ما هو اسم الفعل المضارع؟
اسم الفعل المضارع يُعتبر أحد أنواع أسماء الأفعال، إلى جانب اسم فعل الأمر واسم الفعل الماضي. فهو يعبر عن زمن الفعل المضارع، ولكنه ليس فعلاً مضارعاً بالمعنى المتعارف عليه؛ حيث إنه لا يقبل علامات الفعل المضارع ولا يُعرب كإعرابه. وتأتي أسماء الفعل المضارع بعدد قليل من الكلمات، ومن أشهرها:
- أفٍّ: تعني أتضجر، وتكون مبنية على الكسر، وتعرب: اسم فعل مضارع مبني على الكسر بمعنى أتضجر، وليست له محل من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوباً يُفهم تقديره “أنا”.
- آهٍ: تعني أتوجع، مثل قول “آهٍ من رأسي” وتعرب: اسم فعل مضارع مبني على الكسر بمعنى أتوجع، وليست له محل من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوباً يُفهم تقديره “أنا”.
- ويْ: تعني أتعجب، وغالباً ما تتصل بالحرف المشبه بالفعل “كأن”، وتعرب: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى أتوجع، وليست له محل من الإعراب، والفاعل ضمير مستتر وجوباً يُفهم تقديره “أنا”.
- قط: تعني يكفي، وغالباً ما تأتي متصلة مع الفاء “فقط”، مثل: “قطني ما أعطيتني”، وتعرب: اسم فعل مضارع مبني على السكون بمعنى يكفي، والفاعل ضمير مستتر وجوباً يُفهم تقديره “أنت”.
أحكام اسم فعل المضارع
تحكم أسماء فعل المضارع عدة قواعد، منها:
عدم قبولها علامات الفعل المضارع
اسم فعل المضارع لا يقبل علامات الفعل المضارع، فلا يمكن أن يظهر عليه الضمة في آخره. مثلاً، لا نقول “أفٌ” وإنما ستكون “أفٍ” مبنية على الفتح فقط. في حين أن المعنى الذي تدل عليه يظل “الضجر”، فنقول “أنا أتضجرُ”، وليس “لن أفَ” بل نقول “لن أتضجرَ”.
ثباتها السمعي
تعني الثبات السمعي أن هذه الكلمات وُجدت منذ قديم الزمان عند العرب ولها استخدامات محددة، فلا يمكن إضافة كلمات جديدة لها أو تغيير أحرفها أو تحركاتها، فهي كلمات ثابتة غير قابلة للتغيير.
الفاعل مستتر وجوباً
الفاعل في أسماء فعل المضارع يكون مستتراً وجوباً، أي أنه لا يظهر في الجملة بل يُفهم تقديره. على سبيل المثال، عندما نقول “آهٍ من الصداع”، فإن فاعل “آه” هو ضمير مستتر وجوباً يُفهم أنه “أنا”. ومن المهم الإشارة إلى أن الفاعل في جميع أسماء فعل المضارع مستتر، خلافاً لاسم فعل الماضي الذي قد يظهر في الجملة.
أسماء فعل المضارع في القرآن الكريم
ظهرت بعض أسماء الأفعال المضارعة في القرآن بعدد قليل، ومن هذه الكلمات:
- ويْ: ذُكرت مرتين في آية واحدة ضمن سورة القصص، حيث قال تعالى: {وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَ أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْ لا أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنا لَخَسَفَ بِنا وَيْكَ أَنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ}.
- أفٍ: ذُكرت في ثلاث سور، وهي:
- سورة الإسراء، قال الله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْساناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا}.
- سورة الأنبياء، قال الله تعالى: {أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ}.
- سورة الأحقاف، قال الله تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتِ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ}.