اضطراب الهوية الجندرية
يعبر اضطراب الهوية الجندرية، المعروف أيضًا بالديسفوريا الجندرية، عن حالة نفسية تتمثل في الشعور بالضيق النفسي والقلق بسبب عدم توافق الهوية الجندرية للشخص مع جنسه عند الولادة. بعبارة أخرى، يشعر الأفراد بأن الجنس الذي وُلِدوا به غير صحيح، مما يؤدي إلى تأثيرات سلبية على جوانب متعددة من حياتهم.
أعراض اضطراب الهوية الجندرية
يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من شعور بعدم الارتياح حيال العيش وفقًا لجنسهم المكتوب عند الولادة، ويمكن أن يظهر هذا الشعور من خلال عدة سلوكيات، مثل:
- اختيار ملابس وتصفيفات شعر وإكسسوارات وألعاب تقليدية للجنس الآخر.
- الإصرار بشكل قاطع على اعتبار أنفسهم من الجنس الآخر.
- رفض أو تجنب ارتداء الملابس والأغراض التي تخص جنسهم البيولوجي.
- الانزعاج الشديد من الأعضاء التناسلية التي وُلِدوا بها.
- الشعور بالراحة عندما يتم التعامل معهم كجزء من الجنس الآخر.
غالبًا ما يسعى الأفراد الذين يعانون من اضطراب الهوية الجندرية إلى تأكيد هويتهم كجنس آخر، مما يمكن أن يتضمن تغيير الأسماء والكنى، وتعديل الهوية الجنسية في الوثائق الرسمية، أو حتى إجراء علاجات طبية أو جراحية لتصحيح هويتهم. أيضًا، قد يعانون من مشاعر القلق والاكتئاب نتيجة الضغط النفسي الذي يقاسونه، وفي بعض الحالات، قد تراودهم أفكار انتحارية بسبب العزلة الاجتماعية أو التنمر الذي قد يتعرضون له.
أسباب اضطراب الهوية الجندرية
حتى الآن، لا توجد أسباب واضحة تفسر حدوث اضطراب الهوية الجندرية. الهوية الجندرية مرتبطة بما يشعر به الشخص حيال جنسه البيولوجي؛ ومع ذلك، يشير بعض الباحثين إلى وجود عدة عوامل تؤثر على هذه الهوية، مثل العوامل النفسية والاجتماعية والوراثية والهرمونية. يُعتقد أن هناك ارتباطات معينة قد تسهم في ظهور هذا الاضطراب، منها:
- وجود حالات طبية تؤثر على الهرمونات الجنسية عند الولادة.
- تعرض الجنين لمواد كيميائية تؤثر على الهرمونات أثناء الحمل مثل مادة فثالات.
- الإصابة بحالات نفسية مثل الانفصام.
- تعرض الطفل للتحرش أو الاستغلال الجنسي الذي قد يؤدي إلى اضطرابات جندرية لاحقًا.
- وجود مشاكل في تطور بعض الخلايا العصبية المسؤولة عن الوظائف الجنسية.
- الإصابة باضطراب طيف التوحد.
- معاناة من حالات خلقية مثل تضخم الغدة الكظرية، مما يؤدي إلى تشوهات في الأعضاء التناسلية.
علاج اضطراب الهوية الجندرية
يهدف المتخصصون في الرعاية الصحية عند معالجة هذا الاضطراب إلى تقليل مشاعر الضيق والضغط النفسي التي يعاني منها الشخص، بالإضافة إلى تخفيف مشاعر القلق والاكتئاب. تختلف أساليب العلاج بحسب الاحتياجات الفردية، ولكن غالبًا ما تشمل:
العلاج النفسي
يتيح العلاج النفسي للأفراد استكشاف هويتهم الجندرية وفهمها، مما يسهم في قبول الذات وتحسين المشاعر المرتبطة بها. يهدف هذا النوع من العلاج إلى تعزيز الصحة النفسية والرفاهية العامة للشخص.
العلاج الدوائي
يشمل العلاج الدوائي استخدام الأدوية الهرمونية، التي تساعد في تطوير الخصائص الثانوية المرتبطة بالجنس الذي يشعر الشخص بأنه ينتمي له. على سبيل المثال، قد يُستخدم العلاج الهرموني لتشجيع نمو شعر الوجه.
العمليات الجراحية
في بعض الحالات، قد تكون العمليات الجراحية ضرورية لتغيير الشكل الخارجي للصدر أو الأعضاء التناسلية أو لاستئصال الأعضاء الداخلية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تشمل الإجراءات التجميلية تعديل ملامح الوجه وتنحيف الجسم.