تمييز الحكم التكليفي عن الحكم الوضعي في الشريعة الإسلامية

التمايز بين الحكم التكليفي والحكم الوضعي

تتباين طبيعة الحكم التكليفي عن الحكم الوضعي من خلال عدة جوانب نعرضها كما يلي:

من حيث التعريف والماهية

تختلف ماهية الحكم التكليفي عن ماهية الحكم الوضعي؛ حيث يتطلب الحكم التكليفي من المكلف الالتزام بتنفيذ الأوامر والشروط، وذلك من خلال الفعل أو الامتناع أو الخيار. بينما يشير الحكم الوضعي إلى توجيهات الله لعباده المكلفين، مما يدل على حكمه في مسألة معينة من خلال الربط بين الأمرين بحيث يقترن أحدهما بالآخر كسبب أو شرط.

من حيث قدرة المكلف على الالتزام

يتطلب الحكم التكليفي أن يكون المكلف قادراً على تنفيذ ما أمر الله به، وعندما يعجز عن ذلك لا تُعقد عليه المسؤولية، مثل معاقبة السارق؛ حيث يمكن للمكلف تجنب السرقة لتفادي العقوبة. وفي المقابل، قد يتمكن المكلف من القيام بالفعل في الحكم الوضعي أو لا، إلا أنه يتعين عليه أداءه، كما هو الحال في وجوب الزكاة عند مرور الحول؛ فهذه الشروط والأسباب تتجاوز قدرة المكلف.

من حيث ارتباط الحكم بفعل المكلف

يرتبط الحكم التكليفي بشكل مباشر بفعل المكلف الذي تحقق فيه شروط التكليف، مثل البلوغ والعقل والرشاد. بينما الحكم الوضعي يمتد ليشمل أفعال المكلفين وغير المكلفين، كالأطفال والمجانين، فعلى سبيل المثال، إذا قام أحدهم بتخريب شيء، فإنهم يتحملون المسؤولية نتيجة وجود السبب وهو الإتلاف.

من حيث العلاقة بين الحكم والفعل

يتعلق الحكم التكليفي بفعل المكلف الشخصي؛ فبالقيام بما يأمر به الشرع، يحصد المكافأة، وبالقيام بما ينهاه الشرع، ينال العقاب. ولكن، قد يُعاقب المكلف على أفعال الآخرين في حكم وضعي، كما في حالة الاستحقاق المالي الذي يدفعه أهل القاتل.

من حيث القدرة على التنفيذ

يجب أن يكون التنفيذ في الحكم التكليفي ضمن قدرة المكلف؛ فإذا كان الفعل واجباً، فإن عليه القيام به وكل ما يتضمنه، مثل الوضوء قبل الصلاة. أما البعد عن الفعل المحظور فيجب أن يكون منهيًا عنه وعن كل ما يؤدي إليه. في الحكم الوضعي، قد يمتلك المكلف القدرة على التنفيذ ولكنه غير ملزم بذلك، كما في نصاب الزكاة، فهو يستطيع جمع المبلغ ولكنه ليس ملزماً بفعل ذلك.

من حيث معرفة المكلف

يشترط في الحكم التكليفي أن يعرف المكلف بأن الله قد أمر بذلك؛ لأن هذا يساعد في تصحيح نيته وقصده. في المقابل، لا يشترط أن يكون المكلف مدركًا للحكم الوضعي كما في حالات الميراث، فهو ليست بحاجة لمعرفة أنه سيقوم بالوراثة حتى يستطيع الحصول على نصيبه.

تعريف الحكم التكليفي

الحكم التكليفي هو أمر الله -عز وجل- الموجه إلى عباده المكلفين، ويشمل إما الطلب منهم أو منحهم خيار الالتزام. ينقسم الحكم التكليفي إلى وجوب، وندب، وحرمة، وكراهة، وإباحة، حسب درجة تأكيد الشارع في طلب القيام بالفعل أو النهي عنه.

تعريف الحكم الوضعي

الحكم الوضعي يشير إلى توجيه الله تجاه عباده المكلفين عند حدوث سبب لموضوع معين، أو شرط له، أو مانع منه، ويتميز بأنه يوضح العلاقة بين الأمور من خلال الربط السببي أو الشرطي أو غيرها من العلاقات.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *