الأمراض الفطرية التي تصيب مختلف أنواع الحيوانات

الأمراض الفطرية

يمكن أن تكون الأمراض الفطرية سطحية، مثل القوباء الحلقية، أو تتحول إلى أمراض جهازية تتداخل مع وظائف الأجهزة الحيوية في الجسم.

يتميز المرض الفطري الجهازي باختراق الكائنات الفطرية للجسم وانتشارها عبر الأعضاء المختلفة. على الرغم من أن الفطريات يمكن أن تتواجد في أي مكان داخل الجسم، إلا أن لكل نوع منها مناطق مفضلة للإصابة، مثل الرئتين أو العينين أو العقد الليمفاوية.

تتواجد الأنواع الأكثر شيوعًا من الفطريات التي تصيب الحيوانات بكثرة في التربة، وتميل إلى الارتباط بمواقع جغرافية معينة.

أربعة أمراض فطرية معروفة

داء المبيضات البيضاء

داء المبيضات هو مرض جلدي ومخاطي موضعي يحدث بسبب أنواع معينة من الفطريات الشبيهة بالخميرة، ويشيع انتشاره في مختلف أنحاء العالم بين أنواع متعددة من الحيوانات.

تحدث الإصابات بشكل أكبر بين الطيور، حيث تستهدف الغشاء المخاطي للفم، المريء، والحوصلة. نادرًا ما تسبب العدوى في الكلاب والخيول، ولكن يُعتقد أن المبيضات يمكن أن تتسبب في التهاب المفاصل في الخيول والتهاب الضرع والإجهاض في الماشية.

العدوى بالمبيضات البيضاء يمكن أن تكون موجودة في الأمعاء وتجاويف الفم للأفراد الأصحاء، وهي السبب الرئيسي في الحالات البشرية لداء المبيضات، مما يشير إلى إمكانية أن تكون الحيوانات ناقلات لهذه السلالات التي قد تشكل خطرًا على الأفراد ذوي المناعة الضعيفة. بالرغم من رصد العديد من الحالات بين الحيوانات، إلا أن الدراسات حول هوية وأصل هذه السلالات لا تزال محدودة.

داء المستخفيات

هذا المرض موجود في جميع أنحاء العالم ويؤثر بشكل خاص على القطط والأفراد الذين يعانون من ضعف في النظام المناعي. ينجم عن المكورات الخفية مجموعة متنوعة من الأعراض السريرية التي تعتمد على النظام العضوي المصاب، حيث تُعتبر القطط أكثر عرضة للإصابة، ولكن تم الإبلاغ عن حالات في الماشية والكلاب والقوارض وغيرها.

يمكن العثور على الفطر المسبب لداء المستخفيات في فضلات الطيور، خاصة الحمام، ولكن أيضًا في الطيور الأخرى مثل الكناري والببغاوات والعصافير. في حين أن الطيور تحمل الفطر، فإنها نادراً ما تصاب بالمرض، مما يجعل تجنب التعرض لهذا الفطر تحديًا صعبًا بالنسبة للحيوانات.

داء الرشاشيات

داء الرشاشيات هو حالة عدوى أو نمو فطري يستجيب لها الجسم بحساسيات، ناجم عن فطر الرشاشيات الذي يتواجد على المواد العضوية المتحللة. تشمل أنواع الرشاشيات أكثر من 150 نوعًا منتشرة في البيئة داخل المنازل وخارجها.

على الرغم من أن داء الرشاشيات نادر نسبياً بين الثدييات، إلا أنه يؤثر على الكلاب والخيول والأبقار والدلافين. يُعتبر داء الرشاشيات سببًا رئيسيًا لنفوق الطيور، ورغم عدم توفر خيارات علاج فعّالة، فإن تفشي المرض بين البشر قد ساهم في زيادة الدراسات التي قد تفيد في تطوير طرق العلاج في المستقبل.

الفطار الكرواني (حمى الوادي)

داء الكروانية، المعروف أيضًا بحمى الوادي، هو عدوى غير معدية تنتقل عبر الغبار تتسبب بها فطريات ثنائية الشكل. تقتصر العدوى على المناطق القاحلة وشبه الجافة، حيث تلعب الكلاب الدور الأكثر أهمية في الإصابة بين الحيوانات، رغم أن العديد من الأنواع يمكن أن تُصاب.

تعتبر استنشاق الأبواغ الفطرية الطريقة الأساسية للإصابة، حيث يمكن أن تنتقل الجراثيم عبر جزيئات الغبار. تحدث عادةً حالات تفشي العدوى في اللحظات التي تلي فترات المطر الجفاف، مما يؤدي إلى عواصف ترابية.

داء النوسجات

داء النوسجات هو عدوى فطرية مزمنة غير معدية تنتج عن الفطريات الموجودة في التربة، وتؤثر على كل من الإنسان والحيوان. تقل نسبة الإصابة لدى الجميع باستثناء الكلاب والقطط. تنمو الفطريات في بيئات دافئة ورطبة وعادة ما توجد في التربة الملوثة بفضلات الطيور أو الخفافيش.

لقد يُعد استنشاق الأبواغ الفطرية الوسيلة العامة للإصابة، حيث تصل هذه الأبواغ إلى الممرات الهوائية السفلية لتتكاثر مسببةً عدوى موضوعة. يمكن أن يتم دخول الفطر عن طريق الفم، مما يؤدي إلى الإصابة في الأمعاء.

يمكن أن تبقى العدوى محصورة في الرئتين أو الأمعاء، أو قد تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم عبر مجرى الدم أو الجهاز اللمفاوي، مما قد يتسبب في عدوى عامة أو جهازية. في حال كانت العدوى عامة، قد يستقر الفطر في الغدد اللمفاوية أو الطحال أو الكبد أو نخاع العظام أو تحت الجلد.

الفطار البرعمي

الفطار البرعمي هو مرض فطري يؤثر على كل من البشر والحيوانات، وينتشر عادةً عبر الجهاز التنفسي. عند استنشاق الجراثيم الفطرية، فإنها تتجمع في الشعب الهوائية الصغيرة وتبدأ في التكاثر، ويمكن أن ينتشر الكائن عبر الجسم ليؤثر على أعضاء أخرى. نادرًا ما تحدث العدوى نتيجة لملامسة جرح مفتوح.

تشير الأدلة إلى أن الكلاب أكثر عرضة للإصابة بالفطار البرعمي مقارنة بالأنواع الأخرى، حيث إن حدوث المرض في القطط والبشر يعد منخفضًا بالمقارنة مع الكلاب. تقديرات العلماء تشير إلى أن الكلاب أكثر عرضة للإصابة بحوالي عشر مرات أكثر من البشر وحوالي 100 مرة أكثر من القطط.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *