التمييز بين كان التامة وكان الناقصة
توجد فروق واضحة بين “كان التامة” و”كان الناقصة”، يمكن تلخيصها في عدة نقاط رئيسية، منها:
إمكانية حذف “كان” من الجملة
إذا كان بالإمكان حذف “كان” دون أن يؤثر ذلك على معنى الجملة، فهي تعتبر ناقصة. فحذفها يُرجع الجملة إلى صورتها الأصلية. على سبيل المثال، في جملة “كان الجو مشمساً”، يمكن حذف “كان” واستبدالها بقولنا “الجو مشمس”.
أما إذا كانت الجملة تتطلب وجود “كان” ولا يمكننا حذفها، فإنها تكون تامة. مثلما في جملة “خرجتُ فكان المطر”، حيث لا يمكننا استبدالها بقول “خرجت المطر”.
وظيفة “كان” في النوعين
تكتفي “كان التامة” برفع فاعل لها، مما يجعلها تامة من حيث البناء. أما “كان الناقصة”، فهي تعمل على رفع المبتدأ ليكون اسمها، ثم تحتاج إلى نصب الخبر لإكمال المعنى. لذا، فهي تحتاج إلى خبر إضافي لتوضيح المعنى الذي تدل عليه.
الدلالة التي تعكسها “كان” في الفئتين
عندما تكون “كان” تامة، تدل غالبًا على حدوث شيء. على سبيل المثال، عند قولنا “جئت إلى البيت فكان الكلام”، المعنى يشير إلى أن “الكلام حدث”. وقد تحمل أيضًا معنى “وُجد” إذا جاءت بعد كلمات مثل (أينما – حينما – كنت) مثل “ابقَ حيث كنت”.
أما “كان الناقصة”، فتشير فقط إلى زمن حدوث الخبر دون الإشارة لحدث معين. فعندما نقول “كان الطالب مجتهداً”، فإنها تدل على الزمن الماضي فقط، دون أن تحمل فكرة عن حدث.
أمثلة توضيحية لإعراب “كان الناقصة”
إليكم بعض الأمثلة الإعرابية لتوضيح “كان” عند استخدامها كحرف ناقص:
- كانَ الطريقُ سهلاً.
كانَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
الطريقُ: اسم “كان” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
سهلاً: خبر “كان” منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- كنْ مجتهدًا في عملك.
كنْ: فعل أمر ناقص مبني على السكون الظاهر على آخره، واسم “كن” ضمير مستتر تقديره أنت.
مجتهداً: خبر “كن” منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
- كانَ الماءُ ينهمرُ.
كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.
الماء: اسم “كان” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
ينهمر: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والجملة الفعلية من الفاعل والفاعل في محل نصب خبر “كان”.
- يعجبني أنْ يكونَ المرءُ كريماً.
يكونَ: فعل مضارع ناقص منصوب بأداة النصب “أنْ” وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
المرءُ: اسم “يكون” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
كريماً: اسم “يكون” منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
والمصدر المؤول (أنْ يكون المرء كريماً) في محل رفع فاعل للفعل “يعجبني”.
- سأكونُ سعيداً بنجاحك في عملك.
أكونُ: فعل مضارع ناقص مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، واسم “أكون” ضمير مستتر تقديره أنا.
سعيداً: خبر “أكون” منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.
أمثلة على إعراب “كان التامة”
فيما يلي بعض الأمثلة الإعرابية لتوضيح “كان” عند استخدامها كتامة:
- امتلأت السماء بالغيوم فكانَ المطرُ.
كانَ: فعل ماضٍ تام مبني على الفتح الظاهر على آخره.
المطر: فاعل “كان” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- اتق الله في عملك حيثما كنتَ.
كنتَ: فعل ماضٍ تام مبني على السكون لاتصاله بالتاء المتحركة، والتاء ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل للفعل “كان”.
- قال الله تعالى: {بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ}.
كُنْ: فعل أمر تام مبني على السكون الظاهر على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
فيكونُ: الفاء حرف استئناف لا محل له من الإعراب، يكونُ: فعل مضارع تام مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
- قال الله تعالى: {وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}.
كانَ: فعل ماضٍ تام مبني على الفتح الظاهر على آخره.
ذو: فاعل “كان” مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الخمسة.
- غربت الشمس فكانَ الظلامُ.
كانَ: فعل ماضٍ تام مبني على الفتح الظاهر على آخره.
الظلامُ: فاعل “كان” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.