التعبير الكتابي يُعد أحد فروع فن الكتابة، والذي يشمل الإملاء والخط كجزء منه، حيث يهدف التعبير الكتابي إلى استثمار المهارات الكتابية لوصف أشخاص أو أشياء، ورسمها بطريقة متكاملة باستخدام الكلمات.
وصف شخصية جون
- في مدينة سان بطرسبرغ، وتحديداً في مقهى شعبي، يجلس رجل في الأربعين من عمره على كرسي خشبي.
- على الرغم من عدم شغفه بقراءة الصحف يوميا، إلا أنه اعتاد على أخذ صحيفة معه يومياً، وإن كان يطلع عليها بشكل متقطع.
- هذا يعكس شخصية غير مبالية للشؤون المحيطة، متمثلة في فراغ المعاني بين السطور.
- تظهر تجاعيد وجه جون بشكل واضح، وتتزايد مع مرور السنوات.
- لا يتمتع جون بمظهر الشباب كالأشخاص من حوله، على الرغم من أن ملامح وجهه لا تزال ثابتة.
- سنتناول في السطور التالية تفاصيل ملامح وجسده، لنسلط الضوء على التغيرات التي طرأت عليه بسبب بلوغه الأربعين.
للتعرف على المزيد:
انطباع العمر على وجه جون
- عند تأمل وجه جون، يبدو واضحاً أن الزمن أثر على ملامحه، حيث يتميز بجبين عريض يزينه خطوط وخطوط الزمان.
- أما عينيه الزرقاويتين، فهما كأنهما بلورتان تعكسان كل ما تراه، وتنقلان الصور إلى الذاكرة.
- جون يمتلك شارباً خفيفاً، حيث تبتعد الشعرات عن بعضها، لكن عند إزالته، تتجمع الشعرات كما لو كانت في لقاء وداعي.
- فمه يشهد على عدد السجائر التي يدخنها يومياً، إذ يبدو أنه يعاني من الرائحة المتصاعدة.
- حاجباه، من الواضح أنهما متعاونان، حيث يرافقان كل حركة يقوم بها.
- يمكن اعتبار حاجبيه رفيقين له في كل تفاصيل حياته، حيث يتبعان حركات جسده.
- ظهور الشيب بدأ على شعره، ولا يمكن إنكار أن بلوغ الأربعين يؤثر على مظهره، حيث يتلاشى اللون الأسود لشعره.
- لتظهر دلائل تقدم العمر في شعره، الذي يبدو وكأنه عانى من ضغوط الحياة.
- عادة ما تتمتع وجنتا الأجنبي بلون أحمر، لكن الحال يختلف عند جون رغم أن صاحب المقهى يشعل المدفأة دائماً.
- كما لو أن الشحوب استقر على وجنتيه، التي تعكسان شحوب العالم بأسره.
- تظهر علامات الترهل على وجهه وجسده نتيجة تقلباته بين السمنة والنحافة.
- أؤكدت النظرية العلمية أمامي بوضوح، حيث إن الأذن والأنف يستمران في النمو طوال الحياة.
القوام المتوازن
- ما لفت انتباهي هو ملابس جون، فقد كان يرتدي قميصاً بنياً به ثنيات غير منتظمة.
- هذا يشير إلى عدم وجود شخص يهتم بشؤونه الشخصية.
- كما أن كف قميصه تبدو كما لو كانت في هذا الوضع منذ حوالي عشرين يوماً.
- يتضح أن جون كان ممارساً للرياضة في مرحلة ما، حيث تظهر عروق بارزة في يده.
- وهي واضحة لكل من ينظر إلى يديه.
- جسده يتميز بتوازن، حيث لا هو سمين ولا نحيف.
- تتحدث كفاه القويتان عن الطبيعة الشاقة لعمله، الذي يتطلب مجهوداً بدنياً أكثر من المهاري.
- والتبرع بالزيوت والأوساخ العالقة في أظافره تؤكد ذلك.
- ثم انتقلت نظرتي إلى بنطاله المغطى بالغبار.
- وهو ما يشير إلى أن تركيزه على العمل أكبر من اهتمامه بمظهره الخارجي.
- إذا كان قميصه وبنطاله يعكسان هذا الإهمال، فإنني تساءلت عن حال حذائه.
- ليظهر أنه لا يختلف كثيراً عن بقية ملابسه.
- هذا ما يُظهر بوضوح أن المظهر الخارجي لجون يعكس ما يحمله داخله من أفكار ومشاعر.
شخصية معقدة وبسيطة
- جون مدرك تماماً بأن مظهره يجذب الأنظار، لكن لا يعبأ بهذا الأمر.
- حتى تفاصيل عينيه تعبر عن حالته النفسية عند اقتراب الآخرين منه.
- كانت عينه تتراقص بين سطور الجريدة التي يحملها، لكنه لم يكن يقرأ محتواها فعلياً.
- بعد ذلك، تنتقل نظراته إلى الزوايا الخالية من الأشخاص في المقهى.
- يظهر من يتأمل وضع جون أنه في انتظار شخص ما.
- لكن بالنظر لفترة أطول، سيظهر بوضوح أنه لا ينتظر أحداً.
- مهما حاول الفرد إخفاء مشاعره، فإن عينيه ستفضح ما بداخله دوماً.
- فمرارة التجارب تترك آثارها في عينيه مهما حاول التظاهر بعكس ذلك.
- يمكنك أن تسمع أنفاسه من مسافة قريبة، حيث تُنبئنا أنفاسه عن شيئين: إما الغضب المكبوت أو اللامبالاة.
- الغضب بالنسبة للشخص مثله، هو استجابة للتجارب القاسية على مر السنين، في حين أن اللامبالاة ترتبط بخيبات الأمل المستمرة.
مواصلة تقديم الشخصية المعقدة
- كان جون ينادي النادل بصوت خشن يدل على الإرهاق الناتج عن تقلبات الحياة.
- عندما أحضر النادل القهوة، طلب منه جون قهوة بدون سكر.
- إلا أن جون لم يعتد على هذا النوع من القهوة، مما دفع النادل إلى التعليق:
- يبدو أنك مصمم على تغيير عاداتك المعتادة بشكل غريب.
- من الواضح أن شخصية جون هي مزيج من الصفات المتناقضة، فهي معقدة وبسيطة في آن واحد.
- شخصية تحمل غضباً شديداً وفي الوقت ذاته تحمل هدوءاً عميقاً، فهو تجسيد للصراع بين الماضي والمستقبل.
- جون هو تجسيد للاختلاف، يمزج بين القوة والضعف، بين الأمل واللامبالاة.
- إلى جانب ذلك، يظهر جون كشخص غير ثابت، حركته دائمة في عوالم الفراغ، فهو لا ينتظر، ولا يبحث، ولا يأمل في شيء.
- كيف تسير مثل هذه الشخصية في الحياة؟ وما أهدافها الفعلية؟