التهاب الدم
يعد التهاب الدم، أو ما يعرف بتعفن الدم، حالة طبية خطيرة قد تهدد حياة المريض. تنجم هذه الحالة عن استجابة مناعية مفرطة تجاه التهاب محدد، مما يؤدي إلى تلف الأنسجة والفشل في بعض الأعضاء، وقد تنتهي الأمور بالوفاة. على الرغم من اختلاف تعريف العلماء لهذه الحالة، إلا أن التفسير الأكثر دقة هو أنه يمثل حالة تسمم ناتجة عن وجود مسببات الأمراض وسمومها في الدم.
تحدث هذه الحالة عندما يبدأ الجسم في إفراز كميات كبيرة من بعض المواد الكيميائية المناعية في مجرى الدم، الأمر الذي يحفز جهاز المناعة على مهاجمة مسببات الأمراض البكتيرية. ولكن هذه الاستجابة المناعية تخرج عن السيطرة وتسبب آثاراً سلبية على الأنسجة والأعضاء.
إن الاستجابة المناعية القوية تؤدي لتجلط الدم في الأوعية الدموية المحيطة بالأعضاء والأطراف، مما يحرمها من التغذية والأكسجين. وفي الحالات الشديدة، قد يحدث فشل في أكثر من عضو مما يؤدي لمشكلات خطيرة قد تتسبب في الوفاة.
أعراض التهاب الدم
نظرًا لأن التعفن الدموي يمكن أن يبدأ في أي مكان في الجسم، فإنه يأتي مع مجموعة واسعة من الأعراض، من أبرزها:
- تسارع في معدل التنفس ليصل لأكثر من 20 نفسًا في الدقيقة.
- تغيرات في الحالة العقلية للمريض.
- ارتفاع أو انخفاض حاد في درجة الحرارة، مع وجود رعشة.
- قلة أو حصر في البول.
- تسارع نبضات القلب ليتجاوز 90 نبضة في الدقيقة.
- الإرهاق والغثيان.
- الإسهال أو توقف الأمعاء عن العمل.
- الوذمة (انتفاخ الجسم الناتج عن تراكم السوائل).
- انخفاض في ضغط الدم.
- تناقص عدد الصفائح الدموية.
- ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- ارتفاع عدد خلايا الدم البيضاء.
- انخفاض مستويات الأكسجين في الدم.
- بطء في إعادة تروية الأنسجة.
- وفي الحالات الشديدة، المعروفة باسم الصدمة السُمّية، قد تظهر عدة أعراض رئيسة، بما في ذلك انخفاض شديد في ضغط الدم، مما يؤدي إلى صدمة تهدد وظائف الأعضاء الحيوية مثل الرئتين والكليتين والجهاز العصبي المركزي والكبد.
أسباب وعوامل خطر التهاب الدم
تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب الدم، وأبرزها الالتهابات البكتيرية، بينما تظل الالتهابات الفيروسية والفطرية أقل شيوعًا. ومن بين الأسباب المعروفة: التهاب الرئة، التهاب الكلى، وعدوى التجويف البطني. أما عوامل الخطر فتشمل التقدم في العمر أو الصغر، ضعف الجهاز المناعي، الإقامة في وحدات العناية المركزة، استخدام الأجهزة الطبية مثل الأنابيب التنفسية، بالإضافة إلى الإصابة بجروح أو حروق خطيرة أو مرض السكري.
تشخيص المرض
يعتبر تشخيص التهاب الدم معقداً بسبب تشابه أعراضه مع أعراض حالات مرضية أخرى. لذلك، يقوم الطبيب المختص بإجراء عدة فحوصات مختلفة بهدف تحديد المرض بدقة. تشمل هذه الفحوصات:
- فحوصات الدم:
- لاكتشاف حالة العدوى البكتيرية.
- لمراقبة وظائف الكبد والكلى.
- للتحقق من عوامل تخثر الدم.
- فحوصات مستوى أكسجين الدم.
- لفحص المعادن والأملاح.
- فحوصات مخبرية أخرى:
- تحليل urine.
- تحليل إفرازات الجروح في حالة وجودها.
- فحص الإفرازات الرئوية.
- الصور الأشعاعية:
- الأشعة السينية للكشف عن الالتهابات، خاصة تلك المتعلقة بالرئتين، مع حرص على تقليل تعرض المريض للإشعاعات.
- الصور الطبقية للكشف عن التهابات البطن بدقة أكبر.
- التصوير بالولايات الصوتية للكشف عن الالتهابات في الكبد أو المبايض.
- التصوير بالرنين المغناطيسي للكشف عن التهابات الأنسجة الرخوة.
علاج المرض
يستوجب علاج التهاب الدم تدخلاً طبياً سريعاً وشاملاً لتقليل مضاعفاته. في حالات الالتهابات المزمنة التي تعرض حياة المريض للخطر، تُتخذ تدابير طبية مهمة للحفاظ على وظائف التنفس ونبض القلب، والتي تشمل:
- الأدوية:
- المضادات الحيوية الواسعة النطاق، حيث يُعطى هذا النوع للمريض حتى يتم تحديد المسبب الرئيسي.
- موسعات الأوعية الدموية لرفع ضغط الدم.
- جرعات من الكورتيكوستيرويدات للحد من شدة النشاط المناعي.
- الإنسولين لضبط مستويات السكر في الدم.
- مثبطات مناعية.
- أدوية مسكنة الألم ومهدئات.
- العلاجات الداعمة:
- إعطاء كميات كبيرة من السوائل عبر الوريد.
- استعمال تدعيمات للتنفس الميكانيكي عند الحاجة.
- غسيل الكلى عند الضرورة.
- الجراحة لإزالة مصدر الالتهاب.
يُعتبر التهاب الدم مرضاً خطيراً، مع وجود فرص أكبر للبقاء على قيد الحياة كلما تم الحصول على العلاج في وقت مبكر. ومع ذلك، فإن نسبة الوفيات لدى المصابين بتسمم دموي شديد تصل إلى نحو 30%، بينما ترتفع النسبة إلى حوالي 60% بين المرضى في حالة الصدمة السُميّة.
فيديو التهاب الدم وأسبابه
شاهد الفيديو لتتعرف على التهاب الدم وأسبابه: