الدروس المستفادة من حديث “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر”

الدروس المستفادة من الحديث (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر)

من الدروس المهمة المستخلصة من هذا الحديث، يمكن أن نذكر ما يلي:

  • التحذير من الشرك بالله

فإنَّه يُعتبر من أكبر الكبائر، لذا جاء في مقدمة المعاصي المحذور منها.

  • التحذير من عقوق الوالدين

وهو سبب من أسباب الخسارة في الدنيا والآخرة.

  • التحذير من شهادة الزور

في الأقوال والأفعال والشهادات، ويجب عدم التساهل في هذا الأمر.

نص حديث (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر)

هذا الحديث مشهور في صحيح البخاري، حيث رواه أبو بكرة نُفَيْع بن الحَّارث -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: (أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟ قالوا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ. وفي رواية أخرى: وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فقالَ: ألَا وقَوْلُ الزُّورِ، فما زالَ يُكَرِّرُها حتَّى قُلْنا: لَيْتَهُ سَكَتَ).

شرح حديث (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر)

في هذا الحديث، يُحذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من مجموعة من الذنوب العظيمة التي تترتب عليها خسارة الدنيوية وعذاب الآخرة. وقد صُنفَت هذه المعاصي كأكبر الكبائر للدلالة على خطورتها، حيث تُعتبر سببًا لهلاك مرتكبها.

وقد استهلَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثه بسؤال أصحابه: (أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ؟)، مما يشير إلى أهمية ما سيلقيه من انتباه موزد وحضور.

الإشراك بالله

تصدّر الإشراك بالله قائمة هذه الكبائر؛ لأنه يُعدّ أعظم الظلم وأكبر الجرائم. وقد تطرق لقمان إلى هذا التحذير في وصاياه لابنه، حيث قال -تعالى-: (وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).

وهو الذنب الوحيد الذي لا يغفر إذا استمر العبد عليه، كما قال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ). وقد توعد الله -تعالى- مَن يُشرك به بالحرمان من الجنة ودخول النار، حيث قال -تعالى-: (إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ).

عقوق الوالدين

تحتل عقوق الوالدين أيضًا مركزًا بارزًا بين هذه الكبائر. وقد أوصى الله -تعالى- في القرآن ببر الوالدين، رابطًا الإحسان إليهما بعبادته، حيث قال -تعالى-: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيَّاهُ وَبِالوالِدَيْنِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلَاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا).

وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ. قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِندَ الكِبَرِ، أحَدَهُمَا، أوْ كِلَيْهِما، فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ). ولذا، يُعتبر العقوق من أكبر الكبائر.

شهادة الزور

في القرآن، وُصفت شهادة الزور بأنها محظورة ومماثلة للشرك بالله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (عدلَت شَهادةُ الزُّورِ بالإشراكِ باللَّهِ) وقد ذكر ذلك مرارًا. وامتدح الله عباده الصادقين، فقال عن صفات عباد الرحمن: (لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا). وتُعتبر شهادة الزور كذبًا يُنطبق علي الأقوال والأفعال والشهادات.

وقد حذر النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث السابق من شهادة الزور، حيث اعتدل في جلسته للدلالة على أهمية ما سيتحدث عنه، قائلاً: (ألَا وقَوْلُ الزُّورِ)، واستمر في تكرار ذلك حتى قال الصحابة لو كان يستريح قليلاً مما لفت انتباههم للخطر الذي تحمله هذه الجريمة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *