فهم مفهوم الإعلاء والتسامي في علم النفس

فهم مفهوم التسامي أو الإعلاء

يُعتبر التسامي في علم النفس آلية دفاعية تعمل من خلال اللاوعي، تهدف إلى تقليل القلق الذي قد يتعرض له الفرد، والذي قد يُحفزه للقيام بسلوكيات غير مقبولة. وأوضح العالم سيغموند فرويد في نظريته الخاصة بالتحليل النفسي أن الشخصية تتكون من ثلاثة عناصر رئيسية تشمل:

  • الهوية: تُعتبر الهوية العنصر الأول في تشكيل الشخصية، وهي المصدر الأساسي للطاقة التي تحفز السلوك، وتتألف من كل الدوافع والرغبات.
  • الأنا: تظهر الأنا في شخصية الطفل، حيث توجه الهوية بما يتناسب مع متطلبات الواقع وتساعد في التعامل مع الرغبات بطرق أكثر نضجًا.
  • الأنا العليا: تمثل الأنا العليا القيم والأخلاق المستمدة من ثقافة الوالدين، وهي تعزز من سلوك الفرد ليكون ذا معايير أخلاقية.

مميزات التسامي أو الإعلاء

إذا كنت تبحث عن الأشخاص الذين يمتازون بصفة التسامي أو السمو الذاتي، فابحث حولك عن الشخص الذي يسعى باستمرار لتلبية احتياجات الآخرين الأقل حظًا، دون دافع مالي أو مكافآت. تظهر لديهم الصفات التالية:

تحويل الأنانية إلى مراعاة احتياجات الآخرين

تُعتبر هذه الميزة أبرز سمة للتسامي، حيث يركز الشخص على تلبية احتياجات الآخرين قبل احتياجاته الشخصية.

تغيير في القيم

يمتلك الأفراد الذين يسعون إلى السمو الذاتي دوافع جوهرية، حيث تأتي المكافأة من النشاط نفسه، ولا يتأثرون بالدوافع أو المكافآت الخارجية.

زيادة في الوعي الأخلاقي

يفضي التسامي إلى التركيز على الأعمال الجيدة والإيجابية، مما يعزز من موقف الفرد الاجتماعي.

عواطف سامية

يُضفي التسامي شعورًا بالعظمة والشعور بالراحة والسمو على الفرد.

الروحانية

الكثير من الأشخاص الذين يحققون السمو الذاتي يصلون لذلك من خلال الإيمان بالله ووعي كافٍ بالروحانية، مما يُساعدهم في البحث عن الإشباع الداخلي والدافع للسمو.

آلية عمل التسامي أو الإعلاء

يقوم التسامي على تحويل التجارب الصادمة والإحباطات الناتجة عن الفشل إلى أنشطة إيجابية وممارسات بنّاءة. وتُعتبر هذه الأنشطة وسائل وقائية للنفس، تعمل على تخفيف التوتر الداخلي وإعادة توجيه الطاقة المتولدة نحو أعمال مفيدة.

لتحقيق السمو الذاتي، يمكن للفرد القيام بعدة خطوات لتعزيز شخصيته وتقديم السمو، وتشمل هذه الخطوات:

  1. البحث عن الظروف التي تساعد الشخص على الوصول إلى حالات من الهدوء والسكينة، واستغلالها للدخول في حالة من الإلهام.
  2. ممارسة التأمل عبر الجلوس بشكل مُريح مع تقاطع الساقين.
  3. تخصيص الوقت المناسب للإبداع، مما يُتيح الفرصة للفرد للاستلهام من تجارب جديدة تتجاوز الذات.
  4. التسجيل يوميًا للأفكار والمشاعر في دفتر خاص، مما يعكس جانبًا من الذات.
  5. الخروج إلى الطبيعة والسماح للنفس بالتواصل معها للحصول على الإلهام والشعور بالسمو.
  6. الاعتراف بالصفات السلبية وممارسة التفكير العميق لمعالجتها، بالإضافة إلى تعزيز الصفات الإيجابية.
  7. الالتزام بالتميز في جميع مجالات الحياة.
  8. للوصول إلى مستوى أعلى من الوعي، يجب على الشخص تعزيز معرفته وحكمته.

أهمية التسامي أو الإعلاء

للتسامي دوافع نفسية متعددة تعبر عن حاجات الفرد وغرائزه. وقد عرّف عالم النفس أبراهام ماسلو أهمية التسامي على النحو التالي:

  1. يمثل التسامي ذروة الوعي البشري، ويُعد دليلًا على القدرة على التصرف بطريقة هادفة وليس كوسيلة فقط.
  2. يُحفز الشخص على تجربة ذروات جديدة، حيث يتجاوز مخاوفه الشخصية وينظر إلى الأمور من منظور متقدم، مما يُشعره بالإيجابية والسعادة.
  3. الأفراد الذين يمتازون بمستويات عالية من التسامي يخوضون تجارب مُشبعة ومعززة تجريبيًا، والتي تُعزّز شعورهم بالصفاء والسلام.
  4. يساعد التسامي في تقليل القلق الذي يؤدي إلى الدوافع أو المشاعر غير المقبولة لدى الفرد.
  5. يقوم التسامي بتوجيه الدوافع السلبية نحو سلوكيات إيجابية ومقبولة اجتماعيًا.
  6. يُعتبر التسامي موضوعًا مهمًا في مهنة التمريض، حيث يُعد إلهامًا للمرضى لتحقيق العافية، كما يُحفز الممرضين على تقديم الرعاية بشكل أفضل.
  7. الممرضون الذين يتمتعون بمستويات عالية من التسامي يكونون أكثر تفاعلًا مع المرضى، مما يعزز من السمات السامية لديهم ويحسن من صحتهم.
  8. يساهم التسامي في توجيه الجهود الناتجة عن التوتر والقلق إلى أعمال اجتماعية مهمة، كما حصل مع الرسام والمهندس الشهير ليوناردو دافنشي.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *