تعريف السور المكية والمدنية
تعددت آراء العلماء حول تعريف السور المكية والمدنية، وأبرز هذه التعريفات يتمحور حول النقاط التالية:
- التعريف الأول: السورة المكية هي تلك التي نزلت في مكة ومحيطها كعرفات، بينما السورة المدنية هي ما نزل في المدينة وضواحيها مثل بدر وأُحد، حيث يعد المكان هنا هو العنصر الحاسم. لكن هذا التعريف ليس دقيقًا، إذ توجد بعض الآيات التي نزلت في تبوك أو بيت المقدس.
- التعريف الثاني: السورة المكية ما كانت موجهة لأهل مكة، والمدنية هي الموجهة لأهل المدينة، والاعتبار هنا يرجع إلى المخاطبين. إلا أن هذا التعريف أيضًا غير شامل، فقد وُجدت آيات خاطبت النبي الكريم بشكل مباشر.
- التعريف الثالث: وهو التعريف الأشهر وفقًا لجلال الدين السيوطي، حيث تُعتبر السورة مكية إذا نزلت قبل الهجرة إلى المدينة بغض النظر عن مكان نزولها، بينما السورة المدنية تُعتبر تلك التي نزلت بعد الهجرة حتى لو كانت في مكة. وبالتالي، يُعتبر الزمان هوالأساس هنا، وتم اعتماد هذا التعريف على نطاق واسع بين العلماء.
عدد السور المكية والمدنية
حسب الإمام السيوطي، فإن عدد السور المدنية المتفق عليها هو عشرون سورة، بينما عدد السور المكية المتفق عليها هو اثنان وثمانون سورة، ويدور خلاف حول اثني عشر سورة. والسور المدنية المتفق عليها هي: البقرة، آل عمران، النساء، المائدة، الأنفال، التوبة، النور، الأحزاب، محمد، الفتح، الحجرات، الحديد، المجادلة، الحشر، الممتحنة، الصف، الجمعة، المنافقون، التغابن، الطلاق، والتحريم.
أما السور المختلف فيها، فتصل إلى اثني عشر سورة وقد تصل إلى ثلاث عشرة سورة، وتشمل: الفاتحة، الرعد، النحل، الحج، الإنسان، المطففين، القدر، ولم يكن، إذا زلزلت، أرأيت، الإخلاص، والمعوذتين، وما عداهما فهو مكي بالإجماع. وقد نجد بعض الآيات المكية في السور المدنية أو العكس، ولفظ السور بالمكية أو المدنية هو ما نُقل عن السلف، وليس أمرًا مأمورًا به من الله سبحانه وتعالى أو رسوله صلى الله عليه وسلم.
خصائص السور المكية والمدنية
تتميز السور المكية والمدنية بالعديد من الخصائص، وسنستعرض هذه الخصائص على النحو التالي:
خصائص السور المكية
تتسم السور المكية بعدة عناصر، منها:
- دعوتها إلى التوحيد وتأكيد الرسالة واليوم الآخر، وتقديم الأدلة العقلية والآيات الكونية في مواجهة المشركين.
- توضيح القواعد العامة للتشريع مثل الحلال والحرام، بالإضافة إلى التركيز على مكارم الأخلاق وإبطال المظاهر السلبية التي كانت سائدة في الجاهلية مثل الظلم.
- تضمينها لقصص الأنبياء والأمم السابقة بغرض تثبيت النبي –صلى الله عليه وسلم-.
- قصر الآيات في حين أنها تحمل قوة في التأثير ووضوح في العبارات.
- استخدام تعبير “كلَّا”، وبدء أغلب السور بالحروف المقطعة، وأيضًا النداء بعبارة “يا أيها الناس” إلا في سورة الحج، و”يا بني آدم”.
- احتواؤها على سجدة التلاوة وورود قصة آدم وإبليس فيها باستثناء سورة البقرة.
خصائص السور المدنية
هناك العديد من الخصائص التي تميز السور المدنية في القرآن الكريم، ومنها:
- تفصيل الأمور المتعلقة بالعبادات والمعاملات والحدود والفرائض بما يتوافق مع واقع المجتمع المسلم، مع التركيز على دعوة أهل الكتاب وكشف ضلالاتهم، بالإضافة إلى تسليط الضوء على المنافقين، باستثناء سورة العنكبوت.
- التميز بطول الآيات مع تقديم شروح تفصيلية لشريعة الإسلام.
- الإذن بالجهاد والبحث في قضايا الحكم والشورى.
- غالبًا ما تبدأ بخطاب “يا أيها الذين آمنوا”، باستثناء سبعة حالات حيث بدأت بعبارة “يا أيها الناس”.