الألوان في الحضارة اليونانية القديمة
عرفت الحضارة اليونانية والرومانية القديمة بتنوع الأصباغ التي استُخدمت في الفنون التشكيلية، وفيما يلي بعض الألوان التي استخدمها الفنانون في تلك الفترة:
تدرجات اللون الأحمر
استُخرج اللون الأحمر الفاتح من مركب الزرنيخ الطبيعي، في حين اعتمد الفنانون على مادة تُعرف باسم “دم التنين” للحصول على درجة حمراء أكثر عمقًا، وقد أشار المؤرخون الرومان إلى أنها دمت التنين والفيلة. كان هذا اللون شائع الاستخدام حتى العصر الحديث.
تدرجات اللون الأرجواني
أما بالنسبة لاستخدام اللون الأرجواني، فتضمنت التطبيقات ما يلي:
- تميزت لوحة الألوان في الحضارة اليونانية والرومانية بوجود أصباغ مثل النيلي، الذي استُخرج من نبات النيلة (Indigo)، حيث تم استخدام أنواع متعددة من الأعشاب. ورغم استخدامها الأساسي كأصباغ نسيج، فقد تم تطوير هذه الألوان في شكل حبر للطلاء، خاصةً لطلاء الزجاج.
- كان اللون البنفسجي الأكثر شهرة هو الأرجواني الصوري، وهو صبغة أنتجها الفينيقيون من الأسماك الصدفية، وارتبط هذا اللون بالقياصرة الرومان.
- استخدم الفنانون هذا اللون في العصور القديمة كصبغة زجاجية، وكان متاحًا بتدرجات متعددة من اللون الأرجواني، ومع ذلك كانت تكلفته مرتفعة حدت من استخدامه.
تدرجات اللون الأزرق
تمثلت استخدامات اللون الأزرق في:
- اعتمد الرسامون على نفس الأصباغ التي استخدمها المصريون، ولا سيما الأزوريت والأزرق المصري، حيث كان الأزوريت صبغة زرقاء مخضرة سُميت بذلك نسبة إلى الكلمة الفارسية “لازورد” التي تعني “أزرق”.
- ارتبط الأزرق المصري (فريت) كيميائيًا بصبغة الملكيت الأخضر، وكان صبغة زرقاء غامقة استخدمت منذ العصور القديمة على مجموعة متنوعة من الوسائط مثل الحجر والخشب والجص وورق البردى والنسيج، وتم الاستغناء عنها في القرن السادس الميلادي.
تدرجات اللون الأخضر
من بين الأصباغ الخضراء الشائعة في العصور الكلاسيكية، كان يُعرف بالنحاسي الصناعي الأخضر، والذي أطلق عليه “أخضر اليونان” نسبة للأراضي الزراعية.
تدرجات اللون الأصفر
استُخدمت درجات اللون الأصفر من قبل الرسامين اليونانيين والرومانيين بمواد مُشتقة من أكسيد الرصاص.
تدرجات اللون البني
تحصل درجات اللون البني من المواد المحترقة والأصباغ الطينية في حالتها الطبيعية، بالإضافة إلى الحديد والمنغنيز.
تدرجات اللون الأبيض
كان الرصاص الأبيض عاملًا رئيسيًا في لوحة الألوان الكلاسيكية، حيث يتميز بسرعة جفافه. واستمر استخدام الصبغات البيضاء الرصاصية حتى القرن التاسع عشر، قبل أن تتم الإشارة إلى الجبس والطباشير.
تدرجات اللون الأسود
استخدم الرسامون في الحضارة اليونانية والرومانية ألوانهم السوداء استنادًا إلى المصباح الأسود، الأسود الكربوني (الفحم)، والأسود العاجي الجديد المستخرج من عظام محترقة أو عاج.
معاني الألوان في الحضارة اليونانية
تتضمن الألوان معاني ورموز مختلفة لدى أفراد هذه الحضارة، والتي تشمل:
- تتعدد دلالات الألوان في اليونان القديمة، حيث يُعتبر الأحمر لونًا متغيرًا يدل على تبدل حالات الحياة، ولذلك ارتدت العرائس الحجاب الأحمر والأكفان. أما الأسود، فقد ارتدي في مناسبات الحداد، لكنه أيضًا كان يعكس الوضع الاجتماعي للمعزين. في حين كان البنفسجي يرمز إلى الملوك والمناصب العليا بسبب ندرة الصبغة الأرجوانية في ذلك الوقت.
- كانت الألوان الوطنية لليونان تتكون من الأزرق والأبيض، بالإضافة إلى استخدام الأحمر، والأصفر، والأسود في الحياة اليومية، مما أضاف ثراءً إلى روائعهم الفنية.
فهم اليونانيين للألوان
يختلف إدراك اليونانيين للألوان عن الطريقة التي نفهم بها الألوان اليوم. فقد أظهر الأديب هوميروس في كتاباته استخدامًا غير تقليدي للألوان، حيث وصف الألوان المعدنية مثل الأسود، والأبيض، والأخضر المصفر، والأحمر المسترجن. تثير أوصافه مثل وصف البحر كنوع من الخمر والأغنام بأنها بنفسجية تساؤلات حول مدى دقة رؤيتهم للألوان.