الحمل وتغيراته
تتعرض جسم المرأة لتغييريات متعددة خلال فترة الحمل، خاصة في الشهور الثلاثة الأولى، وقد تبدو هذه التغيرات مقلقة للمرأة. والعلامة الأولى التي تشير عادة إلى وجود الحمل هي غياب الدورة الشهرية. بالإضافة إلى ذلك، توجد أعراض وعلامات أخرى يمكن أن تظهر، مثل التقلصات الخفيفة، والنزيف الخفيف، والشعور بالتعب الشديد، والغثيان الصباحي، وزيادة الحاجة للتبول، والدوخة، وحرقة المعدة، والإمساك، فضلاً عن التغيرات العاطفية وما يطرأ على البشرة والثدي والمنطقة المهبلية.
التبول المتكرر والحمل
يعتبر التبول المتكرر من أكثر الأعراض الشائعة التي تعاني منها النساء في المراحل المبكرة من الحمل. ويرجع سبب ذلك إلى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمائية البشرية، المعروف بهرمون الحمل (HCG)، والذي يُنتَج خلال تطور الجنين بعد حدوث الحمل، ويُعتبر هذا الهرمون أساسياً في اختبارات الحمل. كما يسهم هرمون (HCG) في زيادة تدفق الدم إلى منطقة الحوض حيث تقع الكلى والمثانة، مما يؤدي إلى حاجة المرأة الحامل لدخول الحمام كل ساعة أو ساعتين، خاصة في الثلاثة أشهر الأولى.
كذلك قد تعاني بعض النساء الحوامل من التبول المتكرر مرة أخرى في الأشهر الثلاثة الأخيرة نتيجة الضغط الذي يمارسه رأس الجنين على المثانة. ويترافق هذا مع احتمال ظهور سلس البول، الذي يتجلى في تسرب القليل من البول عند السعال أو العطس أو الضحك. من المهم التنبيه إلى أن التبول المتكرر قد يكون علامة على الإصابة بعدوى المسالك البولية، والتي تعد شائعة خلال فترة الحمل. يمكن تشخيصها من خلال تحليل عينة بول، حيث قد يرافق التبول المتكرر أعراض إضافية مثل حرقة البول، وظهور دم في البول، وتقلصات في البطن، وألم في الظهر، والشعور بالحاجة الملحة للتبول مع خروج كمية قليلة من البول أو عدم خروج شيء على الإطلاق.
بشكل عام، يُعد التبول المتكرر أمرًا شائعًا خلال الحمل، خاصة في الشهور الثلاثة الأولى وأيضًا قرب نهاية الحمل، ولكن في حال كانت هناك أعراض مثل حرقة البول أو آلام في البطن أو الظهر أو الحمى، يجب استشارة الطبيب.
علاج التبول المتكرر عند الحامل
من المهم أن تدرك المرأة الحامل أنه لا يمكنها التخلص تمامًا من مشكلة التبول المتكرر خلال الحمل، وعليها التحلي بالصبر. وبالتالي، لا توجد حاجة لتقليل كمية المياه التي تتناولها، بل يجب عليها الاستمرار في شرب ما تحتاجه يومياً، حيث يُنصح بشرب حوالي ثمانية أكواب من الماء يومياً. يجب التنبيه إلى أن قلة السوائل قد تزيد من خطر الإصابة بعدوى الجهاز البولي. من المستحسن تقليل كميات الشاي والقهوة، حيث أن هذه المشروبات تحتوي على الكافيين الذي يمكن أن يزيد من عدد مرات التبول. كما يُفضل تناول المياه المعدنية غير الغازية بدلاً من تلك المنبهات. يُنصح بشرب الماء النقي خلال النهار، حيث أن تناول الماء في المساء قد يؤدي إلى انتفاخ الوجه واليدين والقدمين في صباح اليوم التالي.
التبول المتكرر لدى النساء
التبول المتكرر يعد حالة شائعة قد تعاني منها النساء بشكل عام، لا سيما في مرحلة الحمل. يُعتبر المعدل الطبيعي للتبول من ست إلى ثماني مرات في اليوم الواحد، لذا يمكن اعتبار المرأة تعاني من التبول المتكرر إذا تجاوزت حاجتها لهذا المعدل. وتوجد العديد من العوامل التي تساهم في حدوث التبول المتكرر لدى النساء، نذكر منها:
- شرب كميات كبيرة من السوائل، خاصة المشروبات التي تؤدي إلى زيادة إنتاج البول أو تهيج المثانة مثل القهوة، والشاي، وبعض المشروبات الغازية.
- الإصابة بحصى المثانة أو عدوى المسالك البولية.
- مرض السكري.
- التهاب المثانة الخلالي.
- انخفاض مستويات هرمون الإستروجين.
- فرط نشاط المثانة.
- ضعف عضلات قاع الحوض.
- تلف الأعصاب في المثانة.
عوامل الخطورة
هناك عدة عوامل قد تزيد من احتمالية حدوث التبول المتكرر لدى النساء، من بينها:
- السمنة، حيث أن الوزن الزائد يسبب ضغطًا إضافيًا على المثانة، مما يؤدي إلى ضعف عضلات قاع الحوض وزيادة الحاجة للتبول.
- الحمل، حيث ذكرنا الأسباب المتعلقة بذلك، ووجد أن حوالي 41.25% من النساء يعانين من التبول المتكرر أثناء الحمل.
- انقطاع الطمث، إذ أن عدم حدوث الدورة الشهرية يتسبب في توقف الجسم عن إنتاج هرمون الإستروجين، مما يؤثر سلبًا على صحة المثانة والإحليل، وقد يزيد من الحاجة للتبول.
- الولادة المهبلية السابقة، التي تساهم في إضعاف عضلات قاع الحوض وجعل المثانة أكثر عرضة للضغط والتبول المتكرر.