الفروق بين الأفعال الناسخة وأدوات النسخ في اللغة العربية

ما الفرق بين الأفعال الناسخة والأحرف الناسخة؟

تشترك كل من الأفعال الناسخة والأحرف الناسخة في تأثيرها على الجملة الاسمية، حيث تقوم بتغيير حركاتها وفقًا للاسم أو الحرف الذي تدخل عليه. الأفعال الناسخة، والتي تُعرف أيضًا بالأفعال الناقصة، تشمل: كان، أصبح، أمسى، أضحى، بات، ليس، ما زال، ما فتئ، ما برح، وما انفك. مثال: أصبح النهار طويلًا.

بالإضافة إلى ذلك، تشمل الأفعال الناسخة أفعال المقاربة والرجاء والشروع. فالأفعال المقاربة هي: كاد، وأوشك، وكرَب. أما أفعال الرجاء، فهي: عسى، وحرى، واخلولق. وأفعال الشروع تضم: أنشأ، وعَلِق، وطّفِق، وأخذ، وهَب، وبدأ، وابتدأ، وجعل، وقام، وانبرى. مثال: أوشك الحلم أن يتحقق، وبدأ محمد يرسم.

النوع الأخير من الأفعال الناسخة هو الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين أصلهما مبتدأ وخبر، وتشمل أفعال اليقين، مثل: علم، وجد، درى، ألفى، تعلّم، ورأى. كما تشمل أفعال التحويل مثل: صَيّر، جعل، ترك، اتخذ، حول، ورد. أمّا أفعال الظن فهي: ظن، خال، حسب، عد، حجا، وهب. مثال: رأيت العلم نافعًا، وجعلت الزيتون زيتًا، وظننت أن الحلم محققًا. بينما الأحرف الناسخة، فهي الأحرف المشبهة بالفعل، والتي تشمل: إن، أن، كأن، لكن، ليت، ولعل.

الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة من حيث العمل

تدخل الأفعال الناسخة “الناقصة” على الجملة الاسمية، حيث يبقى المبتدأ مرفوعًا ويُسمى اسمها، بينما يُنصب الخبر ويسمى خبرها. على سبيل المثال: كان الجو لطيفًا، حيث أن “الجو” هو اسم كان، فبقي مرفوعًا ليُصبح اسمها، بينما “لطيفًا” في الجملة الأساسية انتصب لأنه وقع موقع خبر الفعل الناسخ.

أما الأفعال الناسخة “المتعدية إلى مفعولين”، فتدخل على الجملة الاسمية، وتقوم بنصب المبتدأ والخبر، حيث يُسمى المبتدأ مفعول به أول، والخبر مفعول به ثان. وفي المقابل، فإن الأحرف الناسخة تدخل على الجملة الاسمية لتقوم بنصب المبتدأ (اسمها) مع بقاء الخبر مرفوعًا (خبرها)، وذلك مثل: إن الجو لطيف. ففي هذا المثال، “الجو” هو اسم إن وقد انتصب ليصبح اسم إن، بينما “لطيف” هو خبر إن وقد كان مرفوعًا في الجملة الأساسية وبقي مرفوعًا لأنه جاء في موقع خبر إن.

أيضًا من الأحرف الناسخة “لا” النافية للجنس، التي تعمل عمل إن، فهي تنصب المبتدأ (اسمها) وترفع الخبر (خبرها) بشروط:

  • أن يكون اسمها وخبرها نكرتين.

كما في قوله: لا رجل في الدار.

  • ألا يفصل بين اسمها وخبرها بفاصل.

إذا حصل فصل بينهما بأية وسيلة، تفقد عملها، كما في قوله تعالى: لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون، حيث حذف عملها لفصل “فيها” الجار والمجرور.

  • ألا تدخل عليها الباء الجارة.

فإذا دخلت الباء، يبطل عملها.

الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة من حيث الإعراب

تُعرب الأفعال الناسخة الناقصة إعراب الأفعال الظاهرة بمختلف حالاتها في الماضي والمضارع والأمر، فتُبنى وتُرفع وتنصب وتجزم، ويُعرب ما يليها من جملة اسمية، حيث يكون المبتدأ اسمها مرفوعًا، والخبر خبرها منصوبًا. مثال على ذلك:

  • كانت السماء صافية.

