ما هو مفهوم الشخصية الانطوائية في علم النفس؟
تعرف جمعية علم النفس الأمريكية الشخصية الانطوائية بأنها ميول الفرد نحو أفكاره ومشاعره الداخلية، مما يؤدي إلى كونه أشد تحفظاً وعزلة وهدوءاً بعيداً عن الآخرين.
ما هي الخصائص والإشارات التي تساعد في تحديد الشخصية الانطوائية؟
هناك عدد من الخصائص التي تساعد في التفريق بين الشخصية الانطوائية وغيرها، وسنتناول هذه الخصائص فيما يلي:
تفضيل قضاء الوقت بمفرده
يفضل الشخص الانطوائي قضاء الوقت بمفرده والانغماس في الهوايات والأنشطة التي يحبها دون رفقة. ومن الأنشطة التي يفضلها الانطوائيون تشمل قراءة الكتب، والتجول في الأماكن الهادئة بمفردهم، أو مشاهدة البرامج التلفزيونية المفضلة.
تفضيل الصمت
يميل الشخص الانطوائي إلى المشاركة بشكل محدود في المحادثات الجماعية والنقاشات، ويفضل اختيار اللحظات المناسبة للتحدث بعد أن يقوم بتحليل الفكرة وتحديد الجوانب التي يرغب في مناقشتها. وهذا يمنحه قدرة ممتازة على الاستماع للآخرين، حيث يميل إلى الاستماع أكثر من التحدث.
الشعور بالإرهاق بعد التفاعل الاجتماعي
من أبرز علامات الانطوائية هو شعور الفرد بالتعب والإرهاق بعد المشاركة في المناسبات الاجتماعية والفعاليات الجماعية. بعد هذه الفعاليات، يلجأ الشخص الانطوائي إلى العزلة للبحث عن الهدوء والراحة. وعلى الرغم من شعوره بالتعب، فإنه لا يكره التفاعل الاجتماعي، لكنه يفضل أن يتم ذلك مع مجموعة مقربة من الأصدقاء.
تفضيل العمل بشكل منفرد
يفضل الأفراد الانطوائيون العمل بمفردهم بدلاً من العمل ضمن مجموعة. فهم يجدون أن التفكير والتركيز يكون أفضل عندما يكونوا بعيدين عن الآخرين، ويرون أن العمل الجماعي يمكن أن يكون مزعجاً ومتعباً.
وجود مجموعة صغيرة من الأصدقاء
يميل أصحاب الشخصية الانطوائية إلى الاحتفاظ بعدد قليل من الأصدقاء المقربين. فهم لا يفضلون أن يكونوا محاطين بعدد كبير من الأشخاص، كما يفعل الشخص الاجتماعي. بالنسبة لهم، عمق العلاقة ونجاح الصداقة أهم من عدد الأصدقاء.
التفكير بعمق
تعتبر الشخصية الانطوائية شخصية تتسم بالتفكير العميق، إذ قد يستغرق الشخص وقتاً طويلاً في التفكير في أي عمل أو قرار ينوي اتخاذه. كما يفكر في كل ما ينوي قوله قبل المشاركة في الحديث أو النقاش.
ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها لتجاوز الانطوائية؟
توجد عدة خطوات يمكن أن تساعد في التغلب على الانطوائية، وفيما يلي أبرزها:
- محاولة التعبير عن الأفكار: غالباً ما يحتفظ الشخص الانطوائي بأفكاره في ذهنه، لذا يُنصح بأن يبذل جهدًا للتعبير عن أفكاره ومشاركتها مع الآخرين.
- التفاعل مع المحيط: يجب على الشخص الانطوائي أن يحاول التفاعل مع من حوله والانخراط في المحادثات، والتعرف على أشخاص جدد تدريجياً للتخلص من ميول الانعزال.
- المشاركة في الأنشطة الاجتماعية: يُستحسن أن يشارك الشخص الانطوائي في الفعاليات والمناسبات التي تضم مجموعة من الأشخاص، مثل الأنشطة الجامعية أو المدرسية، لتعزيز التواصل مع المجتمع.
ما هي العوامل المؤثرة على الانطوائية؟
هناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تطوير شخصية انطوائية، وهي كما يلي:
- العامل الوراثي: حيث يُظهر الفرد ميول عائلته نحو العزلة، مما يجعله أكثر انطواءً بسبب هذه الوراثة.
- العامل البيئي: يتمثل في تكوين الفرد في بيئة منعزلة وبعيدة عن التفاعلات الاجتماعية، مما يؤثر في تكوين شخصيته كإنسان انطوائي.
- العامل التربوي: يرتبط بتوجيه الوالدين للطفل نحو الانعزال وتجنّب الاحتكاك بالآخرين خلال نشأته.
- العامل النفسي: الخوف والقلق ونقص الثقة بالنفس تعتبر من العوامل النفسية المؤثرة على تكوين الشخصية الانطوائية.