تعريف المذهب المالكي بطريقة مبسطة

المذهب المالكي، يُعرف بإيجاز كونه أحد مدارس الفقه الإسلامي الأربعة، وقد أسّسها الإمام مالك بن أنس. في هذا المقال، سوف نستعرض أبرز ما يميز هذا المذهب بشكل مختصر.

المذاهب الأربعة

  • تاريخيًا، يُنسب المذهب الحنبلي إلى أحمد بن حنبل (توفي عام 855)، بينما يُعرف المذهب الحنفي بأبي حنيفة (توفي عام 767).
    • كما يُطلق اسم المذهب الشافعي على الإمام الشافعي (توفي عام 819)، وأخيرًا يُطلق الاسم المالكي على مالك بن أنس (توفي عام 795).
  • تستند الشريعة الإسلامية إلى أربعة مصادر رئيسية: القرآن الكريم، والسنة النبوية (التي تتضمن أقوال وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم)،
    • ومن ثم الإجماع (إجماع العلماء)، والاجتهاد (التفكير المستقل بالتوازي مع القرآن والسنة).
  • تستخدم المذاهب الأربعة هذه المصادر بشكل متفاوت في استنباط الأحكام والقوانين.
    • على سبيل المثال، يُعتبر المذهب الحنفي معتمدًا أكثر على الاجتهاد مقارنةً بالمذهب الحنبلي.
    • بينما يميل المذهب المالكي إلى تفسير نصوص القرآن بشكل أكثر حرفية من غيره من المذاهب.

المذهب المالكي

  • يعود تأسيس المذهب المالكي إلى عالم المدينة، مالك بن أنس، الذي وُلد عام 93 هـ وتوفي عام 179 هـ (أو 795م).
    • لقد قام مالك برحلات طويلة لجمع المعرفة على عكس الكثير من معاصريه.
  • حضر العديد من المحاضرات التي ألقاها أساتذة مشهورون في عدة مدن، ولكنه لم يغادر المدينة المنورة باستثناء رحلاته للحج إلى مكة.
  • يعتبر مذهب الإمام مالك من ضمن المدارس الأربعة في الفقه الإسلامي السني،
    • وهو يحتل المرتبة الثانية من حيث عدد المتبعين، حيث يتبعه ما يقارب 25٪ من المسلمين، خاصة في شمال وغرب إفريقيا.
  • كان الإمام مالك يرى أن المدينة المنورة متفوقة على سائر المراكز الدينية الأخرى،
    • لأنها كانت تضم جيلًا كاملاً نقل المعرفة من الذين عاشوا في عهد النبي.
    • بينما انتهت سلاسل النقل في غيرها من المدن واعتُمدت على الصحابة فقط.
  • بعكس المذهب الحنفي، لم يسمح الإمام مالك بتناول المناقشات على أساس نظريات افتراضية،
    • بل كان يشدد على ضرورة التعامل مع القضايا الواقعية من خلال التطبيق العملي حتى يتمكن الطلاب من التعلم كيفية حلها.

ملخص عن المذهب المالكي

  • تعتمد مدرسة الإمام مالك على أعماله الفقهية، وتختلف عن المدارس القانونية الأخرى،
    • خصوصًا من حيث المصادر المستخدمة لاستنباط الأحكام.
  • بينما تعتمد جميع المدارس الأربعة على القرآن كسند أساسي، يتبعه سنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)،
    • فإنها تشمل أيضًا الإجماع والقياس.
  • تستند المدرسة المالكية، بالإضافة إلى ذلك، إلى ممارسات أهل المدينة كمصدر للتشريع.
    • ويعتبر هذا المصدر أحيانًا أكثر أهمية من الحديث، لأن ممارسة أهل المدينة عُدت “سنة نبيلة” حيث عاش وتوفي النبي هناك.
  • وبما أن الكثير من صحابة النبي كانوا يعيشون في المدينة في حياته وبعد وفاته،
    • فإن ذلك أدى إلى اعتماد أقل على الحديث مقارنةً بما هو موجود في المدارس الأخرى.
  • يمكن القول إن جميع الأئمة الأربعة استخلصوا أحكامهم وفقًا للأدلة المتاحة لديهم في زمنهم.

المذهب المالكي: مدارس ومؤلفات وخصائص

  • تم تأسيس المذهب المالكي من قِبل مالك بن أنس (المتوفي نحو عام 795م)، وهو عالم قانوني بارز في المدينة.
    • قد حظي بمكانة عظيمة، حيث قيل إن ثلاثة من الخلفاء العباسيين زاروه أثناء زيارتهم للمدينة.
  • أما الخليفة العباسي الثاني، فتقرب من عالم القانون بمقترحات لإنشاء نظام قضائي موحد
  • لدمج الأساليب القانونية المختلفة التي كانت قائمة في ذلك الوقت في العالم الإسلامي.
  • انتشرت هذه المدرسة عبر تلاميذ مالك بن أنس، وغدت مهيمنة في شمال إفريقيا وإسبانيا، وكذلك في شمال إفريقيا.
  • واحدة من أهم مساهمات الإمام مالك هي كتابه “الموطأ”، الذي يعد مرجعًا قانونيًا يستند إلى الممارسات القانونية السائدة في المدينة.
    • يتناول الكتاب مجموعة من المواضيع، بدءًا من الطقوس المحددة للصلاة والصيام إلى الأخلاقيات المتعلقة بالتجارة.
  • خلال فترة الحكم العثماني، برز المذهب الحنفي كالأكثر أهمية في الإمبراطورية العثمانية،
    • لكن بعد سقوط الدولة العثمانية، استعادت المالكية مكانتها في المنطقة.
  • ولا تزال أصول وممارسات المذهب المالكي شائعة في جميع أنحاء شمال إفريقيا، والسودان، ومناطق غرب ووسط إفريقيا.

الإمام مالك والعلاقة مع الحكام

  • تعرض الإمام مالك ذات مرة للجلد بأمر من الخليفة أبو جعفر المنصور،
    • وذلك بسبب حديثه الذي يفيد بأن الطلاق تحت الإكراه يعتبر باطلًا.
  • كان لهذا الحديث تأثيرات سياسية كبيرة، إذ دعّم وجهة نظر من اعتبروا أن سلطات الخليفة ليست مشروعة بالمثل، حيث أنها أيضا تؤمن عن طريق الإكراه.

للمزيد من المعلومات، يُستحسن قراءة:

اتباع المذهب المالكي

  • يمتثل المسلمون للمذاهب لتأدية واجباتهم تجاه الله، ولهم حرية اختيار أحد المذاهب الأربعة.
    • ليعيشوا حياتهم وفقًا لقيمهم، فجميع المذاهب الأربعة صحيحة وتستند إلى القرآن والسنة والقياس.
  • يُعتبر المذهب الحنفي الأوسع انتشارًا بين المذاهب الأربعة، حيث أن الناس في المناطق الحضرية يفضلون غالبًا هذا المذهب،
    • بينما يَميل أهل المناطق الريفية إلى دعم المذهب الشافعي.
  • هناك اختلافات خفيفة في أشكال الصلاة بين هذه المذاهب، حيث تُشير المذهب المالكي إلى ضرورة وضع اليدين على الجانبين كما هو مشيئة غالبية علماء المدرسة المالكية.
    • لكن الممارسة السائدة بوضع اليد اليمنى على اليسرى تحت الصدر لا تُفقد الصلاة صحتها.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *