معدل البطالة في الأردن و تأثيره على الاقتصاد

البطالة في الأردن

تُعتبر مشكلة البطالة قضية تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث تؤثر بشكل عميق على الأبعاد الاقتصادية والنفسية والاجتماعية للأفراد، خاصة في الدول النامية. يأتي ذلك في ظل النمو الاقتصادي البطيء الذي تلقي بظلالها الظروف الصعبة على هذه البلدان، مما يؤدي إلى تعثر في صياغة السياسات واتخاذ القرارات الفعالة لتحسين الأوضاع الاقتصادية. وقد ساهمت التحديات الاقتصادية في دول شرق البحر الأبيض المتوسط في ارتفاع معدلات البطالة، ويبرز هذا بشكل خاص في المملكة الأردنية الهاشمية، التي تواجه بدورها زيادة في هذه المشكلة بسبب نقص فرص العمل المتاحة. ولكن، ما هي الأسباب التي تدفع لارتفاع معدلات البطالة في الأردن، وكيف تسعى الحكومة لمواجهة هذه العقبة؟

أسباب البطالة في الأردن

تتعدد أسباب ظاهرة البطالة في الأردن، منها:

  • تفضيل الشباب الحصول على وظائف في القطاع الحكومي رغم توفر فرص أكبر في القطاع الخاص.
  • وجود فجوة بين متطلبات سوق العمل ومهارات الشباب، وهي قضية شائعة تتعدى حدود الأردن لتشمل منطقة الشرق الأوسط ككل.
  • صعوبة جذب الاستثمارات الاقتصادية اللازمة لتقليص معدلات البطالة في البلاد.
  • زيادة عدد العمالة الوافدة مما يؤدي إلى تقليص فرص توظيف العمالة الوطنية.
  • اختيار الشباب لتخصصات معينة، مما أدى لزيادة العرض في التخصصات الطبية والهندسية والعلوم الإنسانية، فضلاً عن انحصار فرص العمل بشكل رئيسي في العاصمة عمان.

أنواع البطالة في الأردن

تشير دراسة واقع البطالة في الأردن إلى وجود عدة أنواع منها، مثل:

  • البطالة الاحتكاكية: تحدث نتيجة توقف مؤقت عن العمل بحثًا عن فرص جديدة، أو للتفرغ للدراسة.
  • البطالة الهيكلية: تنجم عن الفجوة بين النمو الاقتصادي والتحديات الاقتصادية التي تواجه المملكة، مما يُسفر عن توقف التوظيف وتسريح بعض القوى العاملة كحل للأزمات المالية.
  • البطالة السلوكية: تتجاهل هذه البطالة رغبة الشباب في وظائف إنتاجية بسبب التوجهات الاجتماعية السلبية تجاه تلك المهن.
  • البطالة المستوردة: تنشأ نتيجة الاعتماد الزائد على العمالة الأجنبية في مجالات مثل الزراعة والبناء، مع قلة التأهيل والتدريب للعمالة الوطنية.

نسبة البطالة في الأردن

بلغت نسبة البطالة في الأردن في الربع الثالث من عام 2021 نحو 23.2%، حيث سجلت نسبة البطالة للذكور 21.2% بينما بلغت عند الإناث 30.8%. يُلاحظ أنه في عام 2020، كانت نسبة البطالة لدى الإناث حوالي 32.8%، مما يدل على انخفاضها بنحو 2.8%، بينما بقيت نسبة البطالة ثابتة تقريباً بين الشباب خلال نفس الفترة.

سياسات الحكومة لمواجهة ظاهرة البطالة

تعمل الحكومة الأردنية على تطوير سياسات ورؤى تهدف إلى معالجة مشكلة البطالة، ومن أبرز أهدافها:

  • وضع برامج تنظيمية لتحسين عملية التوظيف عبر استبدال العمالة الوافدة بالعمالة المحلية.
  • تطوير برنامج يركز على تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات، بما يسهم في توفير المزيد من فرص العمل.
  • تأسيس برنامج “خدمة وطن” الذي يركز على التدريب العسكري والمهني، ويمنح المشاركين شهادات معترف بها في سوق العمل.
  • إنشاء منصة وطنية للباحثين عن العمل، التي أثبتت نجاحها في توفير 2611 فرصة عمل من خلال توظيف الباحثين.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *