نعرض في هذا المقال تعريف “المضيق” من منظور جغرافي، حيث تعتبر الجغرافيا حقلًا واسعًا يشتمل على مصطلحات متخصصة لوصف التضاريس المختلفة، ومن بين هذه المصطلحات يأتي “مضيق”.
تعريف المضيق
يمكن فهم كلمة “مضيق” من خلال تعريفين، أحدهما لغوي والآخر جغرافي، كما يلي:
- المعنى اللغوي: تُشتق كلمة “مضيق” من الفعل “ضاق”، وجمعها هو “مضايق” أو “مضائق”.
- المفهوم الجغرافي: يشير “المضيق” إلى قناة مائية ضيقة تربط بين مسطحين مائيين كبيرين أو بين منطقتين من اليابس.
ما هي أهمية المضيق؟
بعد استعراض تعريف “المضيق”، ينبغي أن نتطرق لأهميته الجغرافية، وهي كما يلي:
- يساهم في تسهيل حركة الملاحة البحرية الدولية.
- تمتلك الدول التي تحتوي أو تطل على مضيق القدرة على التحكم في عبور السفن ومسارات التجارة العالمية.
- ساهمت المضائق في عدة انتصارات تاريخية خلال الحروب.
- تعتبر إحدى أهم وسائل الاتصال بين الدول المحاذية لها.
- تساهم في تعزيز النشاط السياحي.
خصائص المضيق
تحمل المضائق عددًا من الخصائص نذكر منها:
- تتميز بعض المناطق التي تحتوي على مضيق بقدرتها على توليد الطاقة من المد والجزر، من خلال استعمال التوربينات المناسبة.
- يمكن للمضيق أن ينتج حوالي عشرة جيجاوات من الطاقة المتجددة.
- كمثال على ذلك، مضيق “كوك” في نيوزيلندا، والذي يمكنه إنتاج حوالي 5.6 جيجاوات.
تصنيف المضايق
صنّف الجغرافيون المضائق حسب طبيعة المسطحات المائية المرتبطة بها، ويشمل التصنيف الأنواع التالية:
- مضيق يربط بين بحرين عامين مثل مضيق الدردنيل.
- وجود عدة مضائق في نفس البحر مثل مضيق “ميسينا”.
- مضائق تربط بين بحر داخلي وبحر عام، كما هو الحال في مضيق “جوبال”.
أكثر المضايق أهمية في العالم
عند استكشاف خريطة العالم، يمكن ملاحظة انتشار المضائق في أماكن متعددة، لكن ما هي الأكثر أهمية؟ فيما يلي أهم المضائق:
مضيق البوسفور
يعتبر من أبرز المضائق نظرًا لارتفاع حركة السفن المحملة بمختلف البضائع. وإليكم بعض الملامح الرئيسية عنه:
- طوله حوالي 30 كيلومتر.
- يتراوح عرضه بين 550 متر و3000 متر.
- يصل عمقه بين 5 و124 متر.
- يستقبل حوالي 48000 سفينة، مما يجعله من أكثر الممرات المائية ازدحامًا.
- يربط بين بحر مرمرة والبحر الأسود.
- يوجد العديد من الجسور التي بنيت على المضيق، مثل:
- جسر السلطان سليم الأول.
- جسر السلطان محمد الفاتح.
- جسر البوسفور.
- جسر اسطنبول الثالث.
مضيق هرمز
يمثل هذا المضيق نقطة حيوية على الصعيد العالمي، وقد اعتُبر جزءًا من أعالي البحار بحسب القوانين الدولية، وذلك للأسباب التالية:
- يعتبر من أنشط المضائق في حركة السفن.
- يُستخدم لنقل نحو 40% من مجموع النفط العالمي، وثلث الغاز الطبيعي، ويطلق عليه اسم “شريان الاقتصاد العالمي”.
- يربط بين مياه الخليج العربي، ومياه خليج عمان، وبحر العرب، والمحيط الهندي.
- يصل عرضه بين 34 و50 كيلومترًا، وعمقه 60 مترًا.
- يحتوي على عدد من الجزر، من بينها:
- جزيرة هرمز.
- جزيرة لاراك.
- قشم الإيرانية.
- طنب الكبرى.
- طنب الصغرى.
- أبو موسى.
تجدر الإشارة إلى أن الأهمية الاستراتيجية لهذا المضيق جعلته هدفًا للعديد من الدول، مما أدى إلى نشوب العديد من النزاعات في الماضي.
مضيق ملقا
يحتل هذا المضيق المرتبة الثانية من حيث الأهمية الاستراتيجية بعد مضيق هرمز بسبب:
- ربطه بين بحر أندمان في المحيط الهندي وبحر الصين في المحيط الهادئ.
- طوله حوالي 800 كيلومتر، وعرضه نحو 65 كيلومتر.
- يُعد الرابط الأساسي للاقتصادات المشتركة لعديد من الدول الآسيوية مثل الهند، الصين، ماليزيا، سنغافورة، تايوان، الفلبين وكوريا الجنوبية.
- يواجه المضيق العديد من محاولات القرصنة للسيطرة عليه.
مضيق باب المندب
يمثل هذا المضيق حلقة الوصل بين أوروبا وآسيا، وتبرز أهميته لعدة أسباب منها:
- يربط بين البحر الأحمر والمحيط الهندي.
- يصل عمق المضيق إلى 310 متر.
- يمثل واحدًا من أهم الممرات البحرية الدولية، حيث تمر من خلاله حوالي خمسة ملايين برميل من النفط يوميًا.
مضيق جبل طارق
يصف الباحثون والجغرافيون هذا المضيق بأنه “مدخل العالم” وذلك للأسباب التالية:
- يربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي.
- طوله حوالي 58 كيلومتر، وعرضه 43 كيلومتر.
- يتراوح عمق المضيق بين 300 و900 متر.
- يمر عبر المضيق نحو 120,000 سفينة سنويًا.
قوانين الملاحة عبر المضيق
توجد مجموعة من القوانين التي ينبغي على السفن الالتزام بها عند المرور عبر أحد المضائق، ومنها:
- عدم إرسال أي دولة لسفنها دون إشعار مسبق للدولة المتحكمة بالمضيق.
- لا يحق للدولة الساحلية منع مرور السفن خلال فترات السلم.
- يجب على السفن البحث العلمي الحصول على موافقة الدولة الساحلية قبل إجراء أي دراسات.
- يُمنع الصيد في المضيق.
- يُحظر التلوث أو إلقاء أي نفايات من السفن العابرة.
- تلزم السفن بالمرور عبر الممرات المحددة من قبل الدولة الساحلية.
- لا يجوز التعرض للسفن الحربية التي تمر عبر المضيق بشكل سلمي.