التكامل بين الجنسين
قال الله تعالى في كتابه الكريم: (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ). إن وجود جنسين بشريين هما الذكر والأنثى هو ما يجعل الحياة تسير بشكل متكامل. فالذكر والأنثى يجسدان مفهوم التكامل الإنساني، ويعتبر وجودهما مفتاحاً لاستمرار الحياة ورونقها.
الزواج
يعتبر الزواج من أهم أشكال التكامل بين الرجل والمرأة، حيث يجد كل من الزوجين في الآخر شريكاً يشاركه الحياة، ويؤثران على بعضهما في الدنيا والآخرة.
يبدأ الزواج غالباً بالتعرف بين الطرفين، ودراسة جميع جوانب العلاقة، ثم يتبع ذلك إبرام العقد الذي يُعتبر بوابة للدخول في مرحلة الشراكة الدائمة. ومع أن البعض قد يشير إلى الزواج بوصفه “قفصًا” للزوجين، إلا أن هذه العبارة تحتاج إلى إعادة نظر، إذ من الأنسب استعمال مصطلح يعبر عن الفوائد والمنافع التي يجنيها الزوجان من هذه المرحلة الحياتية الحاسمة، وما تتركه من آثار إيجابية على شخصياتهما وحياتهما.
حكمة الزواج
- يمثل الزواج للمسلم وسيلة فعالة للتقرب إلى الله تعالى، حيث يؤدي التكامل بين الزوجين إلى تعزيز إيمانهما وتمسكهما بالتعاليم الدينية.
- يحمي الرجل والمرأة من الفواحش والمعاصي، فهو وسيلة للحصانة والابتعاد عن مغريات الشيطان.
- يساهم في الحفاظ على الأنساب، حيث أن العلاقات غير الشرعية تؤدي إلى أفراد ممن لا يعرف نسبهم.
- يتيح الزواج تربية الأطفال في بيئة محبة ومليئة بالحنان، فيتعلمون القيم والأخلاق السليمة، مما يساعد في حماية المجتمع من الانحراف في المستقبل.
- يساهم في ضمان حقوق الزوجين، على عكس العلاقات غير الشرعية التي يمكن أن تؤدي إلى انتهاك الحقوق وإضعاف كرامة الأطراف المعنية.
- يحفز الإنسان على التركيز على ما هو أكثر أهمية وفائدة له وللمجتمع.
- يساعد الزواج في تطوير شخصية الإنسان، حيث يعينه على التغلب على الصفات السلبية مثل الأنانية، التي تعود بالضرر على الفرد والمجتمع.
- يقوي التواصل الاجتماعي بين أفراد المجتمع من خلال تعميق الروابط بين عائلات الزوجين.
