توضيح الفرق بين عيد الفطر وعيد الأضحى

الفروق الزمنية بين عيد الفطر وعيد الأضحى

يتم الاحتفال بعيد الفطر في اليوم الأول من شهر شوال من كل عام، بينما يأتي عيد الأضحى في اليوم العاشر من شهر ذي الحجة، ويستمر حتى اليوم الثالث من أيام التشريق التي تبدأ عقب اليوم الأول من العيد.

التكبيرات في عيد الفطر وعيد الأضحى

يُفضَّل أن يُعلن الناس التكبير في الليلتين المخصصتين لعيد الأضحى وعيد الفطر؛ حيث يقومون بالتكبير في الطرقات والمساجد والأسواق والمنازل. وقد أكد الشافعية والحنابلة والمالكية على هذا الأمر. يُسمح للجميع بالتكبير جهراً أثناء توجههم إلى مصلى العيد في كلا العيدين، وهذا هو رأي غالبية الفقهاء، في حين تختلف الحنفية في هذا الشأن حيث لا يرون الجهر بالتكبير في عيد الفطر.

ومن الخصائص المميزة لعيد الأضحى التكبير المقيد، الذي يتحقق بعد الصلوات الخمس، ويبدأ من صباح يوم عرفة ويستمر حتى عصر اليوم الأخير من أيام التشريق. ومن الصيغ المستحبة للتكبير: “الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد.”

أما التكبير المطلق فيستمر منذ اليوم الأول من ظهور هلال شهر ذي الحجة وحتى نهاية أيام التشريق، وهو غير مقيد بمكان أو زمن محدد؛ حيث يمكن التكبير في جميع الأوقات والأماكن. فيما يبدأ التكبير بعيد الفطر منذ رؤية هلال شوال بعد مغرب اليوم الأخير من شهر رمضان، ويمتد حتى خروج الإمام لصلاة العيد.

السُنن في عيد الفطر وعيد الأضحى

يستحب للمسلم في عيد الفطر تناول الطعام قبل الخروج لصلاة العيد، اقتداءً بالنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. بينما في عيد الأضحى يُستحب تأخير تناول الطعام حتى بعد صلاة العيد لكي يتمكن المضحي من تناول من أضحيته. ولهذا، فقد وُجب التعجيل في ذبح الأضحية. ويُنصح في عيد الفطر تناول تمرات بشكل وتر؛ كما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان لا يغادر يوم الفطر حتى يأكل تمرات.

قبل الذهاب لصلاة عيد الفطر، يُستحب إخراج صدقة الفطر، والتي يبتدئ وقت الخروج بها من مغرب اليوم الأخير من شهر رمضان حتى وقت الصلاة. يتفق الشافعية والحنابلة والمالكية على هذا، بينما يرى البعض أنه لا يشترط بلوغ النصاب فيها، بل يكفي إخراج ما يزيد عن حاجة الفرد وحاجة عائلته، وهي واجبة على كل مسلم.

أما في عيد الأضحى، يُسن ذبح الأضحية، حيث يُضحي المسلم بشاة أو أي نوع من الأنعام طاعة لله وقرباً إليه، ويجب الذبح بعد صلاة العيد. ومن المعروف أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يُضحي في العيد كما ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-.

لذا فإن الأضحية تُعتبر من السُنن التي أقرّها النبي -صلى الله عليه وسلم-، ومن المحبذ أن يقوم المضحي بذبحها بيديه، ولا يجوز ذبحها إلا بعد أداء صلاة العيد. كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قوله: “إن أول ما نبدأ في يومنا هذا أن نصلي، ثم نرجع فننحر، فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا، ومن نحر قبل الصلاة فهو لحم قدمه لأهله، وليس من النسك في شيء.”

أحكام صيام عيد الفطر والأضحى

يجدر بالذكر أن الشريعة الإسلامية قد حرمت صيام يوم عيد الفطر، بينما يجوز صيام الأيام التي تليه ولا حرج في ذلك، بل يُستحب الإسراع في قضاء ما فات المسلم من أيام رمضان.

ومثلما يُحرم صيام يوم عيد الأضحى، فإن بعض العلماء قد ذهبوا إلى حرمة صيام الأيام التي تلي عيد الأضحى. وفيما يلي تفاصيل آرائهم في هذا الشأن:

  • الحنفية: يعتبرون صيام يوم العيد محرمًا، سواء كان عيد الفطر أو عيد الأضحى، ويكرهون صيام الأيام الثلاثة بعد عيد الأضحى، باستثناء الحاج.
  • المالكية: يعتبرون صيام يوم عيد الفطر ويوم عيد الأضحى محرمًا، وكذلك صيام يومين بعده من أيام التشريق، مع كراهة صيام اليوم الرابع، ومستثنين الحاج من ذلك.
  • الشافعية: يعتبرون صيام يوم العيد محرمًا، سواء كان في الفطر أو الأضحى، وكذلك صيام أيام التشريق بعد الأضحى دون استثناء للحاج.
  • الحنابلة: يرون أن صيام يوم عيد الفطر وعيد الأضحى والأيام الثلاثة التي تلي عيد الأضحى محرم، مع استثناء الحاج.

الأعياد في الإسلام

يأتي لفظ “عيد” في اللغة مُستمد من الفعل “عاد”، أو أنه قد يكون مُشتقاً من “العادة” بمعنى ما اعتاد الناس عليه. جمع كلمة عيد هو “أعياد”، ويُطلق على أي يوم يجتمع فيه الناس، وقد سُمي العيد لأنه يتكرر سنويًا، ويعود مع الفرح والبهجة، كما يقول ابن الأعرابي.

أما العلامة ابن عابدين فيرى أن العيد سُمِّي كذلك لما يهبه الله -سبحانه وتعالى- من إحسان يعود على العبد كالفطر بعد الصوم، والصدقة، والأضحية، وإتمام شعائر الحج بالطواف، وما يُسن فيه من تنبيه للفرح وإدخال السعادة إلى النفوس، وشكرًا على نعم الله -تعالى- على عباده.

وقد سُمّي عيد الفطر بهذا الاسم لأنه يتبع انتهاء صيام رمضان، بينما يُطلق على عيد الأضحى هذا الاسم لأن الحجاج يذبحون فيه الأضاحي. يحتل عيد الفطر وعيد الأضحى مكانة مرموقة بين المسلمين.

ترتكب هذه الأهمية باختيار الله لهذين العيدين كعيدين للمسلمين، بالإضافة إلى ما يتضمنانه من شعائر عظيمة كالنحر، واحتفال المسلم بالفطر، كما أنهما يأتيان بعد ركنين من أركان الإسلام: الصيام والحج، فضلاً عن كونهما من الأيام التي ينشر فيها الله المغفرة والرحمة على عباده.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *