معرفة الشريعة الإسلامية وأنواعها

تُعتبر الشريعة الإسلامية النظام القانوني الذي أنزله الله سبحانه وتعالى لتمكين عباده من اتباع قواعد وأحكام تهدف إلى إقامة حياة عادلة. وهي تضمن تنظيم شؤون ومصالح الأفراد والمجتمع بكافة جوانبها.

كما تهدف الشريعة إلى تأمين الأمان في المبادئ الدينية والعبادات والمعاملات والأخلاق، وكل ما يتعلق بحياة الإنسان. فهي تشمل فروع الشريعة التي تنظم علاقة الناس بالله وعلاقاتهم فيما بينهم.

تعريف الشريعة الإسلامية

تعريف الشريعة لغةً

  • يشتق لفظ الشريعة من الفعل “شَرَعَ”، الذي يعني تحديد الأمور والإذن والمنع.
  • كما يُستخدم أيضا للإشارة إلى مصادر المياه، مما يدل على مكان تدفق الماء وانسيابه.
  • ويُقال إن الإبل شَرَعَت حين أتت إلى مورد المياه، ويستخدم كذلك للدلالة على الطريق الواضح والمستقيم.
    • لذا، فإن الشريعة تشير إلى كل ما هو واضح ومحدد وخال من الغموض.

تعريف الشريعة اصطلاحًا

  • على الصعيد الاصطلاحي، تُشير الشريعة إلى كل ما شرعه الله سبحانه وتعالى لعباده من أحكام وقواعد ونظم، لتنقلهم من ظلمات الجهل والضلال إلى نور المعرفة والعلم.
  • تهدف الشريعة إلى تحقيق أفضل صورة ممكنة للحياة وتحديد الطرق الصحيحة لتحقيق مصالح الأفراد.
    • فهي تشمل كل ما أنزل على رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم من أحكام وقرارات.
  • تشمل هذه الأحكام العقيدة والأخلاق والأعمال التي تصون أحوال العباد في الدنيا والآخرة.

خصائص الشريعة الإسلامية

  1. إلهية: تنبع من الله سبحانه وتعالى، صاحب السلطان وحق التشريع.
  2. معصومة: فقد تكفل الله بحفظها حتى قيام الساعة.
  3. مرنة: تتماشى مع مختلف الأمم والشعوب في كل الأزمنة والأماكن.
  4. مستقلة: تمثل نظامًا قائمًا بذاته مختلفًا عن القوانين البشرية.
  5. مقدسة: حيث يدرك المسلم أن الشريعة إلهية، مما يمنحها تقديرًا واحترامًا كبيرين.
  6. كاملة: تشمل جميع جوانب حياة الإنسان، كما تعتني بإصلاح الروح والقلب والعقل والأخلاق.
    1. تركز أيضًا على الفرد والمجتمع.
  7. دائمة ومستقرة ولا تتغير عبر الزمن.
  8. عالمية: تنطبق على جميع الناس بغض النظر عن جنسياتهم أو ثقافاتهم.
  9. عادلة: تعمل على حماية مصالح الأفراد في جميع جوانب الحياة.
  10. سهلة: نصوصها مصاغة بأسلوب يسهل فهمه ويجمع بين الترغيب والترهيب.
    1. وتتضمن أوامر ونواهي واضحة وسهلة.
  11. فريدة: تميزت الشريعة عن القوانين الإنسانية، حيث أنزلها الله على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
    1. ولم يكن للبشر أي تأثير في نصوصها أو أحكامها.

أقسام الشريعة الإسلامية

تنقسم أحكام الشريعة الإسلامية إلى أربعة أقسام رئيسية كما يلي:

أولاً: حقوق الله عز وجل

  1. أول حق لله تعالى هو أن يؤمن به الإنسان ولا يشرك به شيئًا، وأن يؤكد هذا الإيمان من خلال شهادة التوحيد “لا إله إلا الله”.
  2. الحق الثاني هو أن يُخضع العبد نفسه لما جاء به من هداية الحق من ربه.
    1. ويؤدى هذا الحق من خلال الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم.
  3. الحق الثالث يتطلب طاعة الله من خلال اتباع الشريعة التي أنزلها في كتابه الكريم.
    1. التي وضحتها سنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
  4. أما الحق الرابع فهو العبادة، وهي ما فرضه الله على الإنسان من فرائض وواجبات.
    1. ويؤكد الله سبحانه وتعالى في سورة الذاريات: “وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ”.

ثانياً: حقوق النفس

  • لكل إنسان حقوق على نفسه، وينبغي أن يدرك أن الغالبية تميل إلى ظلم أنفسها قبل أن تظلم الآخرين.
  • غالبًا ما يكون الإنسان مأسورًا لشهواته، مما يضر به سواء كان مدركًا لذلك أم لا.
    • وهناك أمثلة عديدة تدعم ذلك.
  • لذلك، جاءت الشريعة الإسلامية لتوجه الإنسان إلى الحقيقة أن لنفسه حقوقًا، ومنعته عن كل ما يضر به.
    • كالأمور المحرمة مثل الخمر والمخدرات والزنا وما شابه ذلك.
  • وتحث الشريعة الإنسان على استثمار جهوده في كسب الرزق من طرق حلال، كما تُحثه على الزواج لتحقيق الإشباع المشروع للرغبات.
  • كما أحل الله للإنسان التمتع بمنافع الدنيا، وحرم عليه الانتحار أو قتل النفس.

ثالثاً: حقوق العباد

  • وضعت الشريعة الإسلامية مجموعة من الأوامر لضمان حقوق النفس والآخرين، حيث تضمن عدم ظلم الإنسان لنفسه أو للعباد الآخرين.
  • لذلك، حرمت السرقة والنهب والخيانة والنصب والغش وغيرها.
    • لأن النفع الذي يعود على الشخص من هذه الأفعال يتسبب في الضرر للآخرين.
  • كما حرمت النميمة والغيبة والكذب، وأيضًا القمار لما يترتب عليها من أضرار للآخرين.
  • كذلك حرمت الشريعة القتل والإفساد والاعتداء على بعضهم البعض لتحقيق المنفعة الخاصة.
  • والزنا وفعل قوم لوط محرم، حيث تؤدي إلى أضرار صحية وأخلاقية في المجتمع.
    • ويسبب ذلك تفشي الرذيلة والأمراض الاجتماعية.

رابعاً: حقوق المخلوقات

  • فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات ومكنه من إدارة شؤونها، مع وضع بعض الحقوق لها.
  • على الإنسان توفير الحماية لهذه المخلوقات وعدم إلحاق الأذى بها، وأن ينتفع بها بطرق لا تضر.
    • لذلك حددت الشريعة الأحكام المتعلقة بذبح الحيوانات لتلبية الحاجة الغذائية أو تجنب الضرر.
  • كما حذر الإسلام من قتل البهائم دون حاجة أو للعب، مع وضع شروط خاصة للذبح وفق الشريعة الإسلامية.
    • لكي تكون طعامها حلالًا ولا يلحق الأذى بها.
  • نهى الإسلام عن الإساءة للحيوانات أو قتلها بوحشية، مع السماح بحماية الناس من الحيوانات المفترسة.
    • كما حرم الإساءة للطيور أو الأشجار، بينما أباح للمسلمين قطف الأزهار والثمار، ولكن حذر من قلع النباتات بلا حاجة.
    • كما تم تحذير من إسراف المياه أو إهدارها بلا ضرورة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *