لقد ألف العديد من المراجع المهمة التي تتعلق بفروع العلوم الفقهية. ويعد الإمام البيضاوي من كبار العلماء والشيوخ الذين ساهموا بشكل كبير في توضيح الكثير من مسائل الشريعة الإسلامية وأحكامها.
تعريف بالإمام البيضاوي
اسم الإمام ومولده
يمكن تصنيف العلامة البيضاوي كأحد الأئمة العظام في الإسلام، ومن المعلومات المتاحة عنه نذكر ما يلي:
- يُعرف بقاضي ومفسر يُدعى ناصر الدين أبو سعيد، وهناك بعض الروايات تشير إلى أنه يُعرف أيضًا باسم أبو الخير عبد الله بن أبي القاسم عمر بن محمد بن أبي الحسن البيضاوي الشيرازي الشافعي.
- وُلِد في المدينة البيضاء الواقعة في بلاد فارس، ولذلك نُسب اسمه إليها، وكان مسقط رأسه قريبًا من شيراز.
- لم يتوصل المؤرخون إلى تحديد دقيق لسنة ميلاده، لكن يُعتقد أنه وُلِد في أوائل القرن السابع الهجري.
أهم الصفات المميزة للعلامة البيضاوي
فيما يتعلق بصفات الإمام البيضاوي التي تميزت بها شخصيته عن غيره، نوضح النقاط التالية:
- كان الإمام من الأئمة المتمرسين في العلوم الفقهية، كما كان من الصالحين المتعبدين والزاهدين.
- يمتاز بأنه فقيه أصولي، بالإضافة إلى كونه متكلمًا ومحدثًا بارعًا.
- حظي ببراعة خاصة في علم النحو.
- اعُتبر خبيرًا في الفتاوى وقد كان فريدًا في عصره.
- نال إعجاب الكثير من العلماء والمشايخ في زمانه.
- له العديد من المؤلفات العديدة التي تغطي مختلف العلوم الفقهية.
من مؤلفات العالم البيضاوي
تتضمن مؤلفات العلامة البيضاوي العديد من الموضوعات المتعلقة بأصول الدين والعلوم الفقهية، ومن أبرز أعماله:
- تفسير بعنوان “أنواع التنزيل وأسرار علم التأويل”: يُعتبر من أشهر مؤلفاته وقد حاز على قبول واسع بين العلماء.
- كتاب “منهج الوصول لعلم الأصول”: وهو مختص بأصول الفقه الإسلامية، مرًّت by seven chapters.
- “طوالع الأنوار بأصول الدين”: يُعرف بالمتن المتين ونال شهرة كبيرة، واهتم به العديد من العلماء.
- عُني الكثير من المشايخ بتدريسه، واُعتمد كمنهج لعلم الكلام في الأزهر.
- كتاب “الغايات القصوى بدراسة الفتوى”: يعد من الكتب التي أعدها الإمام وفق المذهب الشافعي.
- شرح “المحصول بأصول الفقه للرازي”.
- “مرصد الأفهام إلى مبادئ العلوم والأحكام”، ويعد مختصرًا لكتاب ابن الحاجب.
- كتب “منتهى المنى لشرح أسماء الله الحسنى”.
- عمله المعروف “تحفة الأبرار بشرح مصابيح السنة”.
- كتاب “تسبيع البردة”، المعروف بالكواكب الدرية، الذي يمتدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
- كتاب “نظام التواريخ”: الذي يتحدث عن تاريخ الدولة الفارسية وكتب باللغة الفارسية.
تلامذة العالم البيضاوي
درس العديد من الطلاب على يد الشيخ البيضاوي، وأصبحوا علماء يُستفاد منهم، ومن أبرز هؤلاء الطلاب:
- الشيخ فخر الدين أبي المكارم أحمد بن حسن.
- العالم كمال الدين أبو القاسم.
- شيخ جمال الدين بن أبي بكر بن محمد المقرئ.
- العالم روح الدين بن الشيخ جلال الدين الطيار.
- الشيخ تاج الدين الهندي.
- العالم والقاضي رزين الدين علي بن روزيها الخنجي.
شيوخ العالم البيضاوي
تتلمذ الإمام البيضاوي على يد عدد كبير من العلماء، وأخذ منهم العلوم الفقهية، ومن أبرز شيوخه:
- بدأ دراسته لدى والده العالم أبو القاسم عمر بن محمد بن علي البيضاوي، اكتسب منه الكثير من العلوم الفقهية.
- تعلّم على يد العالم الشيخ محمد بن محمد الكحتائي، وهو عالم معروف بالطريقة الصوفية وقد كان قدوة له.
- واحد من أبرز مشايخه هو العلامة شرف الدين عمر البوشكاني الزكي، الذي كان عالمًا بارزًا في زمانه، وكان يشمل الكثير من مجالات الفقه.
- كتب البيضاوي قصيدة رثاء لشرف الدين بعد وفاته وتم تسجيلها على مرقده جانبًا.
وفاة العالم البيضاوي
بعد التعرف على حياة الإمام البيضاوي، نستعرض تفاصيل وفاته:
- توفي العالم البيضاوي في تبريز عام 685 هـ.
- كانت وفاته تزامنًا مع العام الميلادي 1292 م.
- هناك تعدد في الروايات تشير إلى أن الوفاة قد كانت في عام 691 هـ، وفقًا لبعض المصادر.
- ذكر الشيخ شهاب الخفاجي في كتاب حاشية التفسير أن الشيخ البيضاوي توفي عام 719 هـ.
- قبل وفاته أوصى بدفنه بجوار قبر لشيرازي، وبالفعل، وُضع جثمانه في خرانداب بتبريز.
نشأته ورحلاته
نشأ الإمام البيضاوي في بيئة علمية غنية، حيث بدأ تعلم القرآن الكريم وعلوم الشريعة الإسلامية منذ سن مبكرة. أظهر موهبة علمية ملحوظة في طفولته، وأصبح بارعًا في مجالات متعددة من العلوم الإسلامية مثل النحو والصرف والفقه والتفسير.
استهل الإمام البيضاوي دراسته في مسقط رأسه، ثم انتقل إلى بغداد لمتابعة تعليمه، حيث استفاد من العلماء في ذلك العصر وتأثر بأفكارهم. لاحقًا، انتقل إلى مصر، حيث استقر وعمل في مجال التدريس والبحث العلمي.
كان لتأثير المذاهب الفكرية المختلفة دور كبير في تطوير أفكاره، حيث قدم مساهمات بارزة في تحليل وتجديد الفقه الإسلامي من خلال تأليفه للعديد من الكتب في مجالات الفقه والتفسير والعقيدة وغيرها. عُرفت أعماله بالوضوح والعمق، وكان لها تأثير كبير على العلماء والمفكرين في جميع أنحاء العالم الإسلامي.