حرقة المعدة
تعتبر حرقة المعدة أو حموضة المعدة (بالإنجليزية: Heartburn) من الحالات التي تبرز فيها محتويات المعدة إلى المريء، مما يؤدي إلى شعور المصاب بالانزعاج والحرقة، لا سيما في منتصف الجزء السفلي من الصدر، خلف عظام القص. غالباً ما تتفاقم الأعراض عند انحناء الشخص أو استلقائه. تُعتبر هذه الحالة شائعة جداً، حيث تشير الدراسات إلى أن ما يتراوح بين 25-40% من البالغين يعانون منها مرة واحدة على الأقل في الشهر، بينما تصل نسبة الذين يعانون يومياً إلى حوالي 7-10%. بالرغم من إمكانية تعرض أي شخص لحرقة المعدة، إلا أن الأشخاص فوق الأربعين يعدّون الأكثر عرضة لهذه المشكلة، حيث تبين أن الرجال يصابون بها بمعدل أعلى من النساء. وبالرغم من أن معظم حالات حرقة المعدة تعتبر بسيطة ولا تتطلب علاجاً طبياً، حيث تتحسن في الغالب بشكل تلقائي بعد فترة قصيرة، إلا أن هناك بعض الحالات التي تتطلب استشارة طبية. تشمل هذه الحالات صعوبة البلع، أو تكرار الشعور بالغثيان والتقيؤ، كما أن بعض الأعراض مثل ضيق التنفس أو ألم الصدر قد تشير إلى مشاكل أكثر خطورة تستدعي زيارة الطوارئ.
طرق علاج حرقة المعدة
يمكن أن تسبب أنواع معينة من الأطعمة حرقة المعدة لدى بعض الأشخاص، بينما يمكن أن يكون البعض الآخر ضحية للحالة المعروفة طبيًا بالارتجاع المعديّ المريئي (بالإنجليزية: Gastroesophageal reflux disease) أو بعض المشاكل الصحية المزمنة. لكن على أية حال، فإن الشعور به يعتبر مزعجاً، وعليه، يتم البحث عن خيارات علاجية للسيطرة عليه. نستعرض فيما يلي بعض هذه الخيارات:
العلاجات المنزلية والنصائح العامة
تتضمن بعض النصائح والعلاجات المنزلية التي قد تساعد في السيطرة على حرقة المعدة ما يلي:
- تخفيف الملابس الضيقة: يمكن أن تؤدي الملابس الضيقة إلى ضغط على المعدة، مما ينتج عنه ارتجاع محتويات المعدة إلى المريء. لذا يُنصح بفك الحزام أو البنطال الضيق.
- تغيير الوضعية: يُفضل على الأشخاص الذين يعانون من الحموضة الانتقال من الجلوس أو الاستلقاء إلى الوقوف، حيث أن ذلك يقلل الضغط على العضلة العاصرة السفلية للمريء، مما يساعد في تخفيف الأعراض.
- محلول صودا الخبز: تناول محلول من صودا الخبز يمكن أن يخفف الحرقة، ويتم تحضيره بإضافة ملعقة كبيرة منها إلى كوب من الماء.
- الزنجبيل: يمكن استخدامه كمنكه في الأطعمة أو تحضير شاي الزنجبيل.
- مكملات عرقسوس: يُعتقد أن هذه المكملات تعزز الطبقة المخاطية في المريء مما يقلل من حرقة المعدة، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استعمالها، حيث قد تسبب ارتفاع ضغط الدم أو تؤثر على فعالية الأدوية.
- خل التفاح: إضافة القليل من خل التفاح إلى كوب من الماء قد يساعد في تخفيف الانزعاج.
- مضغ اللبان: أثبتت الدراسات العلمية أن مضغ اللبان بعد تناول وجبة الطعام يساعد في تخفيف حموضة المعدة، حيث ينشط إنتاج اللعاب ويساعد على بلع الأحماض.
- الإقلاع عن التدخين: يُعتبر التدخين عاملاً مساهماً في حرقة المعدة، إذ من المهم التخلص منه لتحقيق فوائد متعددة.
- نصائح إضافية: يُفضل الامتناع عن تناول الطعام لمدة ثلاث ساعات قبل النوم، وتجنب الأطعمة التي تؤدي إلى الحرقة، مثل الأطعمة المتبلة والدهون العالية.
العلاجات الدوائية
تتوافر مجموعة من الأدوية التي يمكن استخدامها لمعالجة حرقة المعدة، ومن الجدير ذكره أن هذه الأدوية تُصرف دون وصفة طبية، وفي حال عدم استجابة المصاب، ينبغي مراجعة الطبيب لاختيار العلاج المناسب. من الخيارات المتاحة دون وصفة طبية:
- مضادات الحموضة: (بالإنجليزية: Antacids) تعمل على معادلة أحماض المعدة للمساعدة في تخفيف الحرقة، وهي سريعة المفعول لكنها لا تعالج الأضرار الناجمة عن ارتجاع الأحماض.
- مضادات أو حاصرات مستقبل الهيستامين 2: (بالإنجليزية: H2 antagonist) تقلل من إنتاج الأحماض في المعدة، وتظهر آثارها ببطء لكنها تستمر لفترة أطول مقارنة بمضادات الحموضة.
- مثبطات مضخة البروتون: (بالإنجليزية: Proton pump inhibitor) والتي تشمل أدوية مثل لانسوبرازول (بالإنجليزية: Lansoprazole) وأوميبرازول (بالإنجليزية: Omeprazole) حيث تساهم في تقليل إنتاج الأحماض.