السياحة في هولندا
تُعتبر هولندا من الوجهات السياحية المميزة التي تجذب الزوار من كافة أنحاء العالم، حيث تتميز بتنوع معالمها السياحية. ومن أبرز ما يميزها حقول زهور التوليب والطواحين الهوائية المنتشرة في البلاد، مما أكسبها لقب “أرض الطواحين الهوائية”. كما تحظى هولندا بطبيعة خلابة تمتد على أرض شبه مستوية، حيث لا يتجاوز ارتفاع أعلى نقطة سياحية فيها 305 متر فوق مستوى سطح البحر. توفر هولندا للسياح فرصة زيارة العديد من المواقع الطبيعية، بما في ذلك القرى الساحرة وحقول التوليب الريفية والحدائق الفريدة، مثل الحديقة الوطنية في أمستردام التي تمتد على مساحة 55.8 كم²، ومعارض الزهور. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للزوار استكشاف المعالم التاريخية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، مثل القلاع القديمة التي تعود للعصور الوسطى، والمتاحف الشهيرة مثل متحف ريكز في أمستردام، واستكشاف التراث الغني للفنانين الهولنديين المعروفين مثل فان جوخ ورامبرانت، وتعرف على الثقافة الهولندية الأكثر انفتاحًا في أوروبا.
للحصول على معرفة متعمقة حول طبيعة وتضاريس هولندا، يُمكنكم مطالعة مقالين: “الطبيعة في هولندا” و”لماذا سميت هولندا بالأراضي المنخفضة”.
تحتوي هولندا على مجموعة متنوعة من المنتجعات والفنادق الحديثة الممتدة على ساحل بحر الشمال، بالإضافة إلى قاعات المؤتمرات الكبيرة المرتبطة بالعديد من المؤتمرات الدولية والمعارض التجارية. يستخدم السياح في هولندا وسائل النقل العامة مثل السكك الحديدية، والحافلات، وقوارب الممرات المائية الداخلية. كما يمكنهم الاستمتاع بالتجول بالدراجات لمشاهدة جمال المدينة. وفقًا لإحصائيات عام 2018، بلغ عدد السياح حوالي 19 مليون سائح، يمثل الألمان والبلجيكيون 43% منهم. بينما شهد عام 2017 عددًا أقل بلغ 16 مليون سائح، منهم نصفهم تقريبًا من البريطانيين والبلجيكيين. ومن المتوقع أن تستمر السياحة في هولندا في النمو، مع تسجيل حوالي 21 مليون سائح في عام 2020 و29 مليون سائح في عام 2023.
لمعرفة المزيد عن ما تشتهر به هولندا والذي قد يهم السياح عند زيارتهم، يمكنك قراءة مقال “بماذا تشتهر هولندا”.
أهم المدن السياحية في هولندا
تُعد هولندا موطنًا للعديد من المدن التي تضم مجموعة متنوعة من المعالم السياحية، وهي مدن غنية بالمناظر الطبيعية والأماكن التاريخية والمعمارية التي تعكس الفن والثقافة الهولندية.
أمستردام
تُعتبر مدينة أمستردام العاصمة الرسمية لهولندا والمركز الثقافي للبلاد، نظرًا لاحتوائها على عدد كبير من المعالم الثقافية، بما في ذلك الجامعات والمعاهد الأكاديمية والمسارح والمتاحف التي يصل عددها إلى 60 متحفًا. تُعد أمستردام واحدة من أكثر الوجهات السياحية جذبًا في أوروبا، حيث تتكون المدينة من 90 جزيرة يتخللها 160 قناة مائية متصلة عبر جسور فريدة التصميم، بما في ذلك جسر ماجيري الشهير الذي يعد واحدًا من أكثر المعالم تصويرًا.
تتميز المدينة أيضًا بمعالمها التاريخية؛ حيث يوجد بها حوالي 6,750 مبنى أثري يعود تاريخ بنائه للقرنين 16 و18، وتمتد المدينة على مساحة 8 كم². تضم أيضًا منازل تاريخية مبنية على قواعد طينية رملية عميقة، وتمثل هذه المنازل الطابع المعماري العام للمدينة، حيث تُنظم في صفوف على شكل مروحة.
للحصول على مزيد من المعلومات حول مدينة أمستردام، يمكنك قراءة مقال “ما هي عاصمة هولندا”.
لاهاي
تُصنف مدينة لاهاي كأكبر مدينة ثالثة في هولندا، وهي منطقة مكتظة بالسكان تقع في منطقة راندستاد، وتُعتبر المركز السياسي للبلاد، حيث تحتوي على مقرات الحكومة والأسرة الملكية والعديد من الوزارات والسفارات الدولية، بالإضافة إلى عدد من المنظمات الدولية مثل محكمة العدل الدولية. تتميز المدينة بشوارعها الواسعة وحدائقها الأنيقة ومناطقها السكنية المنظمة، كما تحتوي على عدد من المباني التاريخية والمتاحف والمعارض الفنية، مما يجعلها موطنًا للعديد من الفنانين الهولنديين المعروفين.
روتردام
تقع مدينة روتردام على ضفاف نهر نيوا ماس المحاذي لنهر الراين، على بعد حوالي 30 كم من بحر الشمال، وهي تعتبر ثاني أكبر مدينة في هولندا والميناء الرئيسي لأوروبا. تُعرف المدينة بحداثتها، حيث تضم مجموعة من ناطحات السحاب والمطاعم والأسواق التجارية. يحتوي على العديد من المتاحف الشهيرة التي تعرض أعمال الفن القديم والحديث، مثل متحف بويجمانز فان بونينجن ومتحف كونستال روتردام والمعهد الجديد. كما تضم المدينة متحفًا بحريًا يستعرض عالم الملاحة البحرية.
أوترخت
تقع مدينة أوترخت في وسط هولندا، ويمتد نهر كروم راين عبرها، كما تُبنى حول برج دوم، الذي يُعتبر معلمًا رئيسيًا يمكن رؤيته من جميع أنحاء المدينة. تتميز بنظام الأرصفة المقببة الذي يمتد بجانب القنوات المائية، ويحتوي على العديد من المقاهي. كانت أوترخت المدينة الأكثر أهمية في هولندا حتى العصر الذهبي، وما تزال تحفظ العديد من المباني التاريخية التي تعود للعصور الوسطى، من أهمها الكاتدرائية القوطيّة لسانت مارتن، التي انطلقت أعمال بنائها في عام 1254 واستمرت لمدة 200 عام. يوجد في المدينة أيضًا أكبر جامعة في البلاد، وهي جامعة أوتريخت.
لمزيد من المعلومات حول مدن هولندا السياحية، يمكنك قراءة مقال “مدن هولندا السياحية”.
أهم المعالم السياحية في هولندا
فيما يلي بعض من أهم المعالم السياحية في هولندا:
- قنوات أمستردام: تربط هذه القنوات بين أجزاء المدينة، وتتيح للزوار إمكانية استكشاف المعالم السياحية من خلال جولات بالقوارب.
- حي جوردان: يُعتبر هذا الحي في أمستردام عبارة عن مجموعة من المنازل الصغيرة ذات الأفنية الداخلية الموزعة على طول القنوات.
- حزام القنوات: بُني في القرن السابع عشر في أمستردام، يشتهر بتصاميم عماراته الجميلة التي تعود لأكثر من 400 عام.
- حديقة كيوكينهوف: تُعرف أيضًا بحديقة أوروبا، وهي أكبر حديقة عامة في العالم، تمتد على مساحة 283,280 متر مربع وتشتهر بأكثر من 700 نوع من زهور التوليب.
- متحف آن فرانك: كان هذا المتحف منزلًا لعائلة آن فرانك أثناء الحرب العالمية الثانية، وهو يحتوي على مذكرات آن فرانك الشهيرة.
- متحف فان جوخ: يتخصص في عرض أعمال الفنان فان جوخ، حيث يُعرض فيه أكثر من 200 لوحة و500 رسمة، ويستقطب حوالي 1.5 مليون زائر سنويًا.
- طواحين الهواء في كيندرديك: تحتوي هذه القرية على 19 طاحونة هوائية شهيرة تم تشييدها بين عامي 1722 و1761، وهي مدرجة كموقع من مواقع التراث العالمي لليونسكو.
- حديقة هوج فيلوفي الوطنية: تعتبر أكبر محمية طبيعية في هولندا، وهي موطن للغزلان والعديد من الطيور، وتضم مجموعة متنوعة من الكثبان الرملية والغابات والحدائق المنحوتة.
- آيسلمير: تعتبر إحدى القرى الواقعة على بحيرة آيسل، وهي محافظة على تراثها البحري وتحتوي على مرفأ فولندام الشهير.
- سدود زيلاند: تُعتبر من عجائب الدنيا الحديثة، حيث تتحكم في تدفق المياه من بحر الشمال إلى المناطق المنخفضة.
- مدينة فالكنبرغ التاريخية: تضم العديد من المعالم من القرون الوسطى، ومن أبرزها قلعة التل وكنيسة القديس نقولا.
- قلعة دي هار: تُعد أكبر قلعة في هولندا، بُنيت في القرن الرابع عشر وشهدت إعادة بناء مهمة في عام 1892.
