إن تأثير تغير المناخ على الصحة يعد قضية هامة تتطلب اهتمامًا كبيرًا. في العديد من المناطق حول العالم، يؤدي تغير المناخ إلى تغييرات خطيرة ودائمة تؤثر على البيئات البيولوجية والجيولوجية والنظم الإيكولوجية لكوكب الأرض.
تأثير تغير المناخ على الصحة
- تشير اللجنة الدولية المعنية بتغير المناخ إلى وجود أدلة جديدة وقوية تشير إلى أن الأنشطة البشرية تسهم في ارتفاع درجات الحرارة على مدى الخمسين عامًا الماضية.
- لقد أدت هذه التغيرات إلى العديد من المخاطر البيئية التي تؤثر على الصحة العامة، مثل فقدان التنوع البيولوجي، وتآكل طبقات الأوزون، والضغوط على نظم إنتاج الغذاء، وانتشار الأمراض المعدية.
- الأمراض المزمنة أصبحت أيضًا قضية مؤثرة عالمياً، حيث تقدّر منظمة الصحة العالمية أن حوالي 160,000 حالة وفاة مرتبطة بتغير المناخ حدثت منذ عام 1950.
- يعتبر العديد من الخبراء توجيه هذه التقديرات بأنها متحفظة، حيث أظهرت أبحاث أجراها عالم الاقتصاد الشهير توماس مور في معهد هوفر أن الاحتباس الحراري العالمي قد يؤدي إلى زيادة معدلات الوفيات.
تزايد المخاطر الصحية الناتجة عن تغير المناخ
- دراسة توماس مور، التي أجريت في الولايات المتحدة، سلطت الضوء على جانب مهمل من مشكلة تأثير تغير المناخ على الصحة.
- يجب التنسيق بين الجوانب التحسينية مثل توفير الغذاء، والتنمية الاقتصادية، والهجرة، والأمن، مع قضايا الصحة العامة مقارنة بالتغيرات الجيوفيزيائية المرتبطة بالاحتباس الحراري.
- من الضروري وضع خطط مستدامة لحماية البشر من الأضرار المحتملة، بما في ذلك الأمراض التي تهدد مجتمعات معينة، وخاصة الأطفال.
- تأمين الموارد الكافية لحماية صحة الإنسان من هذه التغيرات أصبح أمرًا ملحًا.
استراتيجيات تقليل تأثيرات تغير المناخ على الصحة
- يجب البدء في تقليل تسعير الكربون لخفض الانبعاثات الكربونية، ويجب وضع ضرائب للمساعدة في تقليل التلوث وزيادة الاستثمار في الطاقة النظيفة.
- من الأهمية بمكان إنهاء دعم الوقود الأحفوري، والذي يساهم في انبعاث الغازات الدفيئة، وذلك من خلال تطوير استراتيجيات للتخلص التدريجي من هذا الدعم.
- ينبغي بناء المدن بطرق تقلل الانبعاثات الكربونية من خلال التخطيط الذكي لضمان مستقبل مستدام.
- يجب تعزيز كفاءة استخدام الطاقة، والاستثمار في الطاقة المتجددة بشكل أكبر للعمل على تقليل المخاطر الصحية الناتجة عن استخدام الوقود التقليدي.
- يجب تطبيق استراتيجيات زراعية تعزز الاستدامة البيئية وتوسع الغابات، ما يؤدي إلى تحسين الإنتاجية الزراعية ومقاومة آثار تغير المناخ.
استجابة الصحة العامة
- حاليًا، لا توجد أدلة تشير إلى انخفاض سريع في تغير المناخ، حتى لو تم إيقاف جميع الانبعاثات الغازية.
- سنظل نتعامل مع تغيرات غير قابلة للتغيير نجمت عن تصرفاتنا، مما يجعل التأقلم ضرورة ملحة.
- تحتاج الاستجابة إلى أن تكون متعددة الأبعاد، تشمل الإجراءات التشريعية، الهندسية، والسلوكية، مع ضرورة تحسين جودة الخدمات الصحية والوصول إليها.
- يجب تحديد الاستجابة بشكل خاص للمجتمعات الأكثر تعرضًا للخطر وتعزيز قدراتها في التصدي للأوبئة.
التأثيرات المناخية على الصحة البشرية
- أشار الدكتور فرانسوا بريكار، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفيات باريس، إلى عدم وجود أدلة قاطعة تؤكد تأثيرات تغير المناخ على الصحة مباشرة، حيث ما زالت الدراسات في هذا السياق نظرية.
- التأثيرات المباشرة تشمل نقص المياه، وقلة المنتجات الزراعية التي تؤمن الغذاء، إلى جانب تأثير ارتفاع درجات الحرارة، والجفاف، والرطوبة.
- يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة تكاثر الطفيليات، مما يزيد من انتشار الأمراض المعدية، ويؤدي إلى خطر أعلى للعدوى.
- من المهم حماية المجتمعات من هذه الأمراض والتهديدات الصحية التي يمكن أن تهدم عديد من المجتمعات، وهذا من الأولويات العالمية لحماية الصحة العامة.
التأثر الاجتماعي لتغير المناخ
- لا تتوزع تأثيرات تغير المناخ والفقر بالتساوي بين المجتمعات، حيث تؤثر عوامل مثل الجنس، العمر، التعليم، العرق، الموقع الجغرافي، واللغة في شدة هذه التأثيرات.
- تشير الدراسات إلى أن تأثيرات التغير المناخي، وارتفاع معدلات الفقر، والجوع، وأمراض مثل الإسهال والملاريا تؤثر بشكل غير متساوٍ على الأطفال.
- تشير التقديرات إلى أن 90% من وفيات الملاريا والإسهال تحدث في الأطفال بسبب هذه الكوارث الطبيعية، مما يجعلهم الفئة الأكثر تضررًا.
الأمراض المرتبطة بتغير المناخ
- تشمل الأمراض الناجمة عن تغير المناخ حمى المياه، وحمى الفئران، التي قد تتزايد بسبب ارتفاع منسوب المياه، مما يساهم في انتشار الفيروسات والميكروبات.
- ذكرت منظمة الصحة العالمية أن تغير المناخ قد يؤدي إلى زيادة عدد الوفيات الناتجة عن الحرارة المفرطة، وانتشار الملاريا، وزيادة حالات الإسهال، مع تركز الأعداد الكبرى من الضحايا في الأطفال.
- الأطفال هم الأكثر عرضة لمخاطر سوء التغذية والأمراض المنتشرة، مما يthem ازيد من حياتهم بشكل كبير، الأمر الذي يتطلب اتخاذ خطوات تحسين صحية عاجلة.
- أعلنت الأمم المتحدة أن تغير المناخ يشكل تهديدًا شاملًا للبشرية، ويحتاج إلى اتفاق عالمي لمكافحة الاحتباس الحراري.
- تشير التوقعات إلى أن تكلفة الأضرار الصحية المرتبطة بتغير المناخ قد تصل إلى 2-4 مليارات دولار سنويًا بحلول عام 2030، مما يبرز الحاجة الملحة لإجراءات فعالة.
- يحتاج تبني الاتفاق العالمي إلى جهود مكثفة للوصول إلى نتائج فعالة ومفيدة في معالجة هذه الظاهرة.
