تعريف التوابع في اللغة العربية
يمثل النحو العربي إطارًا يستند إلى نظريتين رئيسيتين: نظرية المعنى ونظرية العامل. يُعرَف التابع، وفقًا لعلماء النحو، بأنه الاسم الذي يتبع ما قبله من حيث الإعراب. وبالتالي، تُعَد التبعية في هذا السياق تبعية للعامل، حيث يُعتبر التابع مُرتفعًا أو منصوبًا أو مُجرَّدًا نتيجة تأثير العامل عليه.
وحسب ما أوضحه ابن السرَّاج، فإن التوابع تُطبق قواعد الإعراب كما ينطبق على الاسم الأول. لطالما تطورت التعريفات والمفاهيم حول التوابع واستقرت لدى النحويين المتأخرين، ومن تلك التعريفات ما ذكره ابن يعيش حيث اعتبر التوابع أنها “الثواني المساوية للأول في الإعراب، ومشاركتها له في العوامل”. انطلق النحويون جميعًا من هذا المفهوم لدراسة التوابع دون الانتباه إلى الأبعاد المعنوية في تعريفهم. إن للعامل تأثيرات متعددة تصنف إلى خمسة أقسام: تأكيد، وصفة، وبدل، وعطف بيان، وعطف بحرف، ولم نجد من بين النحويين القدماء من خرج عن هذا المفهوم أو عن نظرية العامل في تحليلهم لقضايا التوابع والتبعية.
وقد تناول النحويون بالنقد أنواعًا مختلفة من التوابع كالنعت، والعطف، وعطف البيان، والبدل، والتوكيد.
أنواع التوابع في اللغة العربية
عند استقراء الآراء والنصوص النحوية، يمكننا تمييز الصفات الهامة التي تشترك فيها التوابع، حيث تتعلق أساسًا بالمطابقة في علامة الإعراب، وهي أحد العناصر الأساسية التي تجمع بين التوابع المختلفة.
يمكن وصف التوابع بأنها عناصر لغوية تتبع نظامًا ترتيبيًا، حيث تحتم ترتيبتها تأخرها عن المتبوع. تعتمد قواعد الإعراب فيها على مفهوم التبعة، مما يتطلب تأثير المتبوع من العامل، ويظهر أثره في التوابع بعده.
النعت
النعت هو وصف يأتي بعد الاسم ليحدد أحد جوانبه أو ما يرتبط به. وظيفة النعت تكمن في توضيح حالة الموصوف، سواء كان معرفة مثل: “مررت بعليٍّ الخياط”، أو نكرة مثل: “زرت رجلًا عالمًا”، أو في سياقات المدح، الذم، الرحمة، والتوكيد كما في الآية “تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ”.
ينقسم النعت إلى قسمين:
النعت الحقيقي
وهو ما يصف اسمًا سابقًا له ويكون متوافقًا معه في الإعراب. يظهر النعت الحقيقي على ثلاثة أشكال: النعت المفرد مثل “هذا عالمٌ صادقٌ”، النعت الجملة كـ”هذه أرضٌ مراعيها خصبةٌ”، والنعت شبه الجملة كـ”هذه طائرةٌ فوق السحاب”.
النعت السببي
ينعت اسمًا جاء بعده ويشمل ضميرًا يعود على المتبوع. غالبًا ما يكون هذا الوصف مستمدًا من اسم الفاعل أو اسم المفعول والصفة المشبهة، مثل: “هذا كتابٌ كثيرةٌ فوائده”.
في بعض الحالات، يُقطع النعت عن التبعية ليصبح خبرًا لمبتدأ محذوف أو مفعولًا به لفعل محذوف. وعادة ما يتم ذلك في النعت الذي يُستخدم للتعبير عن المدح أو الذم، كما في المثال: “الحمد لله العظيمُ” الذي يمكن تفسيره كخبر لمبتدأ محذوف.
التوكيد
التوكيد هو تعزير المعنى وإزالة الشكوك من ذهن المخاطب. يُستخدم التوكيد كأداة لتأكيد معاني المتبوع وزيادة وضوح الجملة.
يُقسم التوكيد إلى نوعين: التوكيد اللفظي من خلال تكرار اللفظ، والتوكيد المعنوي. ويوجد نوعان من التوكيد المعنوي حسب استخدام الألفاظ:
- ألفاظ أصلية تشمل: نفس، عين، كلا، كلتا، وكل، وجميع، وشروط توصيلها هي أن تتصل بضمير يعود على المؤكد، مثل: “جاء الضيف نفسهُ”.
- ألفاظ ملحقة تشمل: أجمع، وجمعاء، وجمع، وتجري عادةً بعد “كل” مثل: “جاء الناس كلهم أجمعون”.
التوكيد يتابع ما قبله، ويعتبر عنصرًا ضروريًا لإزالة الشك، حيث يعكس المعنى بصورة أكثر قوة عند تكرار الكلمتين أو أحدهما مثل: “جاء زيدٌ زيدٌ”.
البدل
وصف سيبويه البدل بأنه اسم يُستخدم ليحل محل اسم آخر ويعمل فيه كما هو الحال في الأصل. عرفه ابن جني بأنه يشبه التوكيد من حيث التوكيد والتشديد، وهو يُعرَّف على أنه التابع المقصود بالحكم بلا وساطة.
