السلطان الظاهر بيبرس
وُلِد السلطان المملوكي الظاهر بيبرس عام 1223 ميلادية في منطقة تقع على ساحل البحر الأسود الشمالي. تعرض للاختطاف على يد المغول، ثم تم بيعه كعبد، ليجد نفسه لاحقاً في خدمة الملك الصالح نجم الدين أيوب، الذي أعتقه وجعله من مماليكه. برز بيبرس بشجاعته وفروسيته الفائقة، مما أدى إلى تعيينه قائدًا لقوة الحرس الشخصي للسلطان. قام أيضاً بقيادة الجيش الأيوبي في معركة المنصورة عام 1250 خلال الحملة الصليبية التي قادها لويس التاسع على مصر، وحقق انتصاراً كبيراً على المغول في معركة عين جالوت بشمال فلسطين.
خصائص السلطان الظاهر بيبرس
تمتاز شخصية الظاهر بيبرس بحبّه الرياضة بجانب فروسيته وشجاعته، حيث كان شغوفاً بالصيد، والرماية، والمبارزة. كان أيضاً حريصًا على أخلاق شعبه، مما دفعه إلى منع الناس من شرب الخمر. ومن الصفات الأخرى التي تميز بها بيبرس: سرعة بديهته، وقدرته على الوصول سريعاً إلى الحلول العملية في مختلف مجالات عمله. كما تميز ببصيرته وإصراره، واستطاعته على إنجاز العديد من المهام في وقت واحد.
أهم إنجازات السلطان الظاهر بيبرس
بعد أن تولى الظاهر بيبرس حكم مصر والشام كسلطان مملوكي رابع، عمل بجد على تقوية موقفه العسكري، مشابهًا بذلك خطوات صلاح الدين الأيوبي في حربه ضد الصليبيين. أطلق مشروعات لإعادة بناء القلاع والحصون التي دمرها المغول في سوريا، وقام بشن غارات سنوية على الصليبيين، واستعاد العديد من المدن التي كانت تحت سيطرتهم مثل أنطاكية وحيفا ويافا. كما أرسل عدة حملات عسكرية إلى ليبيا والنوبة. ومن المهم الإشارة إلى أن بيبرس حقق أيضًا العديد من الإنجازات على الصعيد الداخلي، ونستعرض أهمها في النقاط التالية:
- إنشاء خدمة بريدية سريعة تتطلب فقط أربعة أيام بين دمشق والقاهرة.
- بناء المسجد الكبير في مدينة القاهرة، بالإضافة إلى إنشاء مدرسة تحمل اسمه.
- تعيين قضاة رئيسيين يمثلون المذاهب الفقهية الأربعة في الشريعة الإسلامية.