السيدة مارية القبطية: الشخصية التاريخية وأهميتها في التاريخ الإسلامي

السيدة مارية القبطية

تعتبر السيدة مارية القبطية واحدة من النساء اللواتي حظين بمكانة خاصة في سيرة النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-. سيتم في هذا المقال تقديم نبذة عن حياتها ومساهمتها على النحو التالي:

اسمها ونسبها

هي أمّ ابن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- إبراهيم، واسمها مارية بنت شمعون القبطية. جاءت من جمهورية مصر العربية، وتحديدًا من قرية حفن. وصلت إلى المدينة المنورة مع أختها سيرين كهدية من المقوقس، حاكم مصر، إلى النبي محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

دخولها إلى بيت النبوة

دخلت مارية القبطية بيت النبوة كجارية لدى رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، حيث كانت هدية من المقوقس. بعد أن أنجبت ابن النبي إبراهيم، استحقت أن تشغل مكانة بين زوجات رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-.

ولادتها لإبراهيم

وضعت مارية -رضيَ الله عنها- ابنها إبراهيم في شهر ذي الحجة من السنة الثامنة للهجرة، مما جعلها تأخذ مكانة الزوجة للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-. جلب قدوم الطفل سرورًا كبيرًا للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-، الذي أسماه إبراهيم تيمناً بالخليل إبراهيم -عليه السلام-. خرج النبي ليخبر أصحابه بهذا الخبر السار. ولدت مارية إبراهيم في مكان يُعرف اليوم بمشربة إبراهيم، وهو المكان الذي خصصه النبي لها للإقامة.

وحضرت ولادة مارية جارية أخرى للنبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- تُدعى أم رافع، التي أسرعت إلى إخبار زوجها بقدوم الطفل، فما كان من زوجها إلا أن أسرع ليبشر النبي بذلك. واحتفاءً بهذه المناسبة السعيدة، أهدى النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- زوجها عبدًا.

عندما بلغ إبراهيم من العمر سبعة أيام، قام النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بذبح كبشٍ عنه، وتصدق بوزن شعره فضة. تهافتت النساء المرضعات في المدينة لإرضاعه، وكان النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في سن الستين عند ولادة إبراهيم.

بعد ولادة إبراهيم، أعتق النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- السيدة مارية القبطية، حيث كان يرى فيها صورة هاجر، زوجة إبراهيم -عليه السلام-، التي أُهديت إليه من ملك مصر وأنجبت له إسماعيل -عليه السلام-.

وفاتها

بعد وفاة رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، تحمل أبو بكر الصديق -رضيَ الله عنه- مسؤولية الإنفاق على مارية طيلة فترة خلافته حتى وفاته، ومن ثم استمر عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- في دعمها حتى توفيت خلال خلافته.

توفيت مارية في السنة 16 من هجرة النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم-. وقد حضر جنازتها أعداد غفيرة من الناس، حيث أدى عمر بن الخطاب -رضيَ الله عنه- صلاة الجنازة عليها، ودفنت في مقبرة البقيع في المدينة المنورة. رحمها الله تعالى ورضي عنها.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *