الإيمان بالله سبحانه وتعالى وبنبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، يُعتبر من أكبر نعم الله علينا، ويتوجب على كل فرد منا أن يلتزم بإخلاص العبادة لله وحده دون شريك.
بالمقابل، يُوجد ما يُعرف بالشرك، وهو ضد التوحيد ويشمل عدة معاني وأشكال. في هذا المقال، سنتناول تعريف الشرك ومفاهيمه المتعددة.
تعريف الشرك في اللغة العربية
الشرك في اللغة
تتعدد المصطلحات المتعلقة بكلمة الشرك في اللغة العربية، وبحسب ابن فارس في معجمه فإن أصل الكلمة ينقسم إلى استقامة وشراكة، حيث يُشير إلى فكرة الاشتراك أو التشارُك كاختلاط الأموال أو الأعمال.
أهم وأشمل معنى للشرك هو الكفر بالله سبحانه وتعالى، حيث يُعتبر المشرك أن يُشرك مع الله شخصًا آخر أو ندًا، مما يُخالف وحدانيته سبحانه وتعالى.
فالشرك يعني عدم احترام ألوهية الله بجعل شيء آخر مشارك له، مما يعني الإيمان بوجود كائن أو قوة أخرى بجوار الله عز وجل.
الشرك في المصطلح
- أن تعريف الشرك من قبل الفقهاء قد يتنوع، إلا أن هناك مجموعة من التعريفات التي تُبرز معانيه المختلفة.
- رغم اختلاف التعريفات.
- “التشبيه للمخلوق بالخالق، وخاصة في الخصائص الإلهية كالنفع والضر والتوكل والخوف والرجاء”.
- “الدعاء لغير الله فيما يختص بأمور الله، من الاعتماد على غيره فيما يُفترض أن يكون مجردًا لله سبحانه وتعالى، حيث ينبغي ألا يُشرك معه أحد”.
أنواع الشرك
الشرك الأكبر
الشرك في الألوهية
- الذي يتمثل في عبادة شيء أو شخص آخر بجوار الله تعالى.
- أحد أبرز الأمثلة هو الإيمان بالأصنام والأوثان، والاستغاثة بها، وكذلك التوسل بأصحاب القبور لتحقيق الأماني.
- التقرب إلى الله لا يتطلب وسيطًا، فهناك عدة طرق للتقرب تتضمن الصلاة والصيام والزكاة والحج.
- يجب أن نعتز بعبادتنا لله بعيدًا عن أي وساطة، حيث لا توجد حواجز تمنع الاتصال بين العبد وربه.
- لا يوجد دليل يشير إلى ضرورة التوجه إلى قبور الأولياء كوسيلة للتقرب إلى الله.
الشرك في الصفات والأسماء
- ويعني اعتقاد الشخص بوجود تشابه بين مخلوق معين وبين الله عز وجل، أو أن يتمتع أي إنسان بصفات خاصة لا تليق إلا بالله وحده.
- مثل العلم بالغيب وامتلاك مقدرات لا يعرفها إلا الله.
الشرك في الربوبية
- وهو الاعتقاد بوجود خالق آخر يتشارك مع الله في إدارة شؤون الخلق.
- مثال ذلك اعتقاد فرعون حينما ادعى أنه هو الرب، ومع ذلك لم يستطع إنقاذ نفسه في لحظة الغرق.
الشرك الأصغر
الرياء
- وهو أن يُظهر الإنسان عكس ما يُخفي، حيث يُمارس العبادات كالصلاة والصيام بهدف الحصول على مكانة اجتماعية أو دنيوية.
- هذا النوع مُحرّم وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
- حيث قال: “إن أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر، قالوا: وما الشرك الأصغر؟ قال: الرياء”.
الحلف بغير الله
- يتجه بعض المسلمين إلى الحلف بغير الله، متجاهلين حرمة هذا الفعل.
- وفي هذا الصدد، جاء توجيه النبي صلى الله عليه وسلم بعدم الحلف إلا بالله.
- قال النبي: “إذا أرادوا أن يحلفوا، فليقولوا: ورب الكعبة”.
- وذكر الله جل وعلا: “إن الله لا يغفر أن يشرك به، ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء، ومن يُشرك بالله فقد افترى إثمًا عظيمًا”.
الفرق بين الكفر والشرك
الكفر
- يُعتبر الكفر لفظًا أوسع من الشرك، ويشمل الشخص المُنافق والملحد الذي لا يؤمن بوجود الله أو أي دين.
الشرك
- يُعد الشرك تعبيرًا أصغر، حيث يُشير إلى الأفعال والأقوال التي تمثل إنكارًا لوحدانية الله.
- يمكن أن يتخذ الشخص أندادًا لله من المخلوقات أو الجمادات في محاولته لتحقيق أغراض معينة.
- يمكن تلخيص الفرق بينهما بأن الكفر يعبّر عن معتقدات خاطئة، بينما الشرك يعكس سلوكيات وأفعال تمس وحدانية الله.
- كلاهما يُعتبر من الكبائر ولكن تختلف طرقهما في التعبير.
