ما هو العصر الطباشيري المتأخر؟
يُعتبر العصر الطباشيري (بالإنجليزية: Cretaceous period) حقبة جيولوجية نشأت في نهاية عصر الدهر الوسيط، حيث بدأ هذا العصر منذ حوالي 145.0 مليون سنة واستمر حتى 66 مليون سنة مضت. يأتي العصر الطباشيري بعد العصر الجوراسي وقبل العصر الباليوجيني، وقد تم تسميته بهذا الاسم نسبةً إلى الحجر الجيري الأبيض المعروف باسم الطباشير. وقد امتد هذا العصر لما يقرب من 79 مليون سنة، وهو مُقسم إلى جزئين: العصر الطباشيري المبكر والعصر الطباشيري المتأخر (بالإنجليزية: late Cretaceous period)، الذي استمر من حوالي 100.5 مليون سنة مضت حتى 66 مليون سنة مضت. يُطلق غالبًا على هذا العصر اسم “عصر الديناصورات”، إذ شهدت هذه الحقبة تطور مجموعة متنوعة من النباتات الزهرية مثل كاسيات البذور، التي عُثر عليها في شكل أحافير تُعتبر من أقدم أنواعها. كما شهدت تلك الفترة تطورًا ملحوظًا للعديد من الحشرات، بالإضافة إلى ظهور الطيور والزواحف.
أبرز الأحداث في العصر الطباشيري المتأخر
شهد العصر الطباشيري المتأخر مجموعة من التغيرات الجيولوجية والظواهر الطبيعية، ومن أبرز هذه الأحداث ما يلي:
التغيرات الجيولوجية
في هذه الفترة، انفصلت جرينلاند عن أمريكا الشمالية، وتفككت مدغشقر عن قارة أفريقيا، بينما احتفظت أستراليا بتواصلها مع القارة القطبية الجنوبية. نتيجة لارتفاع مستوى المياه، غمرت المياه أجزاءً واسعة من القارات، مما أدى إلى تشكل بحار قارية شبه ضحلة في مناطق كأوروبا وروسيا وأفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا. كذلك شهد العصر الطباشيري المتأخر توسع المحيط الأطلسي بسبب التحرك التدريجي للأمريكتين نحو الغرب. ومع اقتراب نهاية هذه الحقبة، كانت القارات قد اتخذت أشكالًا قريبة جدًا لما نراه اليوم، حيث كانت أمريكا الجنوبية وأفريقيا تحتفظان بنفس التكوين الحالي، بينما استمرت أستراليا كجزء من القارة القطبية الجنوبية، وكانت شبه القارة الهندية مفصولة عن قارة آسيا.
الظواهر الطبيعية
كان مستوى المحيطات في العصر الطباشيري المتأخر وإنتاجيتها أعلى بكثير مقارنة بالوقت الحالي. يمكن رؤية ذلك من خلال وجود طبقات سميكة من الطباشير التي ترسّبت في شرق روسيا وأوروبا الغربية وغرب أستراليا وساحل الخليج في أمريكا الشمالية. يُعزى ارتفاع منسوب البحر إلى نزوح المياه في أحواض المحيطات نتيجة لتوسع الجبال تحت الماء.
النباتات والحيوانات
خلال هذه الحقبة، تطورت العديد من النباتات المزهرة، بما في ذلك كاسيات البذور. كما يُعتقد أن الحشرات الملقّحة، مثل النحل والدبابير، تطورت بالتزامن تقريبًا مع كاسيات البذور. قامت هذه الحشرات ببناء أعشاش شبيهة بالخلايا في ما يُعرف اليوم بالغابة المتحجرة في ولاية أريزونا. عاشت الديناصورات آنذاك في بيئات مشابهة للعلاقات السائدة بين الثدييات الحالية. ومع حلول أواخر العصر الطباشيري، انقرض عدد كبير من الكائنات الحية مثل الديناصورات والأمونيتات (لافقاريات بحرية)، وكان من أسباب هذا الانقراض المذنبات التي ارتطمت بالأرض وكذلك الانفجارات البركانية القوية.
المناخ
تميز المناخ في هذه الفترة بكونه أكثر دفئًا مقارنةً بالوقت الحالي، بينما كانت المناطق القطبية أكثر برودة.