أثر التغير المناخي على الأردن
يتناول هذا المقال الآثار الناجمة عن التغير المناخي في الأردن منذ عام 1960 وحتى الوقت الراهن. يمكن تقسيم هذه الآثار إلى فئتين: مؤثرات مباشرة ومؤثرات غير مباشرة، وسنستعرض هذه التأثيرات بشكل مفصل كما يلي:
المؤثرات المباشرة
تشمل المؤثرات المباشرة الناجمة عن التغير المناخي على الأردن النقاط التالية:
- زيادة في عدد موجات الحر في بعض مناطق الأردن، لا سيما في المناطق الصحراوية.
- زيادة مستمرة في أيام الجفاف في جميع مناطق المملكة، خصوصاً في الصحاري، تليها المرتفعات ووادي رم.
- ارتفاع متوسط درجة الحرارة، حيث تشير الإحصائيات إلى زيادة تتراوح بين 1.8 إلى 3 درجات مئوية في درجات الحرارة العظمى، وزيادة تتراوح بين 0.4 إلى 2.8 درجات مئوية في درجات الحرارة الصغرى.
- زيادة معدلات التبخر، مما يؤدي إلى انخفاض معدل هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 15-20%.
- ارتفاع معدلات الحرارة العظمى والمتوسطة بمعدل يتراوح بين 2 إلى 4 درجات مئوية.
- تقلص معدلات هطول الأمطار السنوي بنسبة تتراوح بين 5-20% في مختلف مناطق الأردن، مع بعض الاستثناءات في مناطق رأس منيف والرويشد حيث زادت نسبة الهطول من 5 إلى 10%.
المؤثرات غير المباشرة
تظهر المؤثرات غير المباشرة نتيجة للتغير المناخي الذي يؤدي إلى تقليل هطول الأمطار وزيادة درجات الحرارة، مما يزيد الضغط على موارد المياه النادرة في الأردن. ومن أبرز هذه المؤثرات ما يلي:
- الصحة العامة: تتأثر الصحة العامة بشكل كبير جراء التغير المناخي، لا سيما في ظل زيادة تكرار الكوارث المناخية كالجفاف والسيول، مما ينتج عنه فقدان العديد من الأرواح.
- كما يتسبب في انتشار أمراض الجهاز التنفسي وأيضاً الأمراض التي تنتقل عبر المياه.
- الأمن الغذائي: يواجه قطاع الزراعة تحديات كبيرة، حيث إن 61% من المحاصيل الزراعية في الأردن تعتمد على مياه الأمطار، لذا ستنعكس تأثيرات نقص الأمطار سلباً على هذه المحاصيل، في حين ستواجه المحاصيل المروية أيضاً صعوبات نتيجة قلة وصول المياه.
- الأمن المائي: تعتبر الموارد المائية في الأردن محدودة للغاية، وتعتمد البلاد بشكل رئيسي على مياه الأمطار لتعويض النقص الحاد في المياه.
أثر التغير المناخي على مختلف القطاعات في الأردن
يمكننا أيضاً تناول تفاصيل تأثيرات التغير المناخي على الزراعة، والمحاصيل، والثروة الحيوانية، والمياه، والغابات، كما سنوضح أدناه:
أثر التغير المناخي على الغابات في الأردن
يتضح أثر التغير المناخي على الغابات في عدة جوانب رئيسية، منها:
- تساهم الغابات بأقل من 1% من مساحة الأردن وتعتبر بمثابة رئة الطبيعة، إذ توازن بين إنتاج الأكسجين وثاني أكسيد الكربون، وتعتبر مصدراً للدخل والموارد الغذائية لحوالي ملياري شخص.
- تؤثر درجات الحرارة المرتفعة والجفاف والكوارث البيئية الأخرى سلباً على نمو الأشجار والبذور، مما قد يؤدي إلى موت مفاجئ للعديد من الأشجار والنباتات.
- تزايد أعداد الحشرات والأمراض التي تصيب أشجار الغابات بسبب الظروف الملائمة لانتشارها كالرطوبة والحرارة المرتفعة.
- ستنخفض إنتاجية الغابات، مما يؤثر سلباً على الدخل المتاح، الذي يعد من المصادر الهامة للرزق للعديد من المزارعين والسكان المجاورين.
- ستحدث تغييرات في الأنواع النباتية وتوزيعها في الغابات، مما سينجم عنه تلاشي الأنواع الأطول وحلول نباتات أقل ارتفاعاً وكثافة.
- زيادة درجات الحرارة قد تؤدي إلى اندلاع حرائق في الغابات وجفاف الأعشاب.
