القواعد الفقهية الأساسية
تُعتبر القواعد الفقهية الخمس الكبرى كما يلي:
- الأمور بمقاصدها
تستند هذه القاعدة إلى حديث “إنما الأعمال بالنيات”، حيث تشير إلى أن الحكم الذي ينشأ عن أي أمر يعتمد على النية المقصودة من ذلك الأمر. ومن تطبيقاتها: اللقطة؛ فإذا التقطها شخص بنية حفظها لأصحابها، فإنها تُعتبر أمانة ولا يجب ضمانها إلا بتعدٍ، أما إذا التقطها بنية الاحتفاظ بها لنفسه، فإنها تعد كغصب، وعليه ضمانها إذا تلفت بأي شكل.
- اليقين لا يزول بالشك
اليقين، من حيث اللغة، هو علم مُؤكد دون أي شك، واصطلاحاً يُعرف بأنه الاعتقاد الثابت المطابق للواقع. أما الشك فهو التردد بين نقيضين دون ترجيح أحدهما على الآخر. ومن تطبيقات هذه القاعدة: عندما يكون الشخص متوضئاً ثم يشك في حدوث الحدث، عليه أن يبني على اليقين المتمثل في الطهارة، ولا يُلتفت إلى الشك لأن اليقين لا يُزاح بمحض الشك.
- لا ضرر ولا ضرار
تستند هذه القاعدة إلى حديث نبوي صحيح، وتعني أنه لا يحق لأحد أن يُلحق ضرراً بنفسه أو يُسبب ضرراً للآخرين. ومن تطبيقات هذه القاعدة: حبس الشخص الموسر الذي يمتنع عن الإنفاق على أولاده، حيث يؤثر سلباً عليهم.
- العادة محكمة
أصل هذه القاعدة يعود إلى قول ابن مسعود -رضي الله عنه-: “ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله حسن، وما رآه المسلمون قبيحاً فهو عند الله قبيح”. وتعني أن العادة سواء كانت عامة أو خاصة تُعتبر حُكماً لإثبات حكم شرعي لم يُنص عليه بخلاف ذلك، فإذا لم توجد نصوص تتعارض معها أو كانت عامة، يتم اعتبار العادة. ومن تطبيقاتها: اعتبار الكيل أو الوزن فيما تم التعارف عليه من الأموال الربوية كالزيتون وما شابه.
- الضرورات تبيح المحظورات
تستند هذه القاعدة إلى قوله تعالى: (إنما حرّم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهلّ لغير الله، فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه، إن الله غفورٌ رحيمٌ). وتعني الضرورة الحاجة الملحة، بينما المحظور هو ما يُمنع شرعاً، وبالتالي فإنه يُمكن استباحة المحظورات عند الضرورة. ومن الأمثلة على ذلك إباحة أكل الميتة عند التعرض للهلاك.
تعريف القواعد الفقهية
يمكن تعريف القواعد الفقهية وفقاً للآتي:
- القواعد في اللغة: جمع قاعدة، وتعني الأساس، مثل قواعد البيت؛ أي أساسه.
- القواعد الفقهية في الاصطلاح: هي مسألة كلية تنطبق على جميع جزئياتها.
- كذلك، تُعرف بأنها: أصول فقهية تعتبر كليّة في نصوص موجزة، وتتضمن أحكاماً تشريعية عامة تتعلق بالأحداث التي تقع تحت موضوعها.
أهمية دراسة القواعد الفقهية
تُبرز أهمية القواعد الفقهية فيما يلي:
- تساعد على استحضار المسائل الفقهية واسترجاعها.
- تُعد القواعد الفقهية وسيلة لضبط الفروع الفقهية في إطار مُنظم، مما يساعد على حمايتها من الضياع.
- تُساهم في التعرف على الأحكام الشرعية المتعلقة بالأحداث الطارئة والمستجدات الفقهية.
مصادر القواعد الفقهية
تنبع القواعد الفقهية من الكتاب والسنة بالإضافة إلى مقاصد الشريعة الإسلامية. فبعض هذه القواعد يُعبر عن آيات قرآنية أو أحاديث نبوية، فضلاً عن صياغات من الفقهاء لفهمهم لمقاصد الشريعة، مثل “الأعمال بالنيات”، و”لا ضرر ولا ضرار”، و”المسلمون على شروطهم”.