دراسة شاملة حول مرض هشاشة العظام

هشاشة العظام

تُعرف هشاشة العظام (بالإنجليزية: Osteoporosis) بأنها حالة مرضية تميزت بانخفاض كثافة العظام وتدهور هيكلها، مما يجعل العظام عرضة للهشاشة والكسور بسهولة. تعتبر هذه الحالة في كثير من الأحيان “مرضًا صامتًا”، حيث لا تظهر أعراض خاصة بها إلا عند حدوث كسر في العظام، مما يعني أن الشخص قد فقد كمية كبيرة من كثافتها وقوتها على مراحل زمنية طويلة. العظام الأكثر تأثرًا بهشاشة العظام هي عظام الرسغين، الوركين، وعظام العمود الفقري. تجدر الإشارة إلى أن العظام تحتوي على أنسجة حيوية، حيث يقوم الجسم بتجديدها من خلال استبدال النسيج القديم بآخر جديد. وفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (بالإنجليزية: Centers for Disease Control and Prevention)، تبلغ نسبة انتشار هشاشة عظام عنق الفخذ والفقرات القطنية (بالإنجليزية: Lumbar vertebrae) حوالي 5.1% بين الرجال الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، في حين تصل النسبة إلى 24.5% بين النساء في نفس الفئة العمرية.

أعراض هشاشة العظام

غالبًا ما لا تظهر أعراض هشاشة العظام في مراحلها المبكرة، لكن مع تقدم الحالة بشكل كبير، قد يعاني الشخص من آلام في الظهر نتيجة الكسور في العمود الفقري أو انهياره، بالإضافة إلى فقدان الطول، وتبني وضعية مائلة، وزيادة احتمالية تعرض العظام للكسور.

للاطلاع على المزيد حول أعراض هشاشة العظام، يُرجى قراءة المقال التالي: (ما هي أعراض هشاشة العظام).

أسباب الإصابة بمرض هشاشة العظام

تخضع العظام لدورة حياة مستمرة حيث يتم تكسير النسيج القديم واستبداله بنسيج آخر جديد. يختلف معدل نُمو العظام الجديد حسب العمر: خلال مرحلة الطفولة، يكون بناء العظام أسرع مما يؤدي إلى زيادة كثافتها، ولكن عند بلوغ مرحلة الشباب، تبدأ سرعة البناء في التراجع، وعادة ما تصل أعلى كثافة عظمية عند عمر الثلاثين. مع تقدم العمر، يصبح معدل هدم العظام أسرع من البناء، مما يزيد من فرصة الإصابة بهشاشة العظام. تعتمد احتمالية الإصابة على الكثافة العظمية القصوى التي تم الوصول إليها خلال فترة الشباب، فكلما كانت هذه الكثافة أعلى، كانت الفرصة أقل للتعرض لهذا المرض. تلعب العوامل الوراثية والعرق دورًا أساسيًا في تحديد الكثافة العظمية القصوى.

عوامل خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام

على الرغم من أن تزايد سرعة هدم العظام قد يُشَار إليه كجزء من العملية الطبيعية للشيخوخة، إلا أن هناك أفرادًا يعانون من انخفاض كثافة العظام بشكل أسرع من غيرهم، مما يزيد من خطر الإصابة بهشاشة العظام والكسور. من بين العوامل التي تُسهم في زيادة هذا الخطر، نجد ما يلي:

  • النساء اللاتي تجاوزن سن اليأس، حيث إن فقدان الكثافة العظمية بعد الوصول لسن اليأس يحدث بشكل أسرع، خاصةً إذا كانت هذه الفترة مبكرة، أو في حالة استئصال المبايض.
  • استخدام جرعات عالية من الستيرويدات (بالإنجليزية: Steroids) لفترات تزيد عن ثلاثة أشهر.
  • وجود حالات صحية مرتبطة، مثل الحالات الالتهابية، مشاكل هرمونية، أو اضطرابات سوء الامتصاص (بالإنجليزية: Malabsorption problems).
  • وجود تاريخ عائلي مشابه، خاصة عند إصابة أحد الوالدين بكسور في الورك.
  • استخدام أنواع معينة من الأدوية التي تؤثر على مستوى الهرمونات أو كثافة العظام، كما هو الحال في بعض عقاقير مضادة للإستروجين التي تُستخدم بعد الإصابة بسرطان الثدي، مما يتطلب الالتزام بتعليمات الطبيب.
  • التاريخ المُسبق أو الحالي للإصابة بالنهام العصبي (بالإنجليزية: Bulimia) أو فقدان الشهية.
  • انخفاض مؤشر كتلة الجسم (بالإنجليزية: Body mass index).
  • عدم ممارسة الرياضة بانتظام.
  • التدخين واستهلاك الكحول.

تشخيص هشاشة العظام

يعتمد تشخيص هشاشة العظام على مجموعة من الفحوصات، بدءًا من معرفة التاريخ الصحي للمريض، تليها الفحوصات السريرية، والأشعة السينية على الهيكل العظمي، بالإضافة إلى اختبارات مخبرية متخصصة، مثل فحص الكثافة (بالإنجليزية: Densitometry). إذا اشتبه الطبيب في وجود الحالة، يُنصح بإجراء فحص قياس امتصاص الأشعة السينية ثنائي البواعث (بالإنجليزية: Dual-energy X-ray absorptiometry) والمعروف باسم DEXA. يهدف هذا الفحص إلى قياس كثافة العظام باستخدام جرعة منخفضة من الأشعة السينية، حيث يستلقي المريض على طاولة مريحة لمدة حوالي 15 دقيقة. تُفسر النتائج كما يلي:

  • نتيجة طبيعية: تشير إلى انخفاض خطر الكسور الناجمة عن حوادث بسيطة.
  • ضعف العظام (بالإنجليزية: Osteopenia): خطر نسبي لحدوث الكسور، مما يستدعي استشارة الطبيب للحصول على نصائح وقائية.
  • هشاشة العظام: تعرض كبير للكسور عند حوادث بسيطة، مما يتطلب العلاج المناسب.

لمزيد من المعلومات حول تشخيص هشاشة العظام، يمكن الاطلاع على المقال القادم: (كيف أعرف أني مصاب بهشاشة العظام).

علاج مرض هشاشة العظام

يمكن التوجه لوصف علاجات دوائية قبل الوصول لمرحلة هشاشة العظام، حيث يهدف العلاج للوقاية أو إبطاء تقدم الحالة. تشمل الأهداف حفظ كثافة العظام والعناصر المعدنية، إلى جانب تعزيز قدرة الشخص على القيام بنشاطاته اليومية. بالإضافة إلى ذلك، يُوصى بالحصول على كميات كافية من الكالسيوم من خلال الغذاء أو المكملات، بجانب فيتامين د لإمكانية امتصاص الكالسيوم. يُشدد على أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية، خاصة التي تعمل على بناء القوة.

إذا تم تشخيص هشاشة العظام، يقوم الطبيب بصف أدوية مناسبة للحفاظ على كثافة العظام، وغالبًا ما تكون الأدوية من مجموعة البيسفوسفونات (بالإنجليزية: Bisphosphonate) هي الأكثر شيوعًا، مثل حمض الزوليدرونك (بالإنجليزية: Zoledronic acid) وريسيدرونات (بالإنجليزية: Risedronate). تشمل الأدوية الأخرى المستخدمة معدلات مستقبلات الاستروجين الانتقائية (بالإنجليزية: Selective estrogen receptor modulators) والتي تُستخدم للحد من فقدان كثافة العظام بعد اليأس، مثل رالوكسيفين (بالإنجليزية: Raloxifene). هناك أيضًا خيارات علاجية أخرى مثل:

  • دينوسوماب (بالإنجليزية: Denosumab): يُعطى عن طريق الحقن ويُستخدم غالبًا للنساء بعد انقطاع الطمث.
  • الكالسيتونين (بالإنجليزية: Calcitonin): دواء يشبه الهرمون الذي تفرزه الغدة الدرقية، ويُساعد في تنظيم مستويات الكالسيوم.
  • تيريباراتيد (بالإنجليزية: Teriparatide): هرمون يشجع عملية بناء العظام بسرعة تفوق هدمها.

لمزيد من المعلومات حول علاج هشاشة العظام، يُرجى قراءة المقال التالي: (ما علاج هشاشة العظام).

الوقاية من مرض هشاشة العظام

إذا كان الشخص مُعرضًا للإصابة بهشاشة العظام، يُنصح باتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية التي تساعد في تقليل الفرصة للإصابة، مثل:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • تناول طعام صحي وغني بالكالسيوم وفيتامين د.
  • إجراء تعديلات على نمط الحياة مثل الإقلاع عن التدخين والامتناع عن تناول الكحول.

لمعرفة المزيد عن طرق الوقاية من هشاشة العظام، يُرجى قراءة المقال التالي: (طرق الوقاية من هشاشة العظام).

فيديو عن هشاشة العظام

للاطلاع على مزيد من المعلومات حول هشاشة العظام وعلاجها، يمكنك مشاهدة الفيديو.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *