فهم التهاب الغدة الدرقية وأعراضه

التهاب الغدة الدرقية

مصطلح “التهاب الغدة الدرقية” (Thyroiditis) يصف مجموعة من المشاكل الصحية التي تؤثر على الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى تورمها والتهابات. على الرغم من أن جميع هذه الحالات تسبب التهاب الغدة، إلا أن لكل منها مميزاتها وأعراضها الخاصة. بعضها يؤدي إلى زيادة إنتاج هرمونات الغدة، بينما يعمل البعض الآخر على تثبيط هذا الإنتاج. يُذكر أن النساء عرضة للإصابة بهذا الالتهاب بشكل أكبر مقارنة بالرجال.

أعراض التهاب الغدة الدرقية

ليست هناك أعراض خاصة تُشير بوضوح إلى التهاب الغدة الدرقية بشكل مستقل. قد يتسبب الالتهاب في ضرر تدريجي لخلايا الغدة عبر مدة زمنية طويلة، مما يؤدي في بعض الأحيان إلى عدم كفاية نشاط الغدة الدرقية، وانخفاض مستويات هرموناتها في الدم عن المعدل الطبيعي، وهي الحالة المعروفة بقصور الغدة الدرقية (Hypothyroid phase). قد تستمر هذه الحالة لفترات طويلة، وفي بعض الحالات، يُمكن أن تتحول إلى قصور دائم. من الأعراض المرافقة لهذه الحالة:

  • إمساك.
  • انتفاخ الوجه.
  • الإرهاق والشعور التعب.
  • جفاف البشرة.
  • زيادة الوزن.
  • ضعف العضلات.
  • ألم وتيبس العضلات.
  • تساقط الشعر.
  • انخفاض معدل نبضات القلب.
  • آلام المفاصل وتورمها.
  • اضطرابات الدورة الشهرية لدى النساء، أو زيادة شدة النزيف.
  • الاكتئاب.
  • ضعف الذاكرة.
  • تضخم الغدة الدرقية (Goiter).

في بعض الحالات، قد يتطور التلف في خلايا الغدة الدرقية بسرعة، مما يؤدي إلى إفراز كميات كبيرة من الهرمونات المخزنة فيها إلى مجرى الدم، مما يسبب زيادة مستوياتها عن المعدل الطبيعي. وغالباً ما تستمر هذه المرحلة لفترة قصيرة تتراوح بين 1-3 أشهر، وتعرف هذه بمرحلة فرط نشاط الغدة الدرقية (Hyperthyroid phase). من الأعراض المصاحبة لفرط نشاط الغدة في هذه المرحلة:

  • الإرهاق.
  • عدم تحمل درجات الحرارة العالية.
  • ضعف العضلات.
  • صعوبة في النوم.
  • التهيج والعصبية.
  • الرعشة في اليدين.
  • تسارع في ضربات القلب.
  • فقدان الوزن.
  • اضطرابات مزاجية.
  • إسهال.
  • تضخم الغدة الدرقية، مما قد يؤدي إلى تورم الرقبة وصعوبة في التنفس أو البلع في بعض الأحيان.

أنواع وأسباب التهاب الغدة الدرقية

هناك العديد من الأسباب والمشاكل الصحية التي قد تؤدي إلى تخزين أو التهاب الغدة الدرقية. يمكن تصنيف هذه الحالات بناءً على السبب أو الحالة السريرية المعنية. الالتهاب قد يكون ناتجاً عن أنواع من العدوى، مثل البكتيريا أو الفيروسات، أو بسبب استخدام أدوية معينة، أو بعض اضطرابات الجهاز المناعي، ومن أبرز الأسباب:

التهاب الدرقية لهاشيموتو

يعتبر التهاب الدرقية لهاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis) أو المعروف أيضاً بالتهاب الدرقية اللمفاوي المزمن (Chronic lymphocytic thyroiditis) هو الأكثر شيوعاً بين أنواع التهاب الغدة الدرقية. يصنف ضمن أمراض المناعة الذاتية، حيث ينتج عنه إنتاج الجهاز المناعي لأجسام مضادة ضد الغدة الدرقية، مما يسبب تلف التراكيب الخاصة بها. يمكن أن يتطور هذا التلف إلى حالة تضخم الغدة أو الدراق، الذي يؤدي إلى انتفاخ في الرقبة. من المهم ملاحظة أن التهاب الدرقيَّة لهاشيموتو يتطور ببطء وقد يبقى غير مشخص لفترة طويلة. النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض بمعدل يقارب 10:1 مقارنة بالرجال.

حتى الآن، لم يتم إيجاد علاج فعال لهذا المرض، وغالباً ما يتطلب الأمر من المريض استبدال الهرمونات لبقية حياته. الأسباب الدقيقة لهذا المرض لا تزال غير واضحة، لكن هناك فرق قد يكمن في بعض العوامل مثل: التدخين، التوتر، الإصابة بأنواع معينة من العدوى، واستخدام أدوية معينة.

التهاب الدرقية تحت الحاد

التهاب الدرقية تحت الحاد (Subacute thyroiditis) هو أحد الحالات النادرة التي تحدث عادةً بعد عدة أسابيع من عدوى فيروسية في الجهاز التنفسي. قد تفرز الغدة الدرقية مستويات عالية من الهرمونات، مما يشكل أعراض فرط نشاط الغدة، ومن ثم تنخفض مستويات هذه الهرمونات عندما يبدأ المريض في التعافي. هذا النوع يتطلب عدة أشهر للشفاء، وقد تتكرر الإصابات في بعض الحالات.

التهاب الدرقية الصامت

التهاب الدرقية الصامت (Silent thyroiditis) هو نوع آخر من الأمراض الذاتية المناعة. يبدأ بحالة فرط نشاط الغدة الدرقية، تليها فترة من قصور الغدة، وعادة ما تعود مستويات الغدة إلى طبيعتها بعد ما يقرب السنة.

التهاب الدرقية بعد الولادة

التهاب الدرقية بعد الولادة (Postpartum thyroiditis) يحدث في السنة الأولى بعد الولادة. يتشابه مع التهاب الدرقية الصامت ولكنه يتعلق بمستويات الهرمونات بشكل مختلف ويظهر أعراض واضحة في بعض الأحيان.

التهاب الدرقية دوائي المنشأ

بعض الأدوية قد تؤدي إلى التهاب الغدة الدرقية. قد تظهر أعراض فرط نشاط الغدة أو قصورها بسبب استخدام أدوية معينة، وغالباً ما تختفي الأعراض تدريجياً عند التوقف عن العقار.

التهاب الغدة الدرقية الناجم عن الإشعاع

قد يسهم العلاج الإشعاعي المستخدم في بعض العلاجات السرطانية في إحداث التهاب الغدة الدرقية. هذا الالتهاب قد يظهر بعد فترة قصيرة من العلاج.

التهاب الغدة الدرقية المعدي الحاد

التهاب الغدة الدرقية المعدي (Acute infectious thyroiditis) هو نادر ويحدث بعد عدوى. يمكن أن تشمل أعراضه الحمى، وآلام في الرقبة، وصعوبة في البلع.

التهاب الدرقية المنسوب لريدل

التهاب الدرقية المنسوب لريدل (Riedel’s thyroiditis) هو حالة نادرة تؤدي إلى تحويل النسيج الطبيعي للغدة إلى نسيج ليفي وكثيف. في أغلب الحالات، تقوم الغدة بوظائفها بشكل طبيعي على الرغم من الالتهاب.

تشخيص التهاب الغدة الدرقية

تشمل طرق تشخيص التهاب الغدة الدرقية ما يلي:

  • اختبارات وظيفة الغدة الدرقية: للكشف عن مستويات الهرمونات.
  • اختبار الأجسام المضادة: للكشف عن وجود أجسام مضادة موجهة ضد الغدة.
  • اختبار سرعة ترسب الدم: لرصد الالتهاب في الجسم.
  • التصوير بالموجات فوق الصوتية: لتحديد وجود أي نمو غير طبيعي في الغدة.
  • اختبار امتصاص اليود المشع: لقياس مستوى امتصاص اليود من قبل الغدة.

علاج التهاب الغدة الدرقية

يعتمد علاج التهاب الغدة الدرقية على نوع الالتهاب وأسبابه. تشمل العلاجات:

  • فرط نشاط الغدة: قد توصف أدوية لتقليل الأعراض.
  • قصور الغدة: يتم وصف هرمونات بديلة لتعويض النقص.
  • الألم: يتم وصف مسكنات مثل الإيبوبروفين.
  • الجراحة: إذا كانت الحالة خطيرة ولا تستجيب للعلاج.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *