق الملابس الخارجية.
طرائق الحصول على الحرير
تؤدي عملية خروج الفراشة من الشرنقة إلى تمزق خيوط الحرير، التي قد يصل طولها إلى مئات الأمتار. لذلك، يقوم المزارعون باستخراج هذه الخيوط بطرق تحافظ على سلامتها، وذلك من خلال قتل الفراشة داخل الشرنقة قبل خروجها، ويتم ذلك بعدة أساليب:
- وضع الشرنقات في أشعة الشمس وتقليبها لعدة أيام.
- تسخين الأفران ووضع الشرنقات فيها.
- تعريض الشرنقات لبخار الماء الساخن.
- غلي الماء ووضع الشرنقات فيه ثم تجفيفها.
دودة القز
تضع الفراشات الأم بيوضها، ولهذه البيوض عدد قادر على أن يصل إلى عدة مئات. بعد حوالي عشرة أيام، تفقس هذه البيوض لتخرج منها اليرقات الصغير، وعقب عدة أسابيع، تبدأ اليرقة في إفراز سائل لزج لتقوم بلفه حول نفسها. عند ملامسة هذا السائل للهواء، يُتحول إلى خيوط حرير وتُعرف بالشيرنقة. تبقى يرقة دودة القز داخل الشرنقة بلا حركة لمدة أسبوعين، وبعد انقضاء هذه الفترة تتحول إلى فراشة بالغة، مما يؤدي إلى تمزق خيوط الشرنقة وتخرج إلى الحياة الجديدة.
تعتمد دودة القز في غذائها على أوراق شجر التوت الأبيض، ما يُنتج أفضل أنواع الحرير. كما يمكن لها أن تعيش على أوراق أشجار أخرى مثل البرتقال والخس والبلوط، لكن إنتاجها من الحرير يكون أقل جودة مقارنةً بالحرير الذي يتم الحصول عليه من أوراق التوت.