لمعرفة المزيد حول المعالم السياحية في هولندا، يُمكنك قراءة مقال “أهم معالم هولندا السياحية”.
أهم الفعاليات في هولندا
يمكن للسياح الاستمتاع بعدد من الفعاليات التي تُنظم في هولندا سنويًا، ومن بينها:
- يوم الملك: يُحتفى بعيد ميلاد الملك فيليم ألكساندر في الرابع والعشرين من نيسان، حيث تُنظم مهرجانات وأسواق متعددة في جميع أنحاء البلاد.
- حدث أمستردام للرقص: يُعتبر أكبر مهرجان رقص في العالم، يُقام في 120 موقعًا ويستضيف نحو 450 فعالية موسيقية سنويًا.
- اليوم الوطني للطاحونة: تحتفل هولندا سنويًا بيوم الطاحونة في مايو، مع وجود حوالي 1,048 طاحونة هوائية في البلاد.
- مهرجان البوب: يُعتبر أكبر حدث شعبي مجاني في هولندا، يُقام في آخر يوم أحد من يونيو ويجمع عددًا كبيرًا من محبي موسيقى البوب.
- يوم البرج المفتوح: يُفتح في مارس العديد من المعالم التاريخية في أمستردام للزوار، مع وجود جولات فنية وعروض موسيقية.
أفضل وقت لزيارة هولندا
تتميز هولندا بطقس متقلب وممطر معظم فترات السنة، وتكون الرياح فيها قوية نظرًا لطبيعتها المستوية. يُعتبر شهر يوليو أفضل وقت لزيارة هولندا حيث تُسجل درجات الحرارة حوالي 19 درجة مئوية. بينما يُعد الشتاء هو الوقت الأقل مناسبة للزيارة، حيث تتدنى درجات الحرارة إلى حوالي 2 درجة مئوية. من المهم الاطلاع على أنماط الطقس الشهرية عند التخطيط للزيارة. على سبيل المثال، تُقل حركة السياح في يناير بسبب انخفاض درجات الحرارة التي تتراوح بين 1 إلى 5 درجات مئوية، وتستمر هذه الأجواء الباردة في فبراير. بينما يبدأ الربيع في مارس، حيث ترتفع درجات الحرارة إلى 10 درجات مئوية، وتكون متقلبة خلال أبريل، مع درجات حرارة تتراوح بين 4 إلى 12 درجة مئوية. يبدأ الصيف مع مايو حيث تصل درجات الحرارة إلى 17 درجة مئوية، بينما تشهد يونيو ارتفاعًا في درجات الحرارة تصل إلى 19 درجة مئوية، مما يجذب الكثير من الزوار إلى الشواطئ. تشهد الشهور التالية انخفاضًا تدريجيًا في درجات الحرارة، مع درجات تتراوح بين 8 إلى 13 درجة مئوية في سبتمبر، وتنخفض أكثر في نوفمبر، لتنخفض لتصل إلى 4 درجات مئوية في ديسمبر حيث تسقط الثلوج.
تأثير السياحة في الاقتصاد الهولندي
تُعتبر السياحة أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الهولندي، حيث بلغت مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي حوالي 4.4% وفقًا لبيانات عام 2018. ساهم هذا المساهم بشكل ملحوظ في النمو العام للاقتصاد والذي شهد زيادة بنسبة 2.6% في نفس العام. يتجلى تأثير السياحة أيضًا من خلال إنفاق السياح الأجانب، الذي بلغ نحو 87.5 مليار يورو في عام 2018، بالإضافة إلى الإنفاق المحلي الذي وصل إلى 51.9 مليار يورو. يساهم قطاع السياحة أيضًا في توفير الفرص الوظيفية، حيث خلق حوالي 791 ألف وظيفة في عام 2018، مما رفع نسبتها في إجمالي فرص العمل في البلاد إلى 7.5%.
تأثير السياحة في المجتمع الهولندي
تُعتبر السياحة مصدرًا رئيسيًا للدخل المحلي في هولندا، حيث توفر العديد من الوظائف وتخلق فرصًا للتواصل الاجتماعي بين الشعب الهولندي والشعوب الأخرى. تسعى الحكومة الهولندية إلى تعزيز مشاركة المواطنين في صناعة السياحة، إلا أن النمو السريع في هذا القطاع، بالأخص في العاصمة أمستردام، يخلق بعض التحديات التي قد تؤثر سلبًا على المجتمع، مثل تراجع الروابط الاجتماعية، وارتفاع أسعار العقارات، وزيادة الازدحام، وكذلك التأثيرات البيئية السلبية مثل زيادة التلوث.
للاطلاع على مزيد من المعلومات حول هولندا، يمكنك قراءة مقال “معلومات عن هولندا”.