ما هو مفهوم توحيد الربوبية؟ وما هي خصائصه، وأهميته، بالإضافة إلى أشكال الابتعاد عنه؟ هذه الأسئلة تتكرر كثيرًا على المنصات الإلكترونية. في هذا المقال، سنقوم بتفصيل الإجابات بشكل شامل.
مفهوم توحيد الربوبية
- مفهوم توحيد الربوبية هو اعتراف العبد بأن الله سبحانه وتعالى هو رب السماوات والأرض وما بينهما، وهو مالك كل شيء، وهو من أنشأ الخلق ويرزقهم دون واسطة.
- إضافةً إلى ذلك، فإن الله تعالى هو المتحكم في كل ما في الكون، ولا ينفرد في ربوبيته أحد. لا يمكن لأي شخص في الأرض أو السماء أن يعارض إرادته، ولا أحد يملك القدرة على تغيير قدرته أو مشاركته في صفاته الفريدة أو أسمائه الحسنى.
خصائص توحيد الربوبية
تتسم خصائص توحيد الربوبية بالعديد من الجوانب، وأهمها:
- يرتبط توحيد الربوبية بشكل وثيق بالإيمان، حيث يُعتبر من الأصول الأساسية التي تصف إيمان الإنسان بأن الله عز وجل هو المتحكم بكل ما يحدث في الكون.
- بهذا الاعتقاد، يقر العبد بأن الله هو الخالق المالِك للكون، وأنه يرزق من يشاء، وله القدرة على الحياة والموت، وهو الوحيد القادر على استجابة الدعوات. كل ما يحدث في الوجود هو نتيجة لإرادته، وهو المدبر لكل الأمور.
- من خلال هذا التصديق، يكون المسلمون قد أجمعوا على ألوهية الله عز وجل وربوبيته، دون أن يشاركه أي كائن آخر في ذلك، مما يجعل توحيد الربوبية مرتبطًا بشكل قوي بالألوهية.
أهمية توحيد الربوبية
تكمن أهمية اعتراف المسلم بربوبية الله عز وجل في النقاط التالية:
- الإيمان بربوبية الله يعد جزءًا من الفطرة البشرية التي تبحث عن خالق للكون، وبالتالي، فإن الإقرار بذلك يدفع الإنسان إلى الإيمان بالله وحده دون شريك.
- الاعتراف بربوبية الله والجزم بذلك يفتح الأبواب أمام الإيمان، وهو موضوع متكرر في العديد من آيات القرآن الكريم وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
أشكال الابتعاد عن توحيد الربوبية
على الرغم من أن توحيد الربوبية يعد جزءًا من فطرة الإنسان، إلا أن البعض يبتعد عن هذا المفهوم، وتتمثل أشكال هذا الابتعاد فيما يلي:
- إنكار وجود الرب والجحود بالربوبية، كما هو الحال مع الملحدين الذين يدّعون أن الطبيعة هي المخلِقة لكل شيء في الكون، وبعضهم يعتقدون أن الكون موجود بفعل تغيرات طبيعية مثل تعاقب الليل والنهار. وقد أشار الله تعالى إليهم بقوله: “وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يُهلكنا إلا الدهر”.
- الجحود بمعاني الربوبية وعدم الاعتراف بسماء الله عز وجل، كأن يقول شخص أن الله لا يستطيع إحياء الموتى أو أن ينفع أو يضر، وما إلى ذلك.
- الشرك بالله، حيث يمنح شخصٌ صفات الله تعالى لشخص آخر، مثل اعتقاد إنسان بوجود شخص يدير الكون أو لديه قدرة على إحياء البشر أو إزهاق أرواحهم.
أنواع التوحيد والفرق بينها
تنقسم أنواع التوحيد إلى:
- توحيد الربوبية: الإقرار بقدرة الله تعالى على كل شيء، من خلق وتوزيع للرزق وتدبير الأمور. هذا النوع كان يعتقد به المشركون، حيث كانوا يعتبرون الله خالقهم ورزقهم.
- توحيد الإلوهية: الإيمان بأن الله تعالى هو المعبود الواحد دون شريك، حيث يتم توجيه العبادة له بطرق متعددة مثل الصلاة والصوم والدعاء والحج، وهو يعبر عن الاعتراف بأن لا إله إلا الله.
