العمل خلال شهر رمضان
يواجه بعض الأفراد تحديات تتعلق بالكسل وقلة النشاط خلال شهر رمضان المبارك، وذلك نتيجة للامتناع عن الأكل والشرب من بزوغ الفجر حتى غروب الشمس. في بعض الأحيان، يُستخدم الصيام كذريعة للخمول، حيث يقوم البعض بتحويل ساعات النهار إلى ساعات ليل، إذ يقضون معظم النهار نائمين من تعب الصيام، بينما يستيقظون ليلاً للاستمتاع بالطعام والترفيه. هذه السلوكيات يمكن أن تؤدي إلى انخفاض في إنتاجية الأفراد، مما يؤثر سلباً على إنتاجية المجتمع بشكل عام.
عادةً ما يكون جسم الإنسان معتادًا على تناول الطعام والشراب خلال النهار، مما يسبب بعض الصعوبة في التكيف مع الصيام في البداية. ومع ذلك، سرعان ما يتكيف الشخص مع نمط الحياة الجديد بعد أيام قليلة، مما يسمح له باستعادة نشاطه.
الشعور بالكسل الناتج عن نقص الطاقة في الجسم يمكن التغلب عليه من خلال تنظيم وجبات الطعام واختيار الأطعمة المناسبة. يُفضل تأخير وجبة السحور وتناول البقوليات مثل الفول، التي تمد الجسم بالطاقة لفترات أطول. يجب أيضاً تجنب الموالح والمخللات التي تؤدي إلى الشعور بالعطش. يعتبر ممارسة رياضة المشي بعد الإفطار أمراً جيدًا لتحسين عملية الهضم واستعادة النشاط.
العمل في رمضان من الناحية الشرعية
يمثل شهر رمضان المبارك أحد أعظم الشهور في الدين الإسلامي، حيث شجع الله تعالى عباده على التقرب إليه بالأعمال الصالحة. ويُعتبر العمل في الإسلام عبادة، حيث يستطيع الفرد كسب أجر عظيم عند أدائه بإتقان وإخلاص لله تعالى.
لا ينبغي للعبد أن يتخذ من الصيام عذراً للتقاعس عن العمل، إذ إن العمل يعزز من قوة المجتمع وتماسك الأمة ووقايتها من المخاطر. إن أي تقصير في العمل يؤثر على المجتمع بشكل عام، بل إن الصيام يمكن أن ينعش الجسد ويجدد نشاطه ويخلصه من السموم.
كما لا يجوز الاستناد إلى العمل كسبب لإيجاد فتوى للإفطار، فتظل قاعدة الصيام قائمة مهما كانت صعوبة العمل. إذا واجه الشخص صعوبة في الصيام خلال العمل، يُفضل محاولة تأجيله إلى ساعات الليل. وإذا تعذر ذلك، يمكن البحث عن عمل آخر، وفي حال التعذر أيضًا، يمكن الاستمرار في العمل مع النية للصيام. وإذا كان العمل يسبب أذىً يُمكن تناول ما يكفي من الطعام لإشباع الحاجة ثم العودة للصيام وإتمامه فيما بعد.
قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا) سورة الطلاق.