الصحابة الذين قام النبي صلى الله عليه وسلم بتغيير أسمائهم
كان من عادات النبي -صلى الله عليه وسلم- اختيار الأسماء الحسنة، وينبه على مساوئ الأسماء القبيحة. وعندما يصادف اسمًا يحمل معنى غير مستحب، يقوم بتغيير ذلك الاسم إلى اسم له دلالة إيجابية. يعود سبب هذا التغيير إلى ما يمكن اعتباره تحسينًا للأسماء أو لاكتساب معانٍ أفضل. ومن بين الصحابة الذين قام النبي بتغيير أسمائهم:
- بكر بن جبلة، حيث كان يُعرف باسم عبد عمرو، فأطلق عليه النبي صلى الله عليه وسلم اسم بكر.
- جويرية بنت الحارث، حيث كان اسمها برة، فحولها النبي صلى الله عليه وسلم إلى جويرية، لأنه كان يفضل أن لا يقال “خرج من عند برة”.
- عاصية، وقد قام النبي بتغيير اسمها إلى جميلة.
- الحسن بن علي، حيث جاء النبي صلى الله عليه وسلم بعد ولادته وسأل: (أروني ابنكم ماذا سميتموه؟)، فقال علي: حرب، فقال النبي: (بل هو حسن).
- أصرم، حيث كان يُدعى بهذا الاسم، فقال النبي: بل أنت زُرعة.
- حبيب بن بغيض، فقال له النبي: أنت حبيب بن حبيب.
- جعيل، الذي عُرف بعدها باسم عمر.
- سهل بن سعد الساعدي، الذي كان يُدعى حزن، فسمّاه النبي سهلا.
- حسين بن عرفطة، حيث كان يُعرف باسم حسيلاً، فلقبه النبي حسيناً.
- راشد بن عبد ربه السلمي، الذي كان يُدعى غوياً، فغَيَّره النبي إلى راشداً.
- أحد الصحابة المدعو أسود، الذي غيّر النبي اسمه إلى أبيض.
- قليل، حيث تم تغييره إلى كثير.
- ذو اليدين الخزاعي، الذي كان يُعرف بذو الشمالين، فأطلق عليه النبي ذو اليدين.
- كما ذكر ابن القيم في زاد المعاد: “وقد غيّر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء العاص والعديد من الأسماء الأخرى مثل العزيز وعتلة، وسمى العديد من الأفراد بأسماء تحمل معانٍ إيجابية”.
تشجيع على التسمية بالأسماء الحسنة
توجد عدة دلائل تدعم هذا التوجه:
- عن أبي الدرداء -رضي الله عنه-: (إنكم تُدعون يوم القيامة بأسمائكم وأسماء آبائكم فأحسنوا أسماءكم).
- عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (إن أحب الأسماء إلى الله، عبد الله وعبد الرحمن).
أثر الاسم على صاحبه
لا بد من التنويه بأن لصاحب الاسم حصة من معناه، فهناك علاقة وثيقة بين الاسم وحامل الاسم. ومن الأمثلة التي تدل على ذلك قول النبي: (غفار غفر الله لها، وأُسلِم سَلِمَها الله، وعاصية عصت الله ورسوله).
ويؤكد سعيد بن المسيب ذلك من خلال ما رواه عن جده: (قدم جدّه حزن إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، فسأله: ما اسمك، فأجاب: اسمي حزن، فأجابه النبي: بل أنت سهل، فقال: ما أنا بمغير اسماً سماه أبي، فقال ابن المسيب: فما زالت فينا الحزونة بعد ذلك، حيث تعكس الحزونة صعوبة في أخلاقهم).
التفاؤل بالأسماء الحسنة
في صلح الحديبية، أرسلت قريش عددًا من الرجال للتفاوض، ولكنهم لم ينجحوا حتى أرسلوا سهيل بن عمرو، فقال النبي -عليه السلام-: (قد سهل أمركم). وأيضًا في طريق الهجرة، التقى النبي برجل فسأله: من أنت؟ فقال: بريدة بن الحصيب، فقال النبي: (يا أبا بكر، برد أمرنا وصلح)، وعندما سأل: من أنت؟ قال: من أسلم من بني سهم، فأجاب النبي: (سلمنا وخرج سهمك يا أبا بكر).