التفاصيل المتعلقة بتمفصل مارتيني المزدوج

التعريف بالتمفصل المزدوج كما طرحه أندريه مارتيني

مصطلح “التمفصل المزدوج” نشأ من آثار رائد علم اللسانيات الحديث فرديناند دي سوسير، الذي اعتبر التمفصل بمثابة تقسيم اللغة إلى وحدات صغيرة ذات دلالات أو مقاطع بسيطة. بيد أن هذه الفكرة لم تأخذ طابعها العلمي الملموس إلا من خلال الجهود التي بذلها العالم الفرنسي أندريه مارتيني.

ابتكر مارتيني مفهوم التمفصل المزدوج، حيث اعتبر أن اللغة تتكون من مفصلين رئيسيين. يشير هذا التعريف إلى أن الكلام البشري المنطوق يتألف من وحدات صوتية صغيرة تحمل دلالات، وتلك الوحدات يمكن تقسيمها إلى وحدات أصغر، لها طابع صوتي لكنها ليست دالة بحد ذاتها، مثل الحركات في اللغة العربية.

وبذلك، يمثل التمفصل المزدوج كل كلام منطوق بمستويين: الفونيمات، وهي أصغر وحدات صوتية تفتقر إلى المعنى، والمورفيمات، التي تعتبر أصغر وحدات دالة وتحتوي على معاني. يمكن أيضًا تجزئة الوحدات إلى صفات صوتية أو خصائص، والتي أطلق عليها جاكبسون اسم السمات المميزة.

تمييز الفونيم والمورفيم والألفون

من الضروري توضيح الفروقات بين الفونيم والمورفيم والألفون، وهي المصطلحات الشائعة في علم الأصوات، مما يساعد القارئ على فهم كل تعبير على حدة:

  • المورفيم

يعرف المورفيم، الملقب أيضًا بالمونيم، بأنه أصغر وحدة صوتية دالة تحمل معاني واضحة في اللغة، وهو الأساس الذي يتكون منه الكلام المنطوق.

  • الفونيم

الفونيم هو أصغر وحدة صوتية غير دالة، أي ليس لها معنى مثل الحركات. يتكون من مجموعة متشابهة من الأصوات تتوزع بشكل تكاملي أو تتبدل بحرية. تُقسم الفونيمات إلى نوعين: الفونيمات القطعية التي تشمل الصوائت والصوامت، والفونيمات فوق القطعية التي تتضمن النغمات والنبرات والفواصل. يختلف عدد الفونيمات من لغة لأخرى، ولا تتواجد جميعها في كل اللغات العالمية.

  • الألفون

الألفون هو أحد المكونات الخاصة بالفونيم، حيث يمكن أن يتشابه الألفون مع الألفونات الأخرى التي تتشكل منها نفس الفونيم، ويمتاز بوجوده بشكل تكاملي أو تعرضه لتغيرات حرة.

أهمية مفهوم التمفصل المزدوج عند مارتيني

تكمن الأهمية الأساسية للتمفصل المزدوج عند مارتيني في استخدام هذا المفهوم لتحليل الكلام والخطاب اللغوي. مما يسهل التمييز بين المقاطع الصوتية الدالة وتلك غير الدالة. كما يُحبذ التمفصل المزدوج النظر إلى آليات وإجراءات جديدة، تمكن الباحثين من تقسيم الكلام والخطاب بشكل فعّال.

علاوة على ذلك، يتيح هذا المفهوم للباحثين تنظيم الوحدات اللغوية المختلفة في اللغة المنطوقة، سواء كانت هذه الوحدات على مستوى التقطيع الأول أو الثاني.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *