يسعى العديد من الأشخاص لفهم ترتيب الوصاية على القاصرين بعد وفاة الوالد. هذه المسألة تعتبر من القضايا الهامة التي تتطلب بحثًا دقيقًا، وهي من الأسئلة المتكررة في مواقع التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. سيتم توضيح الحكم الشرعي في هذه المسألة وفقًا للمذاهب المختلفة من خلال المقال، المتوفر عبر موقع مقال maqall.net.
ترتيب الوصاية على القاصر بعد وفاة الأب
- تمثل قضية الوصاية على الأبناء بعد وفات الأب نقطة جدل رئيسية، حيث تختلف الآراء حولها. كما تتنوع أنواع الوصاية، سواء كانت متعلقة بالمال أو بحالات الزواج والنفقات ورعاية الأطفال.
- قامت دار الإفتاء بالتأكيد على الأحكام الشرعية المتعلقة بالوصاية. إذا كان الأب قد أوصى بأبنائه لأحد الأقارب، فإن الوصاية تصبح من حقوق ذلك الشخص.
-
أما في حالة عدم وجود وصية، وكان الجد لأب لا يزال على قيد الحياة، فإن له الحق في الولاية، سواء في مسألة الزواج أو رعاية الأسرة.
- في حال كان الجد متوفيًا، فإن الوصاية من حق أحد الأقارب، على أن يتصف بالحكمة والقوة والأمانة.
يمكنكم الاطلاع على:
ترتيب الولاية في المال
تتباين الآراء حول الوصاية المالية بعد وفاة الأب بين المذاهب الأربعة، حيث تتضمن:
- في المذهب الحنفي، يأتي الجد في المرتبة الأولى، يليه الوصي من الجد، ثم القاضي، وأخيرًا وصي القاضي.
- بينما في المذهب المالكي، تكون الولاية المالية للجد، تليه وصية الجد، ثم القاضي، ثم شخص صالح من المسلمين. أما في المذهب الشافعي، فتكون الوصاية للجد، تليه وصية الأب أو الجد، ثم القاضي.
تجدر الإشارة إلى أن هناك نوعين من الولاية:
- الولاية التي تُختار من قبل الأب أو الجد، حيث يتم تعيين شخص معين لرعاية الأبناء والأحفاد بعد الوفاة.
- الولاية بناءً على تعيين القاضي، والذي يقيم مشرفًا مسؤولًا عن جميع الأمور أو جزء منها.
ترتيب الولاية في النفقة
تباينت الآراء أيضًا بشأن ولاية النفقة بعد وفاة الأب بين المذاهب الأربعة، حيث تشتمل على:
- في المذهب الحنفي: يتم إسناد ولاية الإنفاق من الأب لأهله إذا كانوا قادرين. يجب على الجد الإنفاق كليًا أو المشاركة مع الجدة، يليه الوارثون من أقارب الأب، ثم غير الوارثين. بينما في المذهب المالكي، لم يتم إسناد ولاية النفقة إلى أي من الأقارب واعتبرت مسؤولية الأب وحده.
- في المذهب الشافعي، تجب النفقة على الأم في حالة وفاة الأب وغياب الجد، بالإضافة إلى الجد والجدة والأقارب من الورثة، ثم القريب من غير الورثة.
- أما في المذهب الحنبلي، يتم إسناد ولاية الإنفاق إلى الورثة بنفس الطريقة التي يتم بها تقسيم الميراث، حيث يقوم كل وارث بالإنفاق وفق نصيبه من الميراث.
ترتيب الولاية في الحضانة
وافق علماء المذاهب الأربعة على أن الولاية في تربية الأبناء بعد وفاة الأب تعود للأم. وفي حال توفيت الأم أو تزوجت بعد وفاة الأب، تعود الوصاية للجدة من الأم، ثم الجدة من الأب، تليها أخوات الأم ثم أخوات الأب.
أما في المذهب المالكي، فتعود الولاية للأم وأهلها، بينما في المذهب الشافعي تُسند الولاية للبنت، تليها الجدة من الأم ثم الجدة من الأب.
يمكنكم الاطلاع على:
ترتيب الولاية في الزواج
- أبو حنيفة: أباح زواج المرأة البالغة العاقلة لنفسها دون الحاجة إلى ولي، مع استحباب وجود ولي. إذا رفض ولي الزوجة الزواج لسببين (عدم ملاءمة الزوج أو عدم دفع المهر المناسب لها)، يمكن للقضاء أن يفرق بينهما.
- مالك: جعل الولاية لمن تسند الزوجة أمرها إليه، حتى لو كان جارًا لها، ولا يوجد شرط لشخص بعينه. يمكن لأي مسلم أن يكون وليًا للمرأة.
- الشافعي: جعل ولاية تزويج الزوجة للولي القريب، وإذا لم يكن هناك ولي قريب، يُعَيَّن الولي البعيد. وإذا لم يوجد ولي بعيد، يتولى الحاكم. يعتبر زواج المرأة بدون إذن ولي باطلاً، حتى ولو كانت بموافقة الولي.
ما هي شروط الوصي؟
من المهم أن تتوفر أربعة شروط في الوصي ليكون مسؤولًا بشكل صحيح، وهذه الشروط تشمل:
- بلوغ الرشد، وهذا يساعد على اتخاذ القرارات السليمة ومواجهة الأمور التي تصب في مصلحة الأبناء.
- العقل، حيث أنه لا يجوز منح الولاية لشخص غير قادر على التصرف بشكل سليم مثل المجنون، إذ يصعب عليه التعامل مع الأبناء.
- يجب أن يكون الوصي مسلمًا، لأنه لا يمكن أن يكون وليًّا غير مسلم على مسلم. العدالة تعد الشرط الرابع، ويجب أن يكون الشخص صالحًا ومنضبطًا بالأخلاق.
- لا يمكن منح الولاية لشخص يشرب الخمر أو يعمل الكبائر، وفي هذه الحالة يمكن الرجوع إلى القاضي لتعيين شخص بديل. كما يمكن للمرأة تولي الوصاية على الأبناء حيث يُحتسب شهادتها.
هل ورد حديث أو آية تؤكد ترتيب الوصاية أم اجتهاد فقهي؟
- قال الله تعالى في كتابه الكريم: “وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا”.
- لذا يجب على الوصي الذي يتولى أموال اليتيم أن يحافظ عليها حتى يبلغ اليتيم سن الرشد.
