الاختلافات بين السخاء والجود والإيثار
يمكن تلخيص الاختلاف بين السخاء والجود والإيثار في النقاط التالية:
- يورث السخاء والجود والإيثار معاني متقاربة، إلا أن أبرز الفروق تكمن في ما يلي:
- السخاء هو سهولة البذل مما يمتلكه الفرد دون أن يؤثر ذلك على ما لديه.
- الجود يُعرف بأنه الإنفاق السخي على الآخرين مع الاحتفاظ بشيء بسيط للنفس، وغالباً ما يكون ذلك في سبيل الله.
- يُعتبر الإيثار أسمى من السخاء والجود، حيث يتجسد في إنفاق كل ما يملك شخص ما على الآخرين رغم حاجته.
فيما يلي تفصيل أوضح للاختلاف بين السخاء والجود والإيثار.
من حيث التعريف
تعتبر السخاء من الأخلاق النبيلة التي دعا إليها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث يُشير إلى تقديم الدعم المادي لشخص آخر رغم الحاجة الذاتية له، أي تقديم ما يملك دون توقع مقابل. تتمثل السخاء في ضرورة تقديم التمويل بكرم، دون التخلط في التبذير، حيث لا يمكن اعتبار الشخص الذي يعطي كل ما لديه لمن لا يستحق العطاء سخيًا، بل يكون مبذرًا. ومن مظاهر السخاء ما يلي:
- تقديم العون للسائل دون أي إحراج.
- مساعدة الآخرين وفقًا لاحتياجاتهم دون إسراف.
- استمتاع المعطي بعطائه وسعادته بمساعدة الآخرين.
- توفير العطاء وفقًا لما يمتلكه الشخص، حيث يساهم الغني بكثير مما لديه، بينما يساهم الفقير بما يمكنه.
أما الإيثار، فهو يعتبر من أسمى المنازل في العطاء، يتميز بتفضيل مصلحة الآخرين على المصلحة الشخصية، وقد ذُكرت العديد من الآيات في القرآن التي تشجع المسلمين على تبني هذه الخصلة، ومنها:
- قال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة}.
- قال تعالى: {لن تنالوا البر حتى tunفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم}.
أما الجود، فيعني إعطاء ما يجب لمن يستحق دون أن يُطلب منه ذلك. الشخص الذي يتصف بهذه الخصلة يُعرف بالجواد وهو الذي يعطي بسخاء لحماية الآخرين من إحراج السؤال. وقد جاء في القرآن الكريم ما يحث على الجود، مثل:
- قال تعالى: {وما تنفقوا من خير يوَفَّ إليكم وأنتم لا تُظلمون}.
- قال تعالى: {هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين}.
من حيث النماذج من السنة النبوية
- من مظاهر السخاء
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – أن رجلاً سأل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما هو خير الإسلام؟ فقال: “تُطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف”.
- عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: “ما سُئل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا قط فقال: لا”.
- ومن صور الجود
- كان يُلقب الفضل بن يحيى بحاتم الإسلام وحاتم الأجواد.
- وقال أبو سِوار العدوي: “كان رجال من بني عدي لا يفطر أحدهم على طعام وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد، فأكله مع الناس وأكل الناس معه”.
- ومن مظاهر الإيثار
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: “جاء رجل إلى النبي فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال: أن تُصدّق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر وتأمل الغنى، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا وقد كان لفلان”.
فوائد السخاء والجود والإيثار
تعود السخاء والجود والإيثار بالعديد من الفوائد على الأفراد والمجتمعات، من بينها:
- تعتبر هذه الخصائص علامة على كمال الإيمان وحسن الأخلاق.
- تُعزز هذه الصفات من روح التعاون الاجتماعي والألفة بين الأفراد.
- تُشعر الفرد بأنه جزء من المجتمع، وتعزز انتماءه له.
- تُزكي النفوس وتطهرها من مشاعر الحقد والأنانية.