الزهري
يعد الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) أحد الأمراض المنقولة جنسياً، ويحدث نتيجة الإصابة بالبكتيريا المعروفة باللولبية الشاحبة (باللاتينية: Treponema pallidum). يُعتبر الزهري قابلًا للعلاج ويمكن التحكم به عند اكتشافه في الوقت المناسب، بينما يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة إذا تم تركه دون علاج. عادةً ما يُقسم الباحثون الزهري إلى مراحل، حيث تتضمن كل مرحلة مجموعة من الأعراض والعلامات المميزة لها. على سبيل المثال، تتميز المرحلة الأولية، المعروفة بالزهري الأولي (بالإنجليزية: Primary Syphilis)، بظهور قرحة أو عدة قروح في المنطقة التي دخلت منها البكتيريا إلى الجسم، وغالبًا ما تكون في الفم أو المستقيم أو الأعضاء التناسلية. أمّا المرحلة الثانية، المعروفة بالزهري الثانوي (بالإنجليزية: Secondary Syphilis)، فغالبًا ما تظهر فيها أعراض مثل الطفح الجلدي، وانتفاخ العقد الليمفاوية، والحمى. من المهم ملاحظة أن الأعراض في المرحلتين الأولى والثانية قد تكون خفيفة لدرجة تصعب ملاحظتها على المصاب. بينما في المرحلة الكامنة (بالإنجليزية: Latent stage)، لا تظهر أية أعراض. وفي النهاية، تُعرف المرحلة الثالثة بالزهري الثالثي (بالإنجليزية: Tertiary Syphilis) حيث قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على الدماغ والقلب وأعضاء أخرى.
الجهاز العصبي والزهري
إذا تُرك الزهري دون علاج، فقد يؤثر على الجهاز العصبي، خصوصًا الدماغ والحبل الشوكي (بالإنجليزية: Spinal Cord). الحالة التي يُصاب فيها الجهاز العصبي تُعرف بالزهري العصبي (بالإنجليزية: Neurosyphilis)، وهي حالة تهدد الحياة قد تؤدي إلى وفاه المصاب. عادةً ما يظهر الزهري العصبي بعد 10 إلى 20 عامًا من الإصابة بالبكتيريا. تُعتبر بعض العوامل، مثل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (بالإنجليزية: Human Immunodeficiency Virus)، من مسببات زيادة خطر الإصابة بالزهري العصبي.
أعراض الإصابة بالزهري العصبي
تظهر مجموعة من العلامات والأعراض على المصابين بالزهري العصبي، والتي تعتمد على نوع الزهري العصبي المتواجد. ومن أبرز الأعراض المحتملة ما يلي:
- اختلال حركة المصاب أو عدم القدرة على التنقل بشكل طبيعي.
- الشعور بالتخدير أو التنميل في الساقين أو الأقدام أو أصابع القدم.
- وجود مشكلات في التفكير، مثل صعوبة التركيز أو الارتباك.
- الشعور بالصداع، أو تصلب الرقبة، أو حدوث التشنجات (بالإنجليزية: Seizures).
- الإصابة بقضايا نفسية كالقلق أو الاكتئاب.
- مشكلات في الرؤية، قد تصل إلى العمى.
- تجربة رعشات أو شعور بالضعف العام.
- فقدان القدرة على التحكم بالمثانة، مما يؤدي إلى سلس البول (بالإنجليزية: Urinary Incontinence).
تشخيص الزهري العصبي
تشخيص الزهري العصبي يتم غالبًا من خلال مجموعة من الفحوصات، وأهمها:
- الفحص البدني (بالإنجليزية: Physical Exam): يبدأ الطبيب بفحص عضلات المصاب للكشف عن أي اختلالات في ردود أفعال العضلات نتيجة مؤثرات معينة، مما يساعد في تحديد ما إذا كان هناك تلف في النسيج العضلي.
- فحوصات الدم (بالإنجليزية: Blood Tests): هذه الفحوصات لا تقتصر على تأكيد الإصابة الحالية بالزهري، بل يمكنها أيضًا الكشف عن آثار العدوى. يُجرى معظم فحوصات الدم للكشف عن المراحل المتوسطة للعدوى.
- البزل القطني (بالإنجليزية: Lumbar Puncture): هو فحص يأخذ عينة من السائل المحيط بالدماغ والحبل الشوكي، مما يساعد الطبيب على فهم انتشار وشدة العدوى وتحديد خطة علاج مناسبة. عادةً ما يتم اللجوء إلى هذا الفحص في المراحل المتقدمة من العدوى.
- التصوير: بعض أنواع التصوير تُستخدم لتقييم مناطق الدماغ والحبل الشوكي وجذع الدماغ (بالإنجليزية: Brainstem) للتأكد من وجود المرض ومدى انتشاره. تشمل تقنيات التصوير الأشعة المقطعية (بالإنجليزية: CT scan) والتصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزية: MRI)، حيث يُسمح بذلك للأطباء بمشاهدة تفاصيل الأعضاء بشكل دقيق.
علاج الزهري العصبي
يستخدم علاج الزهري العصبي عادة المضاد الحيوي المعروف بالبنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، الذي يمكن أن يُعطى عن طريق الفم أو الحقن، حيث تُعطى الحقن عبر الوريد عدة مرات يوميًا لفترة تتراوح من 10 إلى 14 يومًا. أما العلاج عن طريق الفم فيُعطى بجرعات أربع مرات يوميًا إلى جانب حقن عضلية، ولفترة مماثلة.