ما هي الوسائل التي تؤكد بداية شهر رمضان؟

يعتبر ظهور الهلال هو علامة بداية شهر رمضان المبارك، حيث يتجلى ذلك بعد غروب الشمس، وتستمر فترة رصد الهلال بين 29 إلى 30 يوماً.

يمكن أن تكون هذه الفترة كاملة أو ناقصة مرة واحدة أو مرتين، ويتم تحديد بداية الشهر القمري من خلال رؤية الهلال، في حين تنتهي عند ظهوره مرة أخرى. في هذا المقال، سنبحث في كيفية التأكد من دخول شهر رمضان، فتابعونا.

تأكيد دخول شهر رمضان

  • تبدأ الشهر الهجري عند رؤية الهلال، وتستمر حتى الظهور في المرة التالية.
  • يظهر القمر عندما يتحقق الاقتران المركزي، أي عندما تتواجد الشمس والقمر والأرض على محور رأسي واحد.
  • تشهد رؤية الهلال بداية ظهور القمر، عادةً بعد 10 إلى 18 ساعة من ولادته، وتعرف هذه الفترة باسم “سن القمر”، حيث تُحتسب من لحظة ولادته إلى ظهوره في الشهر نفسه.

للاطلاع على مزيد من التفاصيل:

رؤية الهلال بالعين المجردة

بعد معرفة كيفية التحقق من دخول شهر رمضان، دعونا نستعرض كيفية رؤية الهلال:

  • تعني الرؤية القدرة على مشاهدة الأشياء بالعين المجردة، ويثبت دخول شهر رمضان من خلال رؤية الهلال.

    • قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا رَأَيْتُمُ الْهِلَالَ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَصُومُوا ثَلَاثِينَ يَوْمًا”.

كيفية إثبات الرؤية بالعين المجردة

  • يمكن التأكد من قدوم شهر رمضان من خلال رؤية الهلال في اليوم الثلاثين من شهر شعبان، ويتطلب ذلك رؤية الهلال بالعين المجردة.

    • تتم الرؤية عن طريق شاهد عادل، بشرط أن تكون العدالة واضحة، لكن ليس من الضروري أن يتحلى بالتقوى.
    • يجب أن تتضمن الشهادة كلمات واضحة، مثل: “أشهد أني رأيت الهلال” أو “أنه أهلّ”.
  • توجد رؤية تُعرف برؤية الاستفاضة، حيث يتم مشاهدتها بواسطة ثلاثة أشخاص أو أكثر معاً.
  • يؤكد التحقق من حلول شهر رمضان من خلال هؤلاء الأشخاص، الذين يتمتعون بالثقة والمصداقية.
  • ليس من الضروري أن تتوافر في الشهود صفات معينة، مثل العدالة، لكن يجب أن تكون السماء صافية دون غيوم تعيق رؤية الهلال.
  • عددٌ من الأئمة مثل المالكية أكدوا ذلك، بينما لم يشر بعض الفقهاء مثل الشافعية لذلك.

إثبات دخول الشهر برؤية شاهد واحد

  • تباينت الآراء حول دخول شهر رمضان وفق وجهة نظر عدد من الفقهاء.
  • رأت الحنفية أن دخول شهر رمضان يمكن إثباته برؤية الهلال بواسطة شاهد واحد فقط.

    • يجب أن يتحلى هذا الشاهد بالعدل، حتى في حال وجود غيوم في السماء.
  • أشارت الشافعية إلى جواز قبول رؤية الهلال من خلال شاهد واحد، لكنهم اختلفوا حول القبول والرفض، وأكد الإمام النووي القبول.
  • رأت المالكية أنه لا يمكن اعتماد رؤية الهلال عبر شاهد واحد فقط.
  • بينما أكد الحنابلة أن شاهداً واحداً يكفي لإثبات رؤية الهلال.

    • وعلى جميع المسلمين الصيام بمجرد رؤية الهلال.
  • ليس شرطاً أن يكون الشاهد ذكراً، بل يمكن أن تكون أنثى، وهو ما أكده بعض الفقهاء الشافعية، بينما نفى آخرون ذلك.

إثبات دخول الشهر برؤية عدلين

  • تعددت الآراء حول الدخول في شهر رمضان، وتنوعت آراء الفقهاء بهذا الشأن.
  • رأت الحنفية أنه يمكن إثبات رؤية الهلال من خلال شاهد واحد في حالة وجود غيوم.
  • أما الشافعية، فيرون إمكانية التحقق من رؤية الهلال بواسطة شاهدين متى كانت السماء صافية.
  • رأت المالكية وجوب تحقق رؤية الهلال من خلال شاهدين في أكثر من حالة.
  • في حال وجود الغيوم، يمكن التأكد من رؤية الهلال من خلال شاهدين، وأيضاً إذا كانت السماء صافية.
  • في حالة وجود سماء صافية ومكان واسع، هناك من أكد إمكانية قبول رؤية الهلال، بينما نفى البعض الآخر ذلك.
  • الحنابلة والشافعية اتفقوا على صحة رؤية الهلال بمجرد مشاهدته بواسطة شاهدين.
  • لا بد من اعتبار أن الصيام يرتبط ارتباطاً وثيقًا بالمسافة بين الدول.

    • يجب أن يبدأ الصيام عند رؤية أحد البلدان القريبة لهلال رمضان.
  • أما في حال كانت المسافة بعيدة، فلا يجب الصيام انطلاقاً من رؤية الهلال في ذلك البلد البعيد.
  • هذا الرأي ينسب إلى عدد من الفقهاء، ويظهر تعدد الآراء بشأن المسافة.

    • سواء كانت قريبة أو بعيدة في تباين مطلع الهلال.
  • هناك من أكد على أهمية تباين مطالع الهلال، مشيراً إلى بعض الدول مثل العراق والحجاز.
  • عدّ بعض الفقهاء الاقتراب في المطالع كمعيار، ترجع فيه الأمور إلى انقضاء المطالع.
  • هناك رأي آخر يتعلق باستناد الرجوع إلى المسافة، حيث يؤكد النزاع بشأن تحديد المسافة الأقرب.

معيار اتحاد المطالع أو تباينها

  • تشير “المطلع” إلى المكان الذي يظهر فيه الهلال، ويتمكن سكان الأرض من رؤيته قبل غروب الشمس.
  • ويظهر الهلال عند بداية المساء في الشهر القمري.

    • قال عدد من الفقهاء إن هناك تباين في مطالع الهلال، وهي من الأمور اللازمة في الشريعة.
  • تعتبر هذه الظاهرة كونياً وتعتبر متفق عليها بين الناس.
  • قد يحدث تباين في مطالع الهلال، ملتقيًا بين غروب الشمس والأجرام السماوية الأخرى.

    • أما في حالة وجود تباين، فإن الظهور أو الغياب يكون من مواقع مختلفة أو بتوقيت مختلف.
  • توجد آراء متعددة تتمحور حول مدى ارتباط تباين المطالع بثبوت شهر رمضان أو بالمعلومة التي تم تصوير الهلال فيها.
  • هناك رأي يشير إلى أنه بغض النظر عن تباين المطالع، فإنه يتعين على جميع المسلمين الصيام عند رؤية الهلال في مكان معين.
  • نُسب هذا الرأي إلى عدد من الفقهاء مثل الحنابلة، مشددين على ما جاء في القرآن: “فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ” (البقرة: 185).
  • يحتاج دخول شهر رمضان لرؤية الهلال، لذا يجب على جميع المسلمين الصيام عند رؤية الهلال.

    • تؤكد العديد من الأحاديث ذلك، مثل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فَعُدُّوا ثَلَاثِينَ”.
  • هناك وجهة نظر أخرى تفيد بأن كل بلد له خصوصيته، لذا يجب أن تبدأ الصيام عند رؤية الهلال في ذلك البلد، ولا يقتصر ذلك على أي مكان آخر لم ير الهلال.

    • هذا الرأي ينسب إلى عدد من الفقهاء مثل الحنفية، مستندين إلى الآية: “فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ”.
    • أكدت هذه الآية ضرورة الصيام لمن شهد الهلال ونعني بذلك عدم الوجوب في حالة عدم الرؤية.
  • استندوا في ذلك إلى كريب الذي أرسله معاوية إلى بلاد الشام، حيث بدأ شهر رمضان أثناء وجوده هناك يوم الجمعة، وعندما عاد أخبر ابن عباس أنهم رأوا الهلال يوم السبت.
  • ونبه إلى أنه لا ينبغي حصر رؤية الهلال في أهالي بلاد الشام فقط، بل على كل بلد الالتزام برؤية الهلال في بلده.
  • لا يتطلب الأمر رؤية الهلال في أي بلد آخر، إذ لكل بلد مواقيت تختلف عن غيرها، ترتبط بظهور الشمس، مما يجعل الصيام مرتبطًا برؤية هلال شهر رمضان المبارك.

في حال عدم رؤية الهلال

  • أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى إمكانية غياب رؤية الهلال يوم 29 من شهر شعبان.
  • تُعرف هذه الظاهرة بغمّ، والتي تعني وجود غيوم تحول دون ظهور الهلال.
  • لذا، يجب إكمال شهر شعبان ثلاثين يوما حتى يأتي المسلمون للصيام في اليوم الذي يلي آخر يوم منه.
  • الصيام يصبح واجباً حتى في حال عدم رؤية الهلال، سواء كانت السماء غائمة أم صافية.

    • قال النبي صلى الله عليه وسلم: “الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، ثم عقد بيمينه في الثالثة، فصوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن أُغْمِيَ عَلَيْكُمْ فاقدِروا له ثلاثين”.

الحساب الفلكي كوسيلة لتحديد الشهر

  • يتفق البعض على إمكانية الاعتماد على الحساب الفلكي لتحديد بداية شهر رمضان، كما يرون ذلك بعض الأئمة مثل الشافعي.
  • يمكن استخدام الحساب الفلكي، خاصة في حالة وجود غيوم، كما اعتبره بعض الأئمة مثل السبكي.
  • لكن الشيخ القرضاوي نفى أي اعتماد على الحساب الفلكي، وأكد أهمية رؤية الهلال.
  • إذا لم يتمكن العلم من إثبات رؤية الهلال، يُدعى الخبراء للاعتماد على حساب منازله، كشأن الرؤية العلمية.

    • يستند هذا الرأي إلى حديث النبي “فاقدِرُوا لها”، بمعني ضرورة الاعتماد على حسابات فلكية خاصة بالقمر.

إكمال عدة شعبان ثلاثين لتأكيد دخول رمضان

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *