التقديم والتأخير في سورة الكهف: دراسة للعناصر الزمنية وترتيب الأحداث

 لا يُكتب في هذا الصندوق 

تتميز اللغة العربية بنظام محدد للتركيب النحوي، حيث تُمنح كل كلمة في الجملة مرتبة معينة وفقاً لموقعها. على سبيل المثال، يأتي الفاعل عادةً قبل المفعول به، بينما يُسبق المبتدأ بالخبر. عند حدوث عكس ذلك، يُعرف هذا الأمر بالتقديم والتأخير. يُستخدم التقديم والتأخير لعدة أغراض، بما في ذلك التعبير عن نية المتحدث، ووضع المتلقي، والسياق الذي يُطرح فيه الكلام.

التأخير في سورة الكهف

التقديم والتأخير في الآيات من 1-40

تم تطبيق التقديم والتأخير في الآيات من 1-40 بالشكل التالي:

  • (الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا)

في هذه الآية، تقدمت شبه الجملة (على عبده) على المفعول به (الكتابَ) للدلالة على الاختصاص.

  • (إنّ لهم أجراً حسناً)

تقدم خبر “إن” (لهم) على اسمها (أجراً) لبيان الاختصاص.

  • (ما لهم به من علم ولا لآبائهم)

تظهر هنا انتقادات للكفار بسبب جهلهم، حيث تعتبر “ما” نافية، والجار والمجرور (لهم) متعلقان بخبر محذوف. و”علم” اسم مجرور باللفظ، ومع ذلك مرفوعٌ في محلّ مبتدأ مؤخر، مما يوضح تقديم الخبر على المبتدأ.

  • (نحن نقصّ عليك نبأهم بالحق)

في هذه الآية، جاء المبتدأ (نحن) وهو فاعل في المعنى قبل الفعل (نقص) لبيان أن الله سبحانه هو المصدر الحقيقي والموثوق في قصة الفتية.

  • (ينشر لكم ربكم من رحمته ويهيئ لكم من أمركم مرفقاً)

تقدمت شبه الجملة (لكم) على الفاعل (ربكم) للدلالة على الاختصاص.

  • (من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا)

تقدم المفعول به (مَن) على الفعلين (يهد، تجد) مما يعكس عمومية المعنى.

  • (قل الله أعلم بما لبثوا له غيب السموات والأرض أبصر به وأسمع ما لهم من دونه من وليّ ولا يشرك في حكمه أحدا)

تقدم الخبر شبه الجملة (له) على المبتدأ المؤخر (غيب) للتأكيد على اختصاص الله بما غاب، وتقدرت شبه الجملة (لهم) على المبتدأ المؤخر (ولي) ليظهر عدم وجود متولٍّ سواه.

  • (أولئك لهم جنّات عدن تجري من تحتهم الأنهار يحلّون فيها من أساور من ذهب ويلبسون ثياباً خضراً من سندس وإستبرق متكئين فيها على الأرائك نعم الثواب وحسنت مرتفقًا)

تقدمت الخبر (لهم) على المبتدأ (جنّات) للدلالة على المخصصين من المؤمنين العاملين.

  • (وكان له ثمر فقال لصاحبه وهو يحاوره أنا أكثر منك مالًا وأعزّ نفراً)

تقدمت شبه الجملة (له) على اسم كان (ثمر) لتأكيد الحوار.

التقديم والتأخير في الآيات من 41-80

تطبيق التقديم والتأخير في الآيات من 41-80 بما يلي:

  • (ولم تكن له فئةٌ ينصرونه من دون الله وما كان منتصراً)

تقدمت شبه الجملة (له) على اسم كان (فئة) للخصوصية.

  • (هنالك الولاية لله الحق هو خير ثوابًا وخير عقبا)

تقدمت اسم الإشارة (هنالك) على المبتدأ المؤخر (الولاية) لتوضيح مقام النصر لله.

  • (إلا أن تأتيهم سنة الأولين أو يأتيهم العذاب قبلا)

تقدمت المفعول به (هم) على الفاعلين (سنة، العذاب) لإفادة التأكيد.

  • (بل لهم موعدٌ لن يجدوا من دونه موئلا)

تقدمت شبه الجملة (لهم) على النكرة (موعد) للتخصيص.

  • (وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره)

تقدمت المفعول به (الهاء في أنسانيه) على الفاعل (الشيطان).

  • (أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت أن أعيبها وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا)

تقدم المبتدأ (السفينة) على الفعل (كانت) لتأكيد الحكم.

كما تقدمت شبه الجملة (وراءهم) على اسم (ملك) لأغراض بلاغية.

التقديم والتأخير في الآيات من 81-110

التقديم والتأخير في الآيات من 81-110 كما يلي:

  • (وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما)

تقدمت (الجدار) على الفعل (كان) للدلالة على ثبات الحكم.

كما تقدمت شبه الجملة (تحته) على اسم كان (كنز) لتبيان موقع الكنز.

  • (وأما من آمن وعمل صالحا فله جزاءٌ حسنى وسنقول له من أمرنا يسرا)

تقدمت شبه الجملة (له) على المبتدأ (الحسنى) لأن الله خص به المؤمين.

  • (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات كانت لهم جنّاتُ الفردوس نزلاً)

تقدمت شبه الجملة (لهم) على اسمها (جنّات) لتأكيد مضمون الآية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *