التهاب وتر الإبهام: الأسباب والأعراض والعلاج

التهاب وتر الإبهام

يعتبر التهاب وتر الإبهام، المعروف طبياً باسم التهاب زليل الوتر لدى كورفان (بالإنجليزية: De Quervain’s Tendinosis)، حالة تتعلق بوتر الإبهام الذي يعمل كحلقة وصل بين العضلات وعظام اليد، مُتيحاً لها الحركة. يحدث الالتهاب في وتر الإبهام إما نتيجة لتضيُّق القناة التي تمر بها الأوتار أو بسبب زيادة حجم الأوتار، مما يؤدي إلى شعور المصاب بألم عند تحريك اليد أو الإبهام، أو عند تدوير المعصم، أو حتى عند إمساك الأشياء بقوة.

الأسباب وعوامل الخطر المرتبطة بإصابة التهاب وتر الإبهام

يعد الاستخدام المتكرر لمفصل الرسغ من الأسباب الرئيسية لالتهاب وتر الإبهام، حيث تتضمن الحركات المتكررة اليومية التي قد تؤدي إلى تهيج وتسبب الألم. من الأمثلة الشائعة على هذه الحركات رفع الطفل إلى مقعد السيارة أو حمل أكياس التسوق الثقيلة. بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من العوامل التي قد تزيد من احتمالية الإصابة، ومنها:

  • الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة مقارنة بالرجال.
  • العمر: تزداد مخاطر الإصابة بعد بلوغ الأربعين.
  • الهوايات أو العمل: بعض الأنشطة أو الأعمال التي تتطلب الحركات المتكررة للرسغ يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب.
  • الكدمات: التعرض للرضوض قد يؤدي إلى تكوين نسيج ندبي يقيد حركة الأوتار.
  • الحمل: التغيرات الهرمونية أثناء الحمل قد تسبب التهاباً في وتر الإبهام.

أعراض التهاب وتر الإبهام

يسبب التهاب وتر الإبهام مجموعة من الأعراض، ومن أبرزها:

  • ألم في الرسغ قرب الإبهام، والذي يُعتبر العَرض الأساسي. قد يظهر هذا الألم بشكل تدريجي أو فجائي، ويُمكن أن يمتد ليشمل الساعد.
  • تورم في جانب الرسغ من جهة الإبهام، وقد يكون مصحوباً أحيانًا بكيس مملوء بالسائل.
  • صعوبة في تحريك الإبهام والرسغ نتيجة للألم والتورم.

علاج التهاب وتر الإبهام

يهدف العلاج إلى تخفيف أعراض الالتهاب واستعادة حركة الإبهام بشكل طبيعي، مع تقليل احتمالية عودة الإصابات. وتجدر الإشارة إلى أن الأعراض قد تتطلب من 4 إلى 6 أسابيع للتحسن إذا تم البدء في العلاج مبكراً، خاصة خلال فترة الحمل، حيث غالباً ما تختفي الأعراض مع اقتراب النهاية. فيما يلي بعض الطرق المتبعة في علاج التهاب وتر الإبهام:

العلاجات المنزلية

يمكن لتطبيق بعض التدابير المنزلية أن يسهم في تخفيف الأعراض، مثل:

  • استخدام جبيرة لتقييد حركة الإبهام والمعصم، مما يعطي الأوتار فرصة للشفاء، ويجب ارتداؤها طوال اليوم لمدة 4-6 أسابيع.
  • تجنب الحركات التي تسبب الألم عند استخدام الإبهام قدر الإمكان.
  • تطبيق الثلج على المنطقة المصابة لتخفيف الالتهاب.

العلاج بالأدوية

يمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الألم أو الالتهاب، ومنها:

  • الأدوية المسكنة: يُمكن الاستفادة من مسكنات الألم غير الوصفية، مثل الآيبوبروفين (بالإنجليزية: Ibuprofen) والنابروكسين (بالإنجليزية: Naproxen).
  • الأدوية الكورتيكوسيترويدية: تُستخدم هذه الأدوية على شكل حقن تُعطى في غمد الوتر لتقليل التورم. من المهم أن يتم استخدام هذه الأدوية في الفترة المبكرة حيث تساعد على التخلص من الأعراض بفاعلية.

العلاج الطبيعي

تعتبر التمارين جزءاً مهماً من خطة علاج التهاب وتر الإبهام. إليك بعض التمارين البسيطة التي يمكن للمريض القيام بها:

  • التمرين الأول: وضع كف اليد المتضررة على سطح مستوٍ مثل طاولة، ثم الدفع برفق بالإبهام بعيدًا عن الطاولة، وإرجاعه برفق. يُمكن تكرار هذه الحركات من 5 إلى 10 مرات.
  • التمرين الثاني: وضع راحة اليد بشكل مستوي على الطاولة، وتحريك الإبهام جانبًا مع الحرص على ملامسته للسطح ثم إرجاعه. يُكرر التمرين من 5 إلى 10 مرات.
  • التمرين الثالث: وضع شريط مطاطي حول الأصابع والإبهام وتحريك الإبهام ضد مقاومة الشريط لدينا عشر مرات.
  • التمرين الرابع: وضع اليد المصابة على الطاولة مع كف اليد لأعلى، ثم محاولة تقريب الإبهام من الإصبع الصغير مع الاحتفاظ بهذه الوضعية لمدة ست ثوان. تكرر هذه العملية عشر مرات.
  • التمرين الخامس: ثني معصم اليد بالحفاظ على راحة اليد لأعلى باستخدام اليد الأخرى، لمدة 15-30 ثانية، ويجب تكرار ذلك ثلاث مرات.
  • التمرين السادس: الضغط على كرة مطاطية لمدة 5 ثوان ثم فتح القبضة. يكرر هذا التمرين 15 مرة لتقوية قبضة اليد.

العلاج الجراحي

تُعتبر الجراحة خياراً للعلاج في حال عدم نجاح الطرق العلاجية في تخفيف الأعراض. قد تُجرى الجراحة في عيادة الطبيب دون الحاجة للإقامة في المستشفى. يتضمن الإجراء عمل شق صغير في القناة التي تمر بها أوتار الإبهام لتسهيل حركتها. بعد الجراحة، يحتاج المريض إلى ممارسة التمارين المخصصة للعلاج الطبيعي للحد من احتمال تكرر الالتهاب.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *