مرض التهاب الكبد الفيروسي A: الأسباب والأعراض والعلاج

التهاب الكبد A

يُعرف التهاب الكبد A (بالإنجليزية: Hepatitis A) بأنه التهاب فيروسي معدي يصيب الكبد، ويحدث نتيجة العدوى بفيروس التهاب الكبد A. يمكن أن يتراوح تأثير هذا المرض بين خفيف وشديد، ولكنه نادراً ما يؤدي إلى الوفاة. يتميز التهاب الكبد A بأنه أقل حدة وأقل خطورة من الأنواع الأخرى مثل التهاب الكبد B (بالإنجليزية: Hepatitis B) والتهاب الكبد C (بالإنجليزية: Hepatitis C)، حيث لا يتحول التهاب الكبد A غالبًا إلى حالات مزمنة ولا يسبب تشمع الكبد (بالإنجليزية: Cirrhosis) الذي يعد مرحلة متقدمة من تندب الكبد.

وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، تُسجل حوالي 1.4 مليون حالة إصابة جديدة بالتهاب الكبد A سنويًا على مستوى العالم. ينتقل هذا الفيروس بسهولة بين الأفراد، خاصةً في فترة العدوى قبل ظهور الأعراض. وفي حال البالغين الأصحاء، تستمر إمكانية انتقال العدوى لمدة أسبوعين بعد بدء المرض، وقد تمتد هذه المدة لدى الأطفال أو الأشخاص ضعيفي المناعة إلى ستة أشهر.

أسباب ومخاطر الإصابة بالتهاب الكبد A

ينتشر فيروس التهاب الكبد A عن طريق تناول طعام أو شراب ملوث ببراز شخص مصاب. يُعد التهاب الكبد A شائعًا في جميع أنحاء العالم، لكنه يتواجد بشكل خاص في المناطق ذات المعايير الصحية المنخفضة. تشمل هذه المناطق:

  • شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى.
  • شبه القارة الهندية، وخاصة الهند وبنغلاديش وباكستان ونيبال.
  • بعض دول شرق آسيا، باستثناء اليابان.
  • دول الشرق الأوسط.
  • أمريكا الجنوبية والوسطى.

هناك فئات معينة من الناس تتعرض لخطر الإصابة بدرجة أكبر، ومن هذه الفئات:

  • الأشخاص الذين يتمتعون بإتصال وثيق مع شخص مصاب.
  • الأشخاص الذين يسافرون إلى دول حيث ينتشر التهاب الكبد A.
  • الأطفال الذين يرتادون رياض الأطفال والعاملون بهذه المؤسسات.
  • أولئك الذين يتعاطون المواد المخدرة بأي شكل، سواء عبر الحقن أو غيره.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تشكل الدم مثل الهيموفيليا.
  • مَن يختلط بالحيوانات من فئة الرئيسيات، مثل القرود.

أعراض التهاب الكبد A

قد لا تظهر أعراض التهاب الكبد A على البالغين أو الأطفال فوق سن السادسة، أو قد تكون خفيفة في حال ظهورها. تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا اليرقان (بالإنجليزية: Jaundice)، الذي يتمثل في اصفرار الجلد والعينين. وفي حالة وجود أعراض شديدة، فإنها قد تحتاج لعدة أشهر للشفاء. في المقابل، الأطفال تحت سن السادسة قد لا تظهر عليهم الأعراض أو تكون خفيفة أيضًا، وعادة ما يتعافون في غضون شهرين. من أبرز الأعراض التي قد تظهر:

  • تغير لون البول ليصبح أصفر داكن.
  • الإسهال.
  • الشعور بالغثيان والتقيؤ.
  • فقدان الشهية.
  • ارتفاع درجة الحرارة.
  • الشعور بالتعب والإرهاق.
  • لون البراز يصبح رمادي أو بلون الطين.
  • آلام بالبطن والمفاصل.

يمكن الاطلاع على مزيد من المعلومات حول أعراض التهاب الكبد A في المقال التالي: (أعراض الكبد الوبائي A).

طرق انتقال فيروس الكبد A

ينتقل فيروس التهاب الكبد A عبر عدة طرق تشمل:

  • تناول طعام أعده شخص مصاب ولم يغسل يديه بشكل جيد أو استخدم ماء ملوث.
  • شرب مياه ملوثة، بما في ذلك مكعبات الثلج الملوثة.
  • تناول المحار النيء أو غير المطبوخ جيدًا.
  • الاتصال الوثيق مع شخص مصاب.
  • الاتصال الجنسي مع شخص يحمل العدوى.
  • استخدام أدوات حقن غير نظيفة للعقاقير الممنوعة.

تشخيص التهاب الكبد A

يبدأ الطبيب بتقييم أعراض المريض، ثم يوصي بإجراء تحاليل دم للكشف عن:

  • ارتفاع مستوى إنزيمات الكبد في الدم.
  • وجود الغلوبيولين المناعي M (بالإنجليزية: Immunoglobulin M)، والذي يظهر في الجسم عند الإصابة الأولى.
  • وجود الغلوبيولين المناعي G (بالإنجليزية: Immunoglobulin G)، الذي يدل على إصابة سابقة أو تلقي اللقاح.

علاج التهاب الكبد A

لا يوجد علاج محدد لالتهاب الكبد A. غالبًا ما يتخلص الجسم من الفيروس بصورة طبيعية، وتختفي الأعراض في حوالي ستة أشهر دون تضرر دائم للكبد. يتضمن العلاج الراحة ومراقبة الأعراض. تشمل طرق العلاج:

  • التزام الراحة نظرًا للشعور بالتعب بكثرة.
  • تناول وجبات خفيفة لتخفيف الغثيان وتحقيق التغذية الجيدة.
  • تجنب المواد الكحولية واستخدام الأدوية بحذر وتحت إشراف طبي.

الوقاية من التهاب الكبد A

لقاح التهاب الكبد الفيروسي A

يُستخدم لقاح التهاب الكبد A لتفادي العدوى، حيث يتم إعطاؤه على جرعتين. يوصى بإعطاء اللقاح للفئات التالية:

  • الأطفال في عمر السنة أو ممن لم يتلقوا التطعيم.
  • الرضع الذين تتراوح أعمارهم بين 6-11 شهرًا والسفراء للدول الموبوءة.
  • الأشخاص المقربين من الأفراد المصابين.
  • العاملون في المختبرات الطبية وتعرضهم للفيروس.
  • الأشخاص المسافرين إلى البلدان التي تشهد انتشار للفيروس.
  • المتعاطون للمخدرات بأي شكل.
  • الأفراد الذين يعانون من اضطرابات تشكل الدم.
  • المصابون بأمراض الكبد المزمنة.
  • أي شخص يرغبفي تحقيق مناعة ضد التهاب الكبد A.

نصائح للحد من انتشار فيروس التهاب الكبد A

للحد من انتشار العدوى، يُنصح باتباع الإجراءات التالية:

  • تجنب الذهاب للعمل أو المدرسة بعد ظهور الأعراض، وخاصة اليرقان.
  • عدم إعداد الطعام للآخرين.
  • الحرص على غسل اليدين بشكل متكرر، وخاصة بعد استخدام المرحاض.
  • تجنب مشاركة المناشف وغسل الملابس بشكل منفصل بالماء الساخن.
  • تنظيف الأغراض المستخدمة بشكل دوري.
  • تجنب العلاقات الجنسية خلال فترة الإصابة.

إذا كان هناك سفر إلى مناطق موبوءة، يُنصح باتباع إجراءات وقائية تشمل:

  • غسل الفواكه والخضروات الطازجة جيدًا.
  • تجنب تناول الأطعمة النيئة.
  • شرب مياه معقمة ومعبأة.
  • غلي مياه الصنبور قبل الشرب عند عدم توفر المياه المعبأة.
  • تجنب المشروبات ذات المصدر غير الموثوق فيه.

للمزيد من المعلومات حول الوقاية من التهاب الكبد A، يمكن الاطلاع على المقال التالي: (طرق الوقاية من فيروس الكبد A).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *