أنواع الأساليب الحجاجية
يمكن تصنيف الأساليب الحجاجية ضمن الفلسفة إلى الأنواع التالية:
- الحجاج التفسيري
يشير الحجاج التفسيري إلى استخدام أسلوب الشرح والتفصيل، حيث يسعى الفيلسوف إلى توضيح أفكاره وموضوعاته وأطروحاته من خلال توظيف عدد من الأساليب، مثل: أسلوب التعريف، وأسلوب تفسير المعاني كما فعل سقراط في توضيح بعض المفاهيم الأخلاقية، بالإضافة إلى أسلوب الوصف وأسلوب الجرد، وأسلوب المقارنة.
- الحجاج الاستقرائي
يعكس الحجاج الاستقرائي عملية تجميع الحقائق الجزئية وتحويلها إلى مفاهيم كلية، أي أنه يقوم بتنظيم الوقائع الصغيرة لتصبح شاملة. وفي هذا السياق، يعتمد الفيلسوف على عدة أساليب، مثل: تقديم الأمثلة، وإدراج وقائع تاريخية أو اجتماعية، واستخدام الإحصائيات والأرقام، بالإضافة إلى الشهادات الحية.
- الحجاج الاستنتاجي
يعتمد الحجاج الاستنتاجي على استنتاج الأفكار والمبادئ من مقدمتين – واحدة عامة والأخرى خاصة – لتصل إلى نتيجة عامة. وهذا يشمل تركيب الأفكار الخاصة ضمن مبادئ عامة، ثم الربط بين تلك المبادئ والنتائج، مما يعني الانتقال من العام إلى الخاص. كمثال على ذلك، يمكن القول: “كل إنسان فان. سقراط إنسان. وبالتالي، سقراط فان.” وفي هذا المثال، نجد:
- المقدمة الكبرى وهي القاعدة (كل إنسان فان)
- المقدمة الصغرى وهي الحالة الخاصة (سقراط إنسان)
- النتيجة المستخلصة من المقدمتين (إذن، سقراط فان).
تعريف الحجاج
تعود جذور الحجاجية في تاريخ الفلسفة إلى الفيلسوف أرسطو في العصور اليونانية القديمة، حيث انتشرت هذه الفلسفة في البلدان العربية ووجدت ترحيبًا كبيرًا من بعض الفلاسفة العرب والعلماء مثل الفارابي وابن سينا وابن رشد.
يُعرف الحجاج لغويًا بأنه وسيلة لإثبات مفهوم ما أو دحضه من خلال تقديم الحجج والأدلة، مع تجنب استخدام العنف أو الضغط في عملية الإقناع. أما من منظور فلسفي، يعرف بأنه وصف الخطاب الفلسفي المقصود برهانه وإظهار منطقته وتماسك مكوناته وصحة أدلته.
فيما يتعلق بالتمييز بين المثال والبرهان، يمكن القول إن الأمثلة تعزز من قوة البرهان وتقوي المنطق المستخدم في الحجج، ولكنها لا يمكن أن تُعوض عنها. في حين أن البرهنة تعتمد على استخدام الأدلة والمنطق لإثبات حقيقتها، مما يضيف لها قيمة حقيقية ومعنوية. وقد كانت البرهنة في العصور الوسطى تعتبر النموذج الأبرز للاستدلال.
الحجاج واللغة
تعتبر الحجاجية عنصرًا أساسيًا في مجال الفلسفة، ورغم التحديات التي يواجهها الطلاب في ممارسة الفلسفة وتعلم مبادئها، فإن الحجاج يشكل اللبنة الأساسية في بناء هذه الفلسفة. من الضروري أن يتدرب المتعلمون على هذا من خلال الخطابات الفلسفية التي تمثل جسراً بين المعلم والطالب. ومن ضمن هذه التمارين، يتعين عليهم استخراج البنية الحجاجية من الكتابات الفلسفية.
في الفلسفة، تم استخدام بعض المفاهيم لتوضيح الجانب اللغوي من الحجاجية، ومنها مفهوم التداولية، الذي يبرز العلاقة الوثيقة بين اللغة والفلسفة. هذا المفهوم يتناول تداول اللغة ويهتم بالجانب النحوي وتركيب الكلمات واستخدام اللغة، بالإضافة إلى التركيز على المعاني ودلالاتها.
أنماط الحجاج
تتوزع الأنماط ضمن العمليات الأساسية للأساليب الحجاجية إلى الأنواع التالية:
- حجج برهانية
- حجج بلاغية
- حجة المماثلة
- المقاربة والمقارنة واستخدام الأمثلة والأساطير
- حجة بالسلطة
- حجة بالقيم