توجد أنواع متعددة للبدل، حيث يمكن أن يكون بدل كل من كل، أو جزء منه، أو يدل على معنى آخر. يتبع البدل المبدل منه في الإعراب، كما يظهر في المثال: “جاء أبوبكر خليفةُ المسلمين” حيث “خليفة” تتبع في إعرابها ما قبلها.
العطف
العطف يُعتبر أحد التوابع، ولكنه يختلف عن الأنواع الأخرى التي تتبع ما قبلها مباشرة. يتطلب العطف حرف عطف لتحديد العلاقة بين الكلمات. وينقسم العطف إلى ثلاث أقسام: العطف على اللفظ، العطف على المحل، والعطف على التوهم.
يمكن تصنيف حروف العطف إلى قسمين، حيث يشترك الأول مع الثاني في الحكم والإعراب ويشمل: الواو، الفاء، أم، ثم، وأو. بينما يتشارك البعض الآخر فقط في الإعراب دون الحكم، مثل: بل، لا، لكن.
تعكس حروف العطف علاقات نحوية هامة، حيث تقتضي إشراك ما بعدها في الحكم الإعرابي حيث إذا كان الأول مرفوعًا أو منصوبًا، فإن الثاني يعكس ذلك.
أمثلة على التوابع
- أكلتُ الرغيفَ ثلثَهُ.
ثلثه: بدل بعض من كل (المبدل منه “الرغيف”) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة.
- مررتُ بامرأةٍ حسنٍ أبوها.
حسن: نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- انتصر خالدٌ ويوسفُ.
ويوسف: الواو: حرف عطف، ويوسف: اسم معطوف على (خالد)، مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- الأمةُ العربيةُ واحدة.
العربية: نعت حقيقي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- حضر المعلمان أنفسَهُما.
أنفسهما: توكيد معنوي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر بالإضافة، والميم حرف عماد، والألف للتثنية.
- قوله تعالى: (قالوا لَبِثنا يَومًا أَو بَعضَ يَومٍ).
أو: حرف عطف، بعض: معطوف على (يومًا) منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- الأمةُ الأمةُ واحدةٌ.
الأمة: توكيد لفظي مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: (إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفَازًا حَدَائِقَ وَأَعْنَابًا).
حدائق: بدل كل من كل للمبدل منه (مفازا) منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، ويمتنع صرفه لأنه جمع على صيغة منتهى الجموع على وزن مفاعل.
- رأيتُ تلميذًا محمودةً أخلاقه.
محمودة: نعت منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.
- نظرتُ إلى السفينةِ شراعِها.
شراع: بدل (بعض من كل) مجرور، وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير مبني في محل جر مضاف إليه.
- قوله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ).
قتال: بدل اشتمال للمبدل منه (الشهر) مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- قوله تعالى: (فَأَنجَيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ).
الواو: حرف عطف، من: اسم موصول معطوف على الضمير المتصل الهاء في (أنجيناه) اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
- جُرحَ الجنديُّ صدرُه.
صدَرُ: بدل (بعض من كل) مرفوع وعلامة رفعه الضم الظاهرة على آخره، وهو مضاف، والهاء: ضمير متصل مبني في محل جر إليه.
تمارين على التوابع
في هذا القسم، نستعرض مجموعة من التدريبات الأساسية للتعرف على التوابع.
صوب الخطأ في الجمل التالية:
- عملٌ يفيدَ المجتمع.
- حضر الصديقُ والضيفَ.
- جاءت الضيفةُ نفسهُ.
- أعجبني عليٌّ علمَه.
- قدم الحجاجُ حتى المشاةَ.
- حضرَ القائدُ أنفسهم إلى المنصة.
- سقط الشجرُ ثمرَهَ.
- شاهدتُ الجنودَ أنفسُهم منتظمين.
- تمتعتُ بالبستانِ أريجُه.
- سافر زيدٌ ثم أحمدْ.
- رأيتُ التمساحَ التمساحُ.
- هؤلاء نسوةٌ مهضومات حقوقُهم.
اضبط الكلمات التي تحتها خط:
- قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
- التلميذُ المجتهد يهتم بدروسه حتى السهل منها.
- تسلقتُ شجرةً عالية أغصانها.
- قال الشاعر مسكين الدرامي: أَخاكَ أَخاك إِنَّ من لا أَخاً لَه ** كساعٍ إلى الهيجا بغير سلاحِ.
- هذا منزلٌ ضيق.
- قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكا)
- قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلّها مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ)
- جاء الرجالُ الكريمة أمهم.
- هؤلاء مناضلاتٌ قديرات.
- هذا الكتاب مفيدٌ.
- كتبتُ الدرسَ نصفه.
املأ الفراغ:
- هززنا الشجرة……….. سقط ثمرها.
- تلألأت السماءُ…………
- قشرتُ التفاحَ و………….
- اشتريتُ الحصانين………
- سلخ الجزار الشاة……….
- ما غرستُ نخلًا لكن………..
- أمضينا ساعة في حفلة…………..
- بنى الهرم الأكبر الملك…………..
- العقلاء………… يكرهون الشقاق.
- سنجلس……… تحت الشجرة.
- أعرف طالبًا……… خلقه.
- قدمتُ له الطعام…….. أكله.
- أبوه وأخوه………. يعطفان عليه.
- ضايقني الصيف………..
- الصديق………. أول الخلفاء الراشدين.