يمكنك أيضًا معرفة المزيد عن:
أثر التغير المناخي على المياه في الأردن
يعتبر التغير المناخي العامل الرئيسي وراء أي تغيرات تحدث في المياه، وسنوضح هذا من خلال النقاط التالية:
- تشكل المياه أحد أهم الموارد الأساسية في كافة مجالات الحياة، سواء الزراعية أو الصناعية أو للأغراض الشخصية.
- سيؤدي نقص المياه إلى تأثيرات سلبية شاملة على جميع الجوانب الحياتية، مما سيؤثر بشكل خاص على الدول الفقيرة، وخاصة الفقراء والمزارعين والرعاة في المناطق الجافة.
- تظهر تأثيرات تغير المناخ على المياه في عدة جوانب، من أهمها:
- نقص مخزون مياه الشرب: سيتسبب تغير المناخ في ندرة المياه العذبة وزيادة الطلب عليها في الأردن، مما يؤدي إلى عجز الكثير من المواطنين عن الحصول على المياه اللازمة للاستخدام اليومي، وقد يؤدي ذلك إلى تفشي أمراض مثل الكوليرا والملاريا.
- نقص مياه الري: نتيجة للتغيرات المناخية التي تؤثر على هطول الأمطار، فإن مخزون المياه الجوفية أو السطحية المخصصة للزراعة سيتأثر سلباً، الأمر الذي سينعكس على إنتاجية القطاع الزراعي والنباتي والحيواني.
- تدهور نوعية المياه: بسبب انخفاض هطول الأمطار وزيادة ضخ المياه الجوفية، مما يؤدي إلى زيادة ملوحة المياه.
- زيادة أسعار المياه: نتيجة لنقص الموارد المائية، سيتسبب ذلك في صعوبة تحديد أولويات استخدام المياه، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على مياه الشرب وارتفاع أسعارها.
أثر التغير المناخي على الزراعة في الأردن
يعد قطاع الزراعة من أكثر القطاعات تأثراً بالتغير المناخي، وسوف تظهر التأثيرات على النحو التالي:
- يعتبر التغير المناخي من أولى التحديات التي تواجه الزراعة عالمياً، حيث يعد مرتبطاً بتوفير الغذاء لسكان العالم المتزايدين، والذين من المتوقع أن يصل عددهم إلى حوالي 9 مليارات نسمة بحلول عام 2050.
- الأردن يعد من الدول التي تتأثر بشكل واضح بالتغير المناخي، ولا سيما في الزراعة التي تعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار مباشرة أو مخزنة.
- على الرغم من أن الأراضي الزراعية تشغل 6.5% فقط من مساحة الدولة، إلا أن الزراعة تستهلك حوالي 65% من المياه المتاحة.
- تبلغ نسبة المناطق شبه القاحلة في الأردن حوالي 80%، حيث يقل معدل هطول الأمطار فيها عن 200 ملم سنوياً.
- تعتمد معظم مناطق الأردن على المراعي الطبيعية التي تزدهر بفضل هطول الأمطار.
- تمثل الثروة الحيوانية أحد القطاعات الحيوية للعيش لحوالي ربع مليون شخص في المناطق الجنوبية وشرق المملكة.
- بلغت المساحات المروية في عام 2006 حوالي 80 ألف هكتار من المساحة الإجمالية المزروعة البالغة 250 ألف هكتار، وارتفعت المساحات المروية في السنوات الأخيرة، ولكن يبقى توفير المياه عاملاً حاسماً في التوسع الأفقي.
أثر التغير المناخي على الثروة الحيوانية في الأردن
من المتوقع أن يؤدي تغير المناخ إلى زيادة الكوارث الطبيعية مثل الجفاف، وستؤثر موجات الحر والأعاصير بشكل كبير على قطاع الثروة الحيوانية بعدة طرق، أهمها:
- انخفاض إنتاجية الماشية نتيجة لارتفاع درجات الحرارة والجفاف، مما قد يؤدي إلى نفوق العديد منها.
- زيادة تنوع الأمراض والحشرات التي تصيب حيوانات المزرعة مما يؤثر سلباً على إنتاجها.
- تدهور المراعي الطبيعية بسبب الجفاف وقلة الأمطار، مما يؤدي إلى بحث الحيوانات عن مراعي مناسبة لمسافات أطول، وهو ما يؤثر سلباً على صحة الحيوانات وإنتاجها.
- قد يحدث انخفاض في توفر المياه للحيوانات وقلة إمكانية الوصول إليها قرب المزرعة.
- نتيجة للجفاف، ستنخفض الكميات المتاحة من الأعلاف المحلية مما قد يؤدي لارتفاع أسعار الأعلاف المستوردة.