كانت: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، بينما التاء هي تاء التأنيث الساكنة، حُركت بالكسر منعًا من التقاء الساكنين.

السماء: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

صافية: خبر كان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

  • كاد الحلم أن يتحقق.

كاد: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتحة الظاهرة على آخره.

الحلم: اسم كاد مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

يتحقق: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل هو ضمير مستتر يُقدّر به “هو”، وجملة “يتحقق” في محل نصب خبر كاد.

إذا كان الفعل الناسخ من الأفعال المتعدية إلى مفعولين حيث يكون أصلهما مبتدأ وخبر، فإنه يُعرب إعراب الأفعال الظاهرة بأوجهها، حيث تُبنى وتُرفع وتنصب وتُجزم، ويُعرب ما بعده على أنه مبتدأ وخبر مفعولان، ليكون المبتدأ مفعول به أول، والخبر مفعول به ثان. مثال:

  • ظننت الأمر محققًا.

ظننت: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء الرفع، بينما التاء ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

الأمر: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

محققًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

عندما يكون الناسخ هو الأحرف المشبهة بالفعل، تكون إعراب الحرف بأنه حرف مشبه بالفعل، فيُعرب المبتدأ بأنه اسمها وينصب، بينما يُعرب الخبر على أنه خبرها ويصبح مرفوعًا. مثال:

  • إن السماء صافية.

إن: حرف مشبه بالفعل.

السماء: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

صافية: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أمثلة على الفرق بين الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

فيما يلي أمثلة متنوعة للأفعال والحروف الناسخة:

  • صيّرتُ الحليب لبنًا.

الحليب: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

لبنًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

  • إن العمر قصير.

العمر: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

قصير: خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

  • أصبح الطفل كبيرًا.

الطفل: اسم أصبح مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

كبيرًا: خبر أصبح منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

تدريبات على الأفعال الناسخة والحروف الناسخة

فيما يلي مجموعة من التدريبات المتنوعة التي تهدف إلى ترسيخ القواعد النظرية وتعزيز الفهم:

استخرج الحروف الناسخة والأفعال الناسخة من الفقرة التالية

في الفقرة التالية، هنالك عدد من الحروف الناسخة والأفعال، استخرجها وبيّن نوع كل منها:

كان الفلاح يخرج كل يوم إلى البستان، ويسقي الأرض ويرعى النباتات، وبينما كان يفعل ذلك في أحد الأيام، أصبح المطر يهطل بغزارة، حتى كاد يغرق الأرض، فبدأ الفلاح يفكر في الحلول، عسى أن ينقذ الأرض من الغرق والتلف، فلم يظن سابقًا أن حرث الأرض بهذا الشكل ودون وضع مساكب سيهلكها.

وفي صباح اليوم التالي، استأنف رعاية الأرض، لعلها تصحو مجددًا، وأنشأ يغيّر في تقسيمها ويشق مسالك المياه فيها، وبقي هكذا نهارًا طويلًا حتى أتم عمله.

بيّن عمل الأفعال الناسخة والحروف الناسخة من الجمل الآتية

وضّح عمل كل من الأفعال والحروف الناسخة في الجمل التالية:

  • صيّرتُ الماء ثلجًا.
  • كاد الرجل ينهي عمله.
  • كأن السماء فتحت ورودًا.

صوّب الخطأ في الجملة الآتية

في الجمل التالية، هناك أخطاء قاعدية، استخرج الخطأ وصوّبه:

  • من الأفعال الناسخة الأفعال التي تتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر.
  • الأفعال الناسخة الناقصة تنصب مفعولين.
  • الأحرف الناسخة تنصب المبتدأ وترفع الخبر.

يجب أن نلاحظ أن الأفعال الناسخة والحروف الناسخة تعمل على الجملة الاسمية بأشكال مختلفة. فالأفعال تُبقي المبتدأ مرفوعًا ويصبح اسمه “اسمها”، بينما تنصب الخبر ويصبح “خبرها”. أما الأحرف، فإنها تنصب المبتدأ ويصبح “اسمها”، وتبقي الخبر مرفوعًا ليصبح “خبرها